-«مريم»: «الداية كانت بتجمع بنات الشارع وتقطع فيهم وتكوى الجرح بليمون ورماد الفرن "العنوان الرئيس"
- بنت الـ9 سنوات تزوجت تاجر ماشية عمره 45 سنة وأصيبت بنزيف.. والأسرة ادّعت اغتصابها خوفاً من المساءلة
- سيدة تقتل زوجة ابنها بعملية ختان بعد أيام من الزفاف
جلست كل منهن تتذكر ذلك اليوم الذى لا ينسى حين سيقت وهى طفلة كذبيحة إلى مجزر البنات، وحين صرخت حتى راح صوتها دون أن ترحمها أيادى امتدت لتقطع جزءا من جسدها من بينها يد أب أو أم أو أخ سلمها بيده للجزار.
سيدات وفتيات من جنوب مصر قررن أن يحطمن أغلال العادات التى تكبل بنات الصعيد ونجحن فيما فشلت فيه الكثير من المؤسسات وأنقذن آلاف الفتيات من الختان والزواج المبكر وغيرها من القيود التى ما زالت توأد طفولة بنات مصر، خاصة فى القرى والنجوع التى لا يصلها من التقدم والحرية والتنمية إلا الفتات.
هنا فى محافظة أسيوط تجارب تستحق الإشادة وشباب ونساء يحاربون بطرق مبتكرة، لوقف نزيف الطفولة فى القرى والمناطق الفقيرة المحرومة.
ربات منازل وسيدات بسيطات قررن أن يقمن بحملات توعية لإنقاذ بنات الصعيد، وشباب متحمس استخدموا أسلحة مبتكرة فى حربهم ضد العادات والتقاليد البالية، بالتمثيل والمسرح والتفاعل والتوعية، تحمل كل منهم ضريبة هذه الحرب، ولكنهم حققوا نجاحات وانتصارات كبيرة فى مجتمع الصعيد المغلق، وأنقذوا آلاف البنات.
آية وأخواتها.. 45 ألف شاب يحاربون لتحرير الفتيات
على مسرح جامعة أسيوط وقفت فتاة صغيرة لا يتعد عمرها 24 عاما تتحدث بكل ثقة لتبهر الحاضرين ومنهم السفير السويسرى، ونواب رئيس الجامعة، وعدد من ممثلى الوزارات المختلفة ومسؤولى صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال الاحتفال بيوم المرأة، تحكى تجربتها وتجربة أقرانها الشباب الذين خاضوا تجارب عديدة لتحرير الفتيات وتوعية المواطنين وحققوا إنجازات لما يستطع كبار المسؤولين تحقيقها.
«من حوالى 4 سنين وكنوع من التجربة دخلت تدريب بيتكلم عن الصحة الإنجابية واتصدمت من الكلام اللى طول عمرنا شايفينه عيب وقلة أدب، وفى نفس الوقت المراهقين وحتى الأطفال بيتكلموا فى الموضوعات دى فى السر ويتداولوا معلومات خاطئة».. هكذا بدأت آية صيام خريجة كلية التربية ومنسق مركز تثقيف الأقران بجامعة أسيوط حديثها لتحكى تجربتها وتجربة آلاف الشباب الذين يقودون حملات التوعية بالقرى والأقاليم.
وأكملت حديثها قائلة: «كنت عاوزة أنسحب من التدريب، وقبل ما آخد القرار حضرت ندوة جماهيرية بتتكلم عن الختان ولقيت أم قالت لنا إنه بناء على كلامنا هتقرر إذا كانت ستجرى عملية ختان لبنتها أو لا، وساعتها عرفت أهمية اللى بنعمله ونتعلمه، وأيقنت إن لازم أتعلم وأقف أقول الكلام ده وأشرحه علشان نقدر نصحح مفاهيم الناس وننقذ آلاف البنات».
