تعانى الولايات المتحدة، على مدار أكثر من عام مضى، من صداع أزمة التدخلات الروسية فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ووجود شبهات حول تورط حملة الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، فى تواصل مع مسئولين روس، للتلاعب فى مؤشرات الانتخابات، وبث دعاية عن طريق حسابات روسية على مواقع التواصل الاجتماعى، للتأثير على نتيجة الانتخابات الرئاسية، لصالح ترامب، على حساب منافسته الديمقراطية، هيلارى كلينتون.
ويتولى التحقيق فى ذلك الملف، الكونجرس الأمريكى، وكذلك المحقق الخاص، روبرت مولر، الذى كلف بالتحقيق فى الشبهات حول حدوث تواطؤ بين الفريق الانتخابى لـ"ترامب"، والكرملين، خلال الاقتراع الرئاسى فى 2016، وهو ما نفاه "ترامب"، مرارا، واعتبره تعديا على شرعية رئاسته، بينما يبدو أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية، شبه متأكدة من تدخل موسكو فى الانتخابات بشكل عمليات قرصنة معلومات أو بث أخبار كاذبة، لكن ترامب، وفريقه، ينفون هذه الشبهات.
ورغم نفى، ترامب، وإدارته، لكافة الاتهامات بالتواطؤ مع الكرملين، إلا أن المحقق الخاص الأمريكى، يحاول كشف ما إذا كان الرئيس الأمريكى الحالى، حاول عرقلة عمل القضاء بإقالته المدير السابق لـ"إف بى آى" جيمس كومى، فى مايو 2017، وفى ظل تلك التحقيقات، ظهرت مفاجأة جديدة، تكشف الستار عن أزمة أخرى تجسدت فى محاولات لـ"ترامب"، بإقالة "مولر"، ذاته، من مهمة التحقيق فى ذلك الملف.
نيويورك تايمز: ترامب أراد إقالة المدعى الخاص فى قضية التدخل الروسى وتراجع
وفى هذا الصدد، أكدت صحيفة "واشنطن بوست" - نقلًا عن مصادر لم تكشفها - أن ترامب، سعى إلى طرد المحقق الخاص روبرت مولر، لكنه أعاد النظر فى قراره تحت ضغوط من المستشار القانونى للبيت الأبيض، دون ماكجان، الأمر ذاته أكدته صحيفة "نيويورك تايمز"، التى أكدت بدورها، أن الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، أمر، العام الماضى، بطرد المدعى الخاص المكلف بالتحقيق فى قضية التدخل الروسى، روبرت مولر، ثم تراجع عن ذلك.
وقالت الصحيفة، إن الرئيس الأمريكى أصدر الأمر بإقالة المدعى الخاص روبرت مولر، فى يونيو 2017، لكن المستشار القانونى للبيت الأبيض، دون ماكجان، رفض ذلك على ما يبدو، مؤكدا أنه قرار سيكون له تأثير كارثى على رئاسة ترامب.
وتابعت الصحيفة - التى نقلت المعلومات عن 4 مصادر لم تسمها - أن "ترامب"، لم يتراجع عن قراره إلا بعد أن هدد "ماكجان"، بالاستقالة، وقالت "نيويورك تايمز"، إن محامى البيت الأبيض، تاى كوب، رفض الإدلاء بأى تعليق عندما اتصلت به، وفى وقت لاحق، أكدت صحيفة "واشنطن بوست"، نقلًا عن مصدرين لم تكشفهما، أن ترامب، فكر فى طرد مولر، وقالت إن "ماكجان، لم يهدد دونالد ترامب، بشكل مباشر بالاستقالة، لكنه كان يفكر جديا بهذا التهديد، كما قال شخص قريب من الوقائع".
ترامب يتهم "مولر" بتضارب المصالح
ويجرى مولر، المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالى (إف بى آى)، الذى يتمتع باحترام كبير، تحقيقا بالغ الحساسية حول شبهات بتواطؤ بين فريق المرشح الجمهورى ترامب، وموسكو، خلال حملة الانتخابات الرئاسية فى 2016، وهو يحاول أيضا كشف ما إذا كان الرئيس حاول عرقلة عمل القضاء بإقالته المدير السابق "للإف بى آى" جيمس كومى، فى مايو 2017، ويبدو أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية شبه متأكدة من تدخل موسكو فى الانتخابات بشكل عمليات قرصنة معلومات أو بث أخبار كاذبة، لكن ترامب، وفريقه، ينفون هذه الشبهات.
