تدخل وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون لصالح قطر مرارا، وهو ما كشف عنه مسئولون أمريكيون سابقون، على رأسهم ستيفان جوركا مستشار السابق للرئيس الأمريكى دونالد ترامب، غير أنه مع أفول نجم تيلرسون، حيث باتت أيامه معدودة داخل البيت الأبيض، أصبح مسئولو الإدارة الأمريكية يتحدثون بصوت أعلى عن خطايا قطر وحلفاءها فى المنطقة.
ويبدو أن عام 2018 سيأتى حاملا معه إستراتيجية جديدة لواشنطن فى التعامل مع بعض حلفائها المارقين فى الشرق الأوسط، وعلى رأسهم تركيا، التى اتهمها مستشار الأمن القومى الأمريكى، هربرت ماكماستر، بأنها وحليفتها قطر ضالعان فى دعم الأيديولوجيات المتطرفة وتمويلها.
جاءت تصريحات ماكماستر، خلال لقاء نظمه مركز "بوليسى إكستشاينج" فى واشنطن، الأسبوع الماضى، قائلا أن ما تقوم به الدوحة وأنقرة ينشر الأيديولوجيات المتطرفة حول العالم، ويمثلا مصدرا رئيسيا لتمويل انتشار هذا الفكر.
تصريحات ماكمستر حملت لهجة حادة ضد عضو الناتو، قائلا : "نرى تورط كبير من جانب تركيا يمتد من غرب أفريقيا إلى جنوب شرق آسيا.. كما أن البلقان تشكل منطقة قلق كبير حاليا".
وأعرب مستشار الأمن القومى الأمريكى عن قلقه من المسار الذى تتخذه تركيا على غرار قطر من خلال تمويل الجماعات التى تساعد على تهيئة الظروف التى تسمح للإرهاب بالازدهار، قائلا: "لم ننتبه بما فيه الكفاية لكيفية انتشار الأيديولوجيات المتطرفة عبر المدارس والمساجد وما يسمى الجماعات الخيرية على نطاق أوسع".
وفى إشارة على تزايد القلق الأمريكى من أن تركيا ستكون نموذجا للجماعات الإسلامية التى تأمل فى الاستيلاء على السلطة، قال ماكماستر إن "الكثير من الجماعات الإسلامية تعلمت من أردوغان وحزب العدالة والتنمية".
وأوضح "إنه نموذج للعمل حقا من خلال المجتمع المدنى، ثم قطاع التعليم، ثم الشرطة والقضاء، ثم الجيش لتعزيز السلطة فى يد حزب معين، وهو أمر لا نفضل رؤيته ويساهم للأسف فى انحراف تركيا بعيدا عن الغرب ".
تصريحات ماكمستر ليست جديدة فقط تجاه تركيا، ولكن أيضا ربما تعد هذه هى المرة الأولى التى يعلن فيها مسئول رفيع بإدارة ترامب، صراحة أن قطر تمول الجماعات الإرهابية، ومع ذلك فإن الرئيس الأمريكى قالها صراحة فى يونيو الماضى فى بداية المقاطعة العربية من قبل السعودية ومصر والبحرين ودول عربية أخرى للدوحة، قائلا : "إن قطر كانت تاريخيا ممولا للإرهاب على مستوى عال جدا". وفى ظل تصاعد القلق الأمريكى، فإنه يبدو أن واشنطن تتجه لنهج مختلف فى التعامل مع خطر الإرهاب الذى يشارك فيه بعض حلفاءها فى المنطقة.