بدأت آية رحلتها فى التوعية مع شبكة تثقيف الأقران التى تعمل على تثقيف الشباب وتدريبهم والاعتماد عليهم فى حملات التوعية والتثقيف بطرق مبتكرة لا تعتمد على التلقين، مثل المسرح التفاعلى والتمثيل وغيرها، وبدأت الشبكة بـ5 طلاب لفت انتباههم أن هناك منظمات وجمعيات مجتمع مدنى لها موارد وليس لها تأثير، وأدركوا دور الشباب فى حملات التوعية من خلال تأثيرهم على أقرانهم، وتوسعت الشبكة فى مصر حتى أنشئ مركز لها فى جامعة أسيوط، ليكون أول مركز للشبكة فى أفريقيا بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان، وتدرب من خلاله ألاف الشباب على التوعية فى مجال الصحة الإنجابية وصحة المراهقين ومناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعى، خاصة العنف ضد المرأة والمخاطر التى يتعرض لها الأطفال، وتلقت آية عشرات التدريبات حتى أصبحت مدربة لغيرها من الشباب من مختلف المحافظات وأصبحت منسقا لمركز تثقيف الأقران بجامعة أسيوط، وانتشرت الفكرة فى 23 محافظة.
تقول آية: «نستخدم أساليب جديدة فى توصيل المعلومة للجمهور ومنها المسرح التفاعلى وعرايس الماريونت، ومش لازم نقف على مسرح، بنروح النوادى ومراكز الشباب والجمعيات والقر، وشاركنا فى حملة تاء مربوطة وحملات وزارة الشباب والصحة».
وأضافت: «عملنا حملة للتمكين الفتيات بعنوان «سر قوتك» استمرت من 2015 وحتى 2017 فى 23 محافظة للتوعية ضد التحرش والعنف الأسرى وزواج الأطفال، وصلنا إلى 15 ألف شخص وحصلت فيها محافظة أسيوط على المركز الثانى بين محافظات مصر، وحملة «جمالها فى كمالها» لمناهضة ختان الإناث واشتغلنا فى 20 محافظة ووصلنا إلى 18 ألفل و800 شخص قرر %45 منهم التوقف عن ختان الإناث، وحصلت أسيوط على المركز الأول بين المحافظات، وحققنا نجاحات حتى فى سيناء رغم الوضع الصعب، وكانت الأقصر من أصعب المحافظات، لأن أهلها لم يتقبلوا الحديث فى هذا الموضوع».
وتابعت: وفى محافظة مطروح نظمنا حملة بعنوان «طفولتها حقها» لمناهضة الزواج المبكر، وأصبح عدد الشباب المشاركين معنا 45 ألف شاب على مستوى الجمهورية تلقوا تدريبات ويقومون بدورهم فى التثقيف وتصحيح المعلومات ونشر الوعى، وأصبح مركز تثقيف الأقران بجامعة أسيوط مركزا إقليميا.
تتحدث آية عن أصعب الحالات التى واجهتها وتبكى حين تتذكر الطفلة ذات التسع سنوات التى زوجها أهلها لتاجر مواشٍ عمره 45 عاما فحدث لها نزيف حاد ليلة الزفاف، وعندما انتقلت للمستشفى أكد الأطباء للأم أن ما فعلته الأسرة والزوج جريمة تستوجب العقاب، أنكرت الأم زواج ابنتها، مؤكدة أنها تعرضت للاغتصاب حتى تهرب الأسرة والزوج من المسؤولية، كما ذكرت آية قصة الفتاة التى توفت بعد زواجها حيث أصر الزوج على إجراء عملية ختان لها بتحريض من والدته فماتت الفتاة أثناء الختان، وتؤكد آية أن أحد الشباب كتب سيناريو عن مأساة الفتاة وتم تقديمها ضمن عروض حدث بالفعل التى تقدمها فرقة أسيوط للتوعية ضد الختان والزواج المبكر.
الإبداع يقاوم العنف والمسرح يتحدى المشرط
وخلال احتفالية يوم المرأة بجامعة أسيوط قدم عددا من الشباب أحد عروض المسرح التفاعلى التى يقدمونها خلال حملات التوعية التى يقومون بها، واستعرضت المسرحية نماذج لقهر المرأة، منها نموذج الزوجة المنكسرة التى تتعرض للضرب والإهانة من الزوج، والطفلة التى يصر والدها على ختانها، وأخرى يسعى لتزويجها من ثرى عربى، وتتجسد فيها العادات البالية التى يتمسك بها المجتمع فى شخصية «عايدة بنت تقاليد» التى تحرض الأسر على ارتكاب العنف فى حق النساء تحت مسمى العادات والأصول، وتردد طوال المسرحية عبارة تقول فيها: «اللى ينسى أصله يستاهل الدق على مفاصله»، وبعد انتهاء المسرحية يناقش أبطالها الجمهور حول كيفية تصرف كل طرف ويطرح الجمهور الأسئلة ويجيب عنها الشباب المشاركون فى العرض.
