العجب كل العجب فى تواصل معركة الإخوان وحلفائها من جانب والسلفيون من جانب آخر، ليس العجب فى استمرار المعركة واستخدام الألفاظ النابية التى تخالف الشرع والقانون والأعراف، بينما العجب ممثلا فى وسيلة هجومهم على بعضهم البعض، ألا وهى الفيديوهات المسجلة "الأفلام"، فبعدما كان يحرم قطاع كبير من أبناء التيار الإسلامى "التلفزيون" ويصفونه بـ"المفسديون" الآن يستخدمونه كأداة للهجوم على بعضهم، وإقناع كل تيار منهم قواعده بأنهم ينهجون النهج الصحيح.
وبدأت معركة التراشق بالأفلام بين "الإخوان والسلفيين" عبد الله الشريف مقدم البرامج الساخرة على قنوات الإخوان، حيث خصص حلقة للتهكم من الدعوة السلفية وذراعها السياسية حزب النور، مشيرًا إلى أنه كان ينتمى للدعوة السلفية فى مرحلة من حياته لكنه يرى الآن أن ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية والموالين له داخل الدعوة يضرون الدين الإسلامى أكثر من أعداء الدين.
وسرد "الشريف" فى حلقته تأريخ تأسيس جماعة الدعوة السلفية بالإسكندرية، موضحًا أن شيوخ الدعوة السلفية حولوا دعوتهم لكيان منظم بسبب حدوث تصادم مع الإخوان وبعدما بدأت الدعوة السلفية تنتشر بشكل كبير.
وقال عبد الله الشريف، إن ياسر برهامى نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية هو الرجل الأقوى والمسيطر على الدعوة السلفية بأكملها، وأنه وشلته – أى برهامى- يشوه الدين الإسلامى أكثر من أعداء الدين الإسلامى.
وأكد مقدم البرامج الساخرة على قنوات الإخوان الإرهابية، خلال حلقته التى حملت عنوان "حزب النور مش طالب جاه"، على إن الهيكل التنظيمى للدعوة السلفية يشبه تمًامًا هيكل الإخوان الداخلى، مضيفًا: "شلة يونس مخيون رئيس الحزب وجلال مره وأشرف ثابت ونادر بكار هم رجال برهامى الذين يسيطر من خلالهم "برهامى" على الدعوة السلفية وحزب النور".
وأشار الشريف، إلى أن حزب النور يخصص مرتبات لعدد من قياداته، مؤكدًا على أن حزب النور أصبح الآن بدون شعبية تمًاما، لافتًا إلى أنه رغم تراجع حزب النور شعبيًا وأخلاقيًا إلى أن الدعوة السلفية لازال فيها مشايخ أجلا.
حلقة "الشريف" ومطالبة إبراهيم الزعفرانى القيادى التاريخى بالإخوان السلفيين بحل حزب النور، وتكفير عاصم عبد الماجد للدعوة السلفية وحزبها، دفعت اللجنة الإعلامية بحزب النور أصدار فيلما حمل عنوان "ليه بيكفروا حزب النور" ردت فيه على هجوم القيادات جماعة الإخوان الإرهابية، وفند أفكار الجماعة الإرهابية، وهجومها على حزب النور، وذلك ردا على هجوم عاصم عبد الماجد، القيادى بالجماعة الإسلامية والهارب فى تركيا.
وتضمن الفيديو مشاهد لإرهاب جماعة الإخوان فى اعتصام رابعة، ومشاهد من تحريض قيادات الإخوان من على منصة رابعة، بالإضافة إلى مشاركة حزب النور فى خطاب 3 يوليو بعزل مرسى والجماعة الإرهابية من حكم البلاد بعد ثورة 30 يونيو.
وقال أحد قيادات اللجنة الإعلامية بحزب النور فى الفيديو، إنهم بيكفروا حزب النور، بسبب وجوده فى المشهد السياسى، وخاصة أن الإخوان كانوا يريدون تحويل المشهد على أنه صراع بين الإسلام والكفر، لكن وجود حزب النور دمر هذا المخطط.
وأضاف: "حزب النور بيعرف إزاى يحافظ على بلده، عكس تيار الإخوان ، وخاصة أن الجماعة كانت تسعى إلى حرب أهلية، ورغم السباب والهجوم وتكفير حزب النور من الإخوان الإ أن الحزب كان عنده ثبات انفعالى، وشباب حزب النور ضحى كثير وكان آخرهم مقتل الدكتور مصطفى عبد الرحمن، أمين حزب النور بشمال سيناء على يد قيادات الجماعة الإرهابية.
ويعد هذا التراشق ليس الأول من نوعه بل منذ فترة بين الإخوان والسلفيين ولكنه يهدأ أحيانا ويتشتعل أحيانا أخرى، وفى كل الأحيان المعارك قائمة بين الجماعتين "الإخوان والسلفيين" ولكل منهما يدعى أنه جماعته هى الأحق.