بعد تأجيل فرضه الرفض الشعبى فى الشرق الأوسط للإدارة الأمريكية، بعد إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب المنفرد، للقدس المحتلة عاصمة إسرائيل، يبدأ مايك بنس نائب الرئيس الأمريكى جولته للمنطقة والتى يستهلها بزيارة إلى القاهرة، وسط تأكيدات من البيت الأبيض على أن الزيارة التى تشمل الأراضى المحتلة والأردن، بخلاف مصر، تحمل أهمية بالغة ولن يتم تأجيلها مجددا حتى لو علقت الحكومة الأمريكية أعمالها.
ومساء أمس الجمعة، قال البيت الأبيض إن بنس سيسافر إلى الشرق الأوسط لإجراء محادثات مع قادة مصر وإسرائيل والأردن مؤكدا أن الجولة ضرورية للأمن القومى الأمريكى.
وقالت أليسا فرح وهى متحدثة باسم بنس "اجتماعات نائب الرئيس جزء لا يتجزأ من الأمن القومى والأهداف الدبلوماسية لأمريكا ولذلك سيسافر نائب الرئيس إلى الشرق الأوسط كما هو مقرر".
بعد شهر على تأجيلها.. لا يزال الرفض الشعبى لجولة بنس قائما
وكان مقررا أن يجرى بنس جولته للمنطقة فى 21 ديسمبر الماضى، إلا أن حالة الرفض الشعبى لقرار ترامب بشأن القدس تسبب فى إرجاء الزيارة حيث أعلنت مؤسسات عدة رفضها استقبال نائب الرئيس الأمريكى وفى مقدمتها الأزهر والكنيسة الأرثوذكسية والقائمين على كنيسة القيامة فى الأراضى المحتلة وغيرهم، وهو ما حال دون إتمام الزيارة فى موعدها الأول.
ورغم مرور عدة أسابيع على قرار ترامب بشأن القدس والذى ينطوى أيضا على نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، غير أن حالة الغضب العربى والغليان الفلسطينى لم تتراجع لاسيما ما اتبعها من قرارات تشكل تحديا مستفز للفلسطينيين بتقليص المساعدات الأمريكية لمنظمة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين "الأونروا" للضغط على الجانب الفلسطينى بعد أن أعلن تجميد مشاركته فى مفاوضات السلام مع الجانب الإسرائيلى.
وبالتزامن مع تحرك بنس لجولته، تنبأت غالبية وسائل الإعلام الأمريكية بفشل الزيارة فى إحراز أى تقدم فى ملف الرفض العربى للقرار الأمريكى بشأن القدس. وفى تقرير لها ، قالت وكالة استوشيتدبرس إن الزيارة تمثل معضلة لقادة البلدين بشأن كيفية حماية علاقاتهم الحيوية مع واشنطن دون أن يتجاهلا المخاوف الفلسطينية، مشيرة إلى أهمية الشراكة التى تجمع مصر والأردن مع الولايات المتحدة ومن ثم فإن لقاء مسئول رفيع مثل بنس يمثل فرصة لتعزيز العلاقات.
مصر والأردن أبرز محطات جولة بنس لمناقشة ملف القدس
ولفتت الوكالة إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، طمأن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بشأن جهود القاهرة المستمرة لتأسيس دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس، وسيكون ملف القدس حاضرا بقوة خلال لقاءات بنس مع كل من الرئيس عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى وهو ما أكدته التقارير الخاصة بالزيارة الأولى قبل تأجيلها.
ورغم حالة التوتر هذه، غير أنه على الأغلب ستكون رسالة بنس الرئيسية فى زيارته، وهى التأكيد على أن مصر شريك مهم على نحو كبير. فطالما تحدثت تقارير الإعلام الأمريكى عن رغبة إدارة ترامب فى أن تنقل بشكل واضح وبصوت عال رسالتها بأن مصر لا تزال شريك "مهم للغاية" فى المنطقة.
وقبل تأجيل الزيارة فى ديسمبر الماضى، أكد مسئولون كبار فى الإدارة الأمريكية، لصحيفة "واشنطن بوست"، على شراكة الولايات المتحدة مع مصر، رغم التوتر بين البلدين فى أعقاب قرار ترامب. ويؤكد مساعدون فى البيت الأبيض أن بنس ينوى مناقشة العديد من القضايا مع الرئيس السيسي من بينها كوريا الشمالية وروسيا والمساعدات الأجنبية، بالإضافة إلى قضية السلام، مؤكدا على العلاقات القوية بين مصر والولايات المتحدة واستمرار التعاون فى مجال مكافحة الإرهاب، واصفا الرئيس السيسي "الشريك الهام" فى المنطقة.
الإمام الأكبر الدكتور أحمد طيب فى مؤتمر نصرة القدس قبل أيام من الزيارة
وعقب القرار الأمريكى بالاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل فى ديسمبر الماضى، سارعت مصر بطرح مشروع قرار لرفض خطوة ترامب، حيث صوتت 14 دولة لصالح الاقتراح المصرى مقابل فيتو أمريكى.
وعندما أعلن بنس لأول مرة عن جولته، فى أكتوبر الماضى، كان يخطط للتركيز بشكل كبير على اضطهاد المسيحيين والأقليات الدينية فى الشرق الأوسط، لكن بحسب تصريحات مساعدون فى البيت الأبيض، فأن الكثير من رسالته كانت ستركز على علاقة الولايات المتحدة بمصر وشراكتها لمكافحة الإرهاب فى الشرق الأوسط وغيرها.
بدورها، قالت صحيفة "واشنطن بوست"، إن بنس يحمل ضمن ملفاته أزمة القدس، وأن استقباله فى القاهرة وعمان سيكون فاترا بخلاف ما سيلقاه من ترحاب داخل إسرائيل، لافته إلى أنه لن يلتقى الرئيس الفلسطينى محمود عباس، وسيكتفى فقط بلقاء المسئولين الإسرائيليين خلال زيارة الأراضى المحتلة.
ترامب لدى توقيعه قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس
وتحدثت تقارير الصحافة الأمريكية خلال الأسابيع الماضية، أن نائب الرئيس الأمريكى لن يلتقى أى جماعة مسيحية خلال الزيارة أو زيارة مدينة بيت لحم بالضفة الغربية لزيارة كنيسة المهد، لاسيما بعد إعلان الكنيسة المصرية والكنيسة فى القدس رفضها لقاء بنس، وهو ما اضطره لتغيير رسالته.