بجرائم ممتدة وإرهاب متطابق، استطاع تنظيم داعش الإرهابى ونظام الرئيس التركى رجب طيب أردوغان أن يكونا بلا مبالغة وجهان لعملة واحدة، فلا فارق بين أن يكون الإرهاب نظامياً، تمارسه جيوشاً تحمل أعلام دول، أو أن تقدم عليه جماعة إرهابية راودتها أحلام الدولة فى بلاد اللادولة، فمثلما أرتكب تنظيم"داعش" جرائم وحشية بحق السوريين عندما سيطر على مناطق متفرقة بها وفى مقدمتها مدينتى الرقة والحسكة من قتل للأبرياء وزهق للأرواح وسفك للدماء، وهدما للآثار، سار على الدرب نفسه الرئيس التركى رجب طيب أردوغان فى قصفه لمدينة "عفرين" السورية.
ولليوم الحادى عشر على التوالى يواصل الجيش التركى جرائمه بحق الشعب السورى من خلال العملية العسكرية التى يشنها على مدينة "عفرين" الواقعة فى الشمال، بزعم القضاء على الأكراد وحزب "بى –بى –كا"، والتى أسفرت عن مقتل العشرات من المدنيين العزل وجرح المئات من الأطفال والنساء والشيوخ.
أردوغان يواصل ممارساته العدائية ضد العرب
وفى وقت يعتبر فيه "أردوغان" قتل الأبرياء انتصاراً ، أعلن الهلال الأحمر الكردى إن 63 قتيلاً مدنيًا ونحو 155 جريحًا بينهم أطفال ونساء، هم حصيلة ضحايا القصف التركى على منطقة عفرين شمال سوريا.
وقال نوري قنبر رئيس الهلال الأحمر فى منطقة عفرين، إن الوضع الإنسانى سيئ للغاية فى عفرين وريفها نتيجة الاستهداف التركى للبلدات القريبة من الحدود السورية”.
ولفت قنبر فى تصريحات صحفية إلى أن الحركة معدومة فى مناطق جنديريس وراجو وبلبل وفى مختلف القرى الحدودية، مشيراً إلى أن آلاف السكان المدنيين فى عفرين يعيشون منذ 10 أيام فى الأقبية وداخل الكهوف وفى أماكن غير معدة للسكن.
داعش يواصل جرائمه فى الملعب السورى رغم الهزائم
وأشار إلى أن تأمين المأكل والمشرب فى هذه المناطق وفى هذه الأيام صعب للغاية ويعتبر مخاطرة، موضحا إن الهلال الأحمر الكردى تمكن خلال الأيام التسعة الماضية، من إحصاء القتلى اللذين من بينهم 15 طفلاً، ونحو 142 جريحًا من الأطفال والنساء وكبار السن غير المشاركين فى أى أعمال عسكرية.
وكشف إن قصفا تركيا بالطائرات على قرية كوبلة في ريف عفرين، الأحد الماضى، أدى إلى وقوع ما وصفه بـ"الكارثة" بعد مقتل أفراد من عائلة نازحة كانت تحاول الهرب من الاشتباكات.
وطالب قنبر القوات التركية بالتوقف عن استهداف المدنيين، ووقف القصف العشوائى وشن الحرب على الأبرياء، فيما زعم الرئيس التركى رجب طيب أردوغان أن الجيش التركى يظهر حساسية شديدة لعدم الإضرار بالمدنيين خلال العملية.
مشاهد من الدمار الممتد فى سوريا
وزعم أردوغان، إن قوات حزب الاتحاد الديمقراطى الكردى استخدمت المدنيين كدروع بشرية أثناء المعركة ، وشدد أردوغان على أنهم يعملون بحديث شريف خلال العملية يقول: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده".
ومن قتل الأبرياء إلى هدم الحضارة يعيش الأكراد فى عفرين، حيث تسببت الغارات التركية فى أضرار جسيمة لمعبد أثرى بالمنطقة، هو موقع عين دارة الأثرى، حيث تسبب القصف فى تحطم تمثال لأسد من الحجر البركانى ويعتقد أن المعبد بناه الأراميون فى الألفية الأولى قبل الميلاد.
ومن جانبها ، نددت مديرية الآثار والمتاحف في سوريا بهذا الهجوم، قائلة إنه"يعكس الحقد والوحشية التي يكنها النظام التركى للهوية السورية ولماضى وحاضر ومستقبل الشعب السورى.
وعلى صعيد آخر، أمر الادعاء التركى باعتقال 11 عضوا فى نقابة الأطباء، أمس الثلاثاء، فى إطار تحقيق بعد أن عارضت النقابة العملية العسكرية التركية فى شمال سوريا.
وقال الإدعاء إن الشرطة فى العاصمة أنقرة بدأت إجراءات قانونية صباح أمس، كما تجرى عمليات بحث واعتقال فى ثمانية أقاليم، وقال على شاكر النائب بالبرلمان من حزب الشعب الجمهورى المعارض على تويتر، إن راشد توكل نقيب الأطباء وأعضاء آخرين من المجلس اعتقلوا، وشجبت النقابة العملية عبر الحدود فى عفرين الأسبوع الماضى قائلة "لا للحرب.. السلام فورا".
واتهم الرئيس رجب طيب إردوغان النقابة بالخيانة يوم الأحد الماضى وتم اعتقال أكثر من 300 شخص لانتقادهم العملية العسكرية فى سوريا فى وسائل التواصل الاجتماعى.