الفارسات الأربعة
فى جمعية جمعية تنمية الطفولة والمجتمع بمركز الفتح بأسيوط جلست كل منهن تستعيد ذكرى هذا اليوم الأسود الذى قررت أن تحارب بكل قوتها لحماية الفتيات من التعرض ليوم مثله، أربعة سيدات بدرجة فارسات يخضن حربا لحماية بنات الصعيد وتحديدا بنات أسيوط من الختان.
هوايدا، ويمنى، ومريم، ونعمة، أمهات حاصلات على شهادات متوسطة ومتطوعات للتوعية ضد الختان، تحمل كل منهن قصة مأساوية لتجربتها مع الختان.
ترتعد يمنى وهى تتذكر تفاصيل يوم ختانها قائلة: «كنت بنت وحيدة وعندى 9 سنين، ويومها أخويا الكبير جه من برة وقال لأمى الداية عند الجيران هاتى يمنى نطاهرها، ولما سمعته جريت فى الشارع وجرى ورايا هوة وأبويا ومسكونى وجرونى على البيت، وفضلت أصرخ واستعطفهم وماحدش نجدنى، الستات مسكونى وحسيت إنى بادبح وبعد الداية ماقطعتنى حطت على الجرح رماد وليمون علشان تكويه».
وقالت مريم: «تجاربنا مع الختان ماتتنسيش، كان بيلموا بنات الشارع أو العيلة فى بيت وكأننا بهايم ويكتفونا ويقطعوا فينا، خدونى أنا و8 بنات من الأهل والجيران وقعدونا واحدة واحدة على الماجور وكتفونا والداية قطعت فينا، وكنا كلنا بنصرخ».
فيما أشارت هويدا قائلة: «كانوا بيجيبوا واحدة جامدة تكتف البنت وتشل حركتها، ويفتحوا رجليها علشان الداية تعرف تمسكها وتقطع العضو وتحط ليمون ورماد».
وأشارت السيدات الأربعة إلى أن الرائدات بالجمعية تحدثن معهن عن خطورة الختان، وعن ضرورة التوقف عن ختان بناتهن، مؤكدات أنهن استصعبن الأمر فى البداية.
وقالت هوايدا، ولديها 4 بنات تتراوح أعمارهن بين 6 - 18 سنة: «ختنت بنتين من بناتى وكانت واحدة فيهم هتموت بسبب النزيف والدكتورة ارتبكت وادعت إن البنت بتعانى من سيولة، وصرخت لما شفت حالة بنتى وقلت خلاص هتروح منى، وبعد كلام الرائدات والدكتورة عن أضرار الختان خفت على بناتى وتطوعت، وقلت لازم أوعى الناس وأنقذ البنات».
تقاطعها مريم وهى أم لثلاث بنات وولدين تتراوح أعمارهم ما بين 10 و16 عاما قائلة: «عرفنا من التدريبات والندوات إن الختان سبب المشاكل اللى بنعانى منها ومش عارفين سببها، وقلنا ننشر المعلومات اللى عرفناها، واتدربنا وبقينا نتكلم ونصحح معلومات الناس فى الزيارات العائلية، كان لازم نبدأ بنفسنا ونوقف ختان بناتنا».
وقالت يمنى، ولديها بنت وثلاث أولاد تتراوح أعمارهم ما بين 4 و11 عاما: «تعرضنا لمشاكل كتير بسبب إصرارنا على إنقاذ بنات القرى بتاعتنا من الختان، وواحدة جارتى طردتنى وقالتلى أنت جاية تخربى عليا وتزودى مشاكلى، لكن ناس كتير بتقتنع بكلامنا».
