الجمعة، 22 نوفمبر 2024 10:57 م

سقوط الطائرة الإيرانية يفتح ملف تجديد الأسطول الجوى بعد الاتفاق النووى.. طهران وقعت صفقات بمليارات الدولارات لتجديد طائراتها المتهالكة بعد 2015.. وسياسات أمريكية تهدد بإفسادها

أزمة طيران تحلق فى إيران

أزمة طيران تحلق فى إيران أزمة طيران تحلق فى إيران
الأحد، 18 فبراير 2018 10:00 م
كتبت إسراء أحمد فؤاد

فتح حادث سقوط طائرة الركاب المدنية الإيرانية، اليوم الأحد، ومقتل من كانوا على متنها وعددهم 66 شخصا، إثر اصطدامها بجبل "دنا" وتحطمها فى منطقة جبلية، جنوب محافظة أصفهان الواقعة غرب إيران، ملف أسطول الملاحة الجوية الإيرانية المتهالك الذى عملت طهران على تجديده منذ توقيع الاتفاقية النووى فى 14 يوليو 2015، ورفع العقوبات التى حالت دون استبدال وشراء قطع غيار لطائراتها وصيانتها بشكل دورى على مدار 30 عاما، وعانى قطاع الطيران الإيرانى من مشكلة الطائرات البالية التى يعود تاريخ الكثير منها إلى ما قبل الثورة الإسلامية 1979م، لذا تسبب فى وقوع حوادث طيران متعددة فى هذا البلد.

 

طائرات  شركة الخطوط الإيرانية آسمان
طائرات شركة الخطوط الإيرانية آسمان

 

صفقات ما بعد الاتفاقية النووية

الطائرة الإيرانية المنكوبة، من طراز من طراز (ATR72) من إنتاج شركة إيطالية فرنسية مشتركة وقامت بأول رحلة قبل 25 عاما فى 1993، ومملوكة للخطوط الجوية الإيرانية "آسمان" الإيرانية، وهى الشركة ذاتها التى وقعت فى 4 أبريل العام الماضى على اتفاقا مع شركة بوينج الأمريكية، والتي تقع مقراتها في مدينة شيكاغو، عقب منح مكتب مراقبة الأصول الخارجية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية تراخيص تكنها من البيع بشكل قانونى، بعقد تبلغ قيمته 3 مليارات دولار، مقابل تزويدها بـ30 طائرة من طراز ماكس 737، لذا سارعت الخطوط الجوية الإيرانية "آسمان"، وفقا لوكالة إيسنا بنفى أن تكون هذه الطائرة ضمن أسطول الطائرات الجديدة.

 

توقيع عقد بين آسمان وبوينج
توقيع عقد بين آسمان وبوينج

 

وتضمن الاتفاق السابق حقوق شراء 30 طائرة إضافية من طراز ماكس 737 للخطوط الجوية الإيرانية "آسمان"، التى تقوم برحلات جوية داخلية ودولية، وينص العقد على تسليم الطائرات إلى شركة آسمان ابتداء من عام 2019، حيث سيتم تسليمها 5 إلى 10 طائرات من طراز بوينج 737.

 

هذه الصفقة لم تكن الوحيدة التى وقعتها إيران، إذ سبق وأن وقعت اتفاق سابق مع بوينغ  لشراء 80 طائرة لأسطولها بقيمة إجمالية قدرها 16.6 مليار دولار، يتم تسليمها لطهران فى العام 2018، منها 50 من الطراز الجديد ذى الممر الواحد 737، و15 من طراز "777 إس" الأكبر حجما، و15 من طراز "777 إكس" الجديدة التى ستكون جاهزة للعمل فى 2020. كما وقعت شركة إيران الوطنية للطيران، مطلع العام الماضى بروتوكول اتفاق مع شركة "إيرباص" الفرنسية لشراء 118 طائرة، بقيمة تتراوح بين 10 و11 مليار دولار.

 

وزير النقل الإيرانى فى إحدى الطائرات الجديدة لإيرباص التى تسلمتها طهران
وزير النقل الإيرانى فى إحدى الطائرات الجديدة لإيرباص التى تسلمتها طهران

 

استراتيجية ترامب تهدد صفقات الأسطول الجوى

 

كل هذه الصفقات، أصبحت مهددة بالنسف بعد أن كشف الرئيس الأمريكى دونالد ترامب - الذى يرى الاتفاق النووى الأسوء فى تاريخ الولايات المتحدة ويعمل على تعديله أو الانسحاب منه- ، استراتيجية إدارته ليلة الجمعة 13 أكتوبر 2017، والتى استهدفت بشكل أساسى تقييد البرنامج النووى الإيرانى، ووضعت حدا لسياسة زعزعة استقرار المنطقة وتهديد حلفاء واشنطن، وحملت أيضا تهديدا لمكتسبات طهران وما تمكنت من انتزاعه على مدار العامين الماضيين بعد التوصل للصفقة النووية التى أتاحت لها التعامل مع المجتمع الدولى فى إبرام الصفقات التجارية بكل صورها بعد أن كان محظور عليها.

 

أثارت أيضا الإستراتيجية مخاوف الأوساط السياسية الإيرانية من حرمان طهران من الصفقات، لاسيما صفقة شركة بوينج الأمريكية، التى تمكنت من الحصول على تراخيص من الخزانة الأمريكية فى ديسمبر عام 2016 لإتمام العقد مع إيران، لأن بموجب استراتيجية ترامب تستطيع الخزانة الأمريكية منع الصفقة بما فيها الطائرات غير الأمريكية بسبب النسبة المرتفعة من المكونات المصنعة بالولايات المتحدة، كما أثيرت مخاوف أيضا حول تردد البنوك الأوروبية فى تمويل العقود والمخاوف من المخاطر القانونية فى حالة فرض العقوبات من جديد.

 

الرئيس الأمريكى دونالد ترامب
الرئيس الأمريكى دونالد ترامب

 

مخاوف إيرانية وتحذيرات

 

وفى الـ 17 من يناير الماضى، كشفت إيران عن مخاوفها إلى العلن، عندما حذرت على لسان مسئوليها من أن موقف الرئيس الأمريكى الرافض للاتفاق النووى يهدد صفقات بمليارات الدولارات أبرمتها طهران لشراء طائرات من طراز "إيرباص"، وقال نائب وزير النقل أصغر فخرية كاشان لوكالة أنباء "ايلنا" الإصلاحية إنه "نظرا لموقف السيد ترامب بشأن إمكان الانسحاب من الاتفاق النووى، علينا التأكد من أن التراخيص ستبقى صالحة بغض النظر عن أى قرار تتخذه الولايات المتحدة".

 

وأضاف: "ما دام لم يتم حل المسائل الضبابية، فلن نسدد أى دفعات مقدما، بسبب هذه المفاوضات، قد يحصل تأخير فى الدفعات"، وتخشى طهران أن تمنع الخزانة الأمريكية مبيعات الطائرات الحديثة إلى إيران، حيث أصدر مكتب وزارة المالية الأمريكية لمراقبة الأصول الأجنبية، وثائق معلنا أن جميع المؤسسات الأمريكية التى ترغب ببيع أو تأجير الطائرات وقطع الغيار أو خدمات الصيانة والسلامة لإيران يمكنها التقدم للحصول على التراخيص.


الأكثر قراءة



print