وقالت "نيويورك تايمز"، إن ترامب اتهم "مولر" على ما يبدو بتضارب مصالح كان يمكن أن ينزع عنه أهلية اجراء التحقيق، فى 3 وقائع، أولها أنه عندما كان رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالى، ألغى مولر، اشتراكه فى ناد خاص للجولف يملكه ترامب بعد خلاف على الرسوم، أما النقطة الثانية فهى أن مولر، عمل مؤخرا فى مكتب للمحاماة مثل صهر الرئيس جاريد كوشنر، وأخيرًا أن ترامب، استقبله ليعينه مديرا لـ"إف بى آى"، عشية تعيينه فى منصب المدعى الخاص.
ورغم الاتهامات التى تلاحق الرئيس الأمريكى، بمحاولة تقييد العدالة، بإقالة مدير الاستخبارات الأمريكية، وكذا محاولته إقالة المحقق الخاص فى ملف الانتخابات، روبرت مولر، إلا أنه أكد خلال شهر أغسطس الماضى، أمام الصحفيين، أنه لم يفكر فى إقالة مولر، بعد شهرين على اصداره القرار، وتراجعه على ما يبدو، وقال ترامب – آنذاك - "لم أفكر فى الأمر أبدًا، أقصد أننى كنت اقرأ عن الموضوع منكم وأننى سأطرده، لكننى لن أطرد أحدًا".
نائب رئيس لجنة الاستخبارات بالكونجرس: إقالة مولر خط أحمر لا يمكن لترامب تجاوزه
وفيما يبدو أن التقارير المتداولة عن سعى ترامب لإقالة "مولر"، قد أثارت حالة من الغضب داخل دوائر الكونجرس الأمريكى، فقد حذر مارك وارنر، نائب رئيس لجنة الاستخبارات فى الكونجرس الأمريكى، من أن إقالة روبرت مولر، المحقق الخاص الذى عينته وزارة العدل الأمريكية للتحقيق فى قضية التدخل الروسى فى الانتخابات الأمريكية، تعد خطًا أحمر لا يمكن للرئيس الأمريكى دونالد ترامب، أن يتجاوزه، وذلك عقب ورود تقارير تفيد بأن ترامب، أصدر أوامر لمستشار البيت الأبيض بإقالة مولر، فى شهر يونيو الماضى.
وقال وارنر - فى تصريحات نقلتها صحيفة (ذا هيل) الأمريكية، تعليقا على تقرير نشرته صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية، يفيد بأن ترامب، حاول أن يقيل مولر، فى صيف العام الماضى - "لقد قلتها من قبل وأقولها مجددًا، إقالة المستشار الخاص، خط أحمر لا يستطيع الرئيس أن يتجاوزه"، وأكد وارنر، أن "أى محاولة لعزل المستشار الخاص أو العفو عن شهود أساسيين، أو على نحو آخر التدخل فى التحقيق، ستكون انتهاكًا صارخًا للسلطة، كما أن كل أعضاء الكونجرس من كلا الحزبين (الديمقراطى والجمهوري) تقع على عاتقهما مسئولية تجاه دستورنا وتجاه بلدنا تستوجب عليهما توضيح ذلك على الفور".
ترامب: المعلومات الصحفية حول قرار إقالة مولر "أخبار كاذبة"
وعلى الفور، صدر تعليق من الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، على الأنباء سالفة الذكر، والتى نشرتها وسائل الإعلام الأمريكية، مؤكدًا استبعاده أنه يكون أمر العام الماضى، بإقالة المدعى الخاص روبرت مولر، المكلف التحقيق حول التدخل الروسى، قبل أن يتراجع تحت الضغوط، مؤكدًا أنها "أخبار كاذبة".
وقال ترامب، أمام صحفيين، عند وصوله لإلقاء كلمة أمام المنتدى الاقتصادى العالمى فى "دافوس"، الجمعة، "أخبار كاذبة وهذا سلوك معتاد من "نيويورك تايمز"، أخبار كاذبة".