ولفتت المصادر، إلى أن الجنرال أنطونى زينى، الممثل الأمريكى الخاص بشأن قطر، والذى وصل القاهرة الإثنين للقاء الوزير سامح شكرى وزير الخارجية، سيجرى جولة فى العواصم العربية ذات الصِّلة بالأزمة القطرية، يحمل معه مقترحات محددة من الإدارة الأمريكية للحل.
فى الإطار نفسه، أكدت المصادر أن وزير خارجية الكويت الشيخ صباح خالد الحمد الصباح سيصل القاهرة الثلاثاء، للمشاركة فى اجتماع وزراء الخارجية العرب، حاملا معه رسالة من أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح للرئيس عبد الفتاح السيسى، خاصة بالأزمة القطرية وسيسلمها لشكرى.
وقال دبلوماسى عربى مطلع على تفاصيل الملف لـ"برلمانى" إن الأيام القادمة تنبئ عن انفراجه في الأزمة مع قطر، لافتا إلى أن الإدارة الأمريكية تعمل فى هذا الإطار لتأمين جبهة عربية موحدة فى مواجهة إيران وتحركاتها بالمنطقة، حيث ترى واشنطن أن استمرار الأزمة دون حل يَصْب فى صالح إيران وسيعرقل قيام أى تحالف اقليمى دولى لمواجهة طهران".
وشدد المصدر، على أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الذى يخطط لاستضافة القمة الخليجية ـ الأمريكية بمنتجع كامب ديفيد شهر مايو المقبل يريد تأمين نجاح القمة، والتوصل لحل مسبق للخلافات قبل بدء الاجتماعات الرسمية، لافتا إلى أن هذا السبب وراء وصول مبعوثه الخاص للمنطقة حاملا حزمة مقترحات لحل الأزمة وضمانات أمريكية للرباعى العربى، بأن تلتزم قطر بتنفيذ ما طرحه الرباعى العربى من شروط لعودة العلاقات مرة أخرى مع الدوحة، كما أن أمير الكويت سيجرى على مدار الساعة اتصالات مباشرة مع كافه الأطراف، إلى جانب رسائل وجهها عبر مبعوث خاص وصل إلى العواصم الخليجية".
أمير الكويت
وقال دبلوماسى خليجى لـ"برلمانى" إن هناك توزيع أدوار بين الطرفين الأمريكى والكويتى فى سبيل الخروج من الأزمة، فضلا عن تنسيق بين الجانبين، فعلى عكس الصورة الواضحة التى يبدو منها أن كل منهما يسير بمفرده، إلا أن الواقع يؤكد إنهما ينسقان التحركات، موضحا أن الحل سيتوقف على ما سيحمله المبعوث الأمريكى، وآخر ما توصلت اليه الوساطة الكويتية، مؤكدا فى الوقت ذاته ان مواقف الرباعى العربى واضحة ومحددة ولا تغيير فيها، وتم إبلاغها للجميع، وننتظر أن يحمل الوسطاء ردودا واضحة من الجانب القطرى، تؤكد التزامه.
وفى حين تحدثت أوساط دبلوماسية عما وصفته برفض إحدى دول الرباعى لسيناريو تم طرحه يقوم على تخفيف الشروط المفروضة على قطر مقابل ضمانات تقدمها الولايات المتحدة والكويت، وأن هناك ضغوط تُمارس على هذه الدولة حاليا لتغيير موقفها، أكد دبلوماسى مصرى أن مواقف الرباعى العربى موحدة، وأن التنسيق بينهم قائم على مدار الساعة، ولا يمكن القول بأن هناك ليونة أو تصلب من دولة أو أخرى، لأن الموقف فى النهاية جماعى ومتوافق عليه، بدليل أن كل البيانات تصدر عن الدول الأربعة، موضحا أن الكرة فى ملعب قطر التى عليها اختيار الطريق الذى تريده.
وقالت مصادر مطلعة، أن التحركات الأمريكية الكويتية تهدف إلى إيجاد حل ومخرج قبل عقد القمة العربية بالرياض المزمع عقدها نهاية مارس الجارى أو بداية ابريل، خاصة أن استمرار الأزمة سيهدد عقد القمة وسيؤثر على دورية عقدها، وهو ما تتحسب له جيدا الدول العربية.
وتعود أزمة الرباعى العربى الداعى لمكافحة الإرهاب مع قطر إلى يونيو الماضى، عندما قررت السعودية ومصر والإمارات والبحرين التصدى للدوحة التى شردت خارج الصف العربى، وقام الرباعى بقطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع الدوحة التى تبين على مدار السنوات الماضية دورها فى دعم الإرهاب فى المنطقة ماديا ولوجستيا، والعمل على زعزعة استقرار الأمن العربى فى المنطقة.
وبدلا من أن تنصاع الدوحة وحاكمها إلى صوت العقل والعودة إلى الصف العربى لجأت إلى المكابرة واستفزاز مشاعر الدول العربية بالاصطفاف فى صف المشروع الإيرانى فى المنطقة علنا، دون النظر إلى تهديدات طهران المستمرة لدول الخليج، وتدخلها فى سوريا واليمن.
ومنذ اندلاع الأزمة القطرية وتحاول الولايات المتحدة والكويت احتوائها، وقامت الدولتان بجهود مضنية لتسوية الخلافات إلا أنها اصطدمت بمواقف الدوحة المتعنتة، والتى رفضت الرضوخ لطلبات الرباعى العربى التى عبر عنها فى بياناته الرسمية منذ يونيو الماضى.