وتابعت: «لما بنلاقى الأسرة بتكلمنا بحجة إن الدين بيشجع الختان وبيستندوا لحديث أم عطية، بنجيب شيخ يتكلم معاهم ويشرحلهم، ولما بيقولوا إن مفيش أضرار طبية بنجيب دكتورة تكلمهم، الأول كان الكلام فى الأمور دى عيب دلوقت قدرنا نتكلم وأقنعنا بعض الأسر وأسر أخرى رفضت».
فيما قالت نعمة رزق، ولديها بنتان وولدان: «جارتى عندها 4 بنات ختنت بنتين، ولما عرفت إنها هتختن بنتها الثالثة حاولت أمنعها، لكنها اتخانقت معايا وقالتلى ما إحنا كلنا اتختنا وماحصلناش حاجة، وفعلا ختنت البنت، وحصلها صدمة عصبية وبقت تصرخ وتجرى فى الشارع، وتعانى من إغماءات، ولو شافت موس أو مشرط يغمى عليها وتصاب بحالة رعب وصدمة، وبعدها أمها قالتلى لو هتروحى ندوات خدونى أحكى للناس اللى حصل مع بنتى علشان ماحدش يختن بناته».
نصب أطباء الختان.. القتل بلا مسؤولية
وحول ما إذا قامت إحداهن بالإبلاغ عن الأطباء الذين يجرون عمليات الختان للبنات، أكدت هويدا أن هؤلاء الأطباء يقومون بالختان فى عياداتهم الخاصة ويكونون حريصين جدا، وإثبات الجريمة عليهم صعب، لأنهم لا يكتبون روشتة، ويكتبون أى علاج للبنت فى ورقة، فإذا أصيبت الفتاة بمكروه يخلى الطبيب مسؤوليته وينكر أنه قام بختانها، كما أن الأسرة لا تشتكى الطبيب، حتى لو أصيبت الفتاة بمضاعفات لأن الأسرة تكون شريكة فى الجريمة.
وأضافت مريم: «عندنا مسعف بيختن البنات رغم إنه مش مختن بناته ولما سألناه قال ده أكل عيش وأخاف على بناتى من الختان لكن ده رزق وجايلى، وفى مرة روحت الوحدة الصحية والدكتور قاللى لو عاوزة ختان إناث ممكن أجيلكم البيت، وبعض الأطباء بينصبوا على الأسر وبيخدشوا البنت خدش بسيط ومابيعملوش ختان، علشان ياخدوا الفلوس، والأمهات بيقولوا احنا ختنا بناتنا وقاموا يجروا بعدها مايعرفوش ان الدكتور نصب عليهم».
الزواج المبكر.. الاسم زواج والفعل قتل
وعن زواج الأطفال فى قرى أسيوط، خاصة البنات قالت نعمة: «فى ناس بتجوز بناتها على 13 - 14 سنة والبنت مابتكونش قادرة على الحمل والإنجاب وبنشوف مآسى وبنات بتموت بسبب الزواج المبكر».
وتكمل قائلة: «جيرانى جوزوا بنتهم وعمرها 14 سنة، ولما خلفت المولود كان مصابا بالقلب وعمل جراحات قلب مفتوح وبعدها أنجبت طفل ثانى، وأصيبت بالأمراض ونزيف وتوفت وعمرها 17 سنة، وسابت الطفلين وجوزها اتجوز بعد الأربعين من طفلة تانى عمرها 15 سنة».
وتقول هويدا: «بنت تانية من القرية ماتت فى الولادة، لأن الرحم انفجر وجالها نزيف وكان عمرها 14 سنة وجوزها طفل 15 سنة، وبنتها اتحطت فى الحضانة».
الأطفال المعرضون للخطر
فيما قالت نسمات القوصى، المدير التنفيذى لجمعية تنمية الطفولة والمجتمع بمركز الفتح بأسيوط، إن من ضمن أنشطة الجمعية حماية الأطفال المعرضين للخطر، ومن خلال مشروع المدارس المجتمعية لتعليم الأطفال المتسربين من التعليم بإنشاء مدارس فى القرى التى بها نسبة كبيرة من المتسربين، استطاعت حصر عدد كبير من الأطفال المعرضين للخطر، ومظاهر العنف ضد المرأة مثل الختان والزواج المبكر.
وأضافت: «كان صعب نتكلم فى الأول مع الناس عن الختان، واتعرضنا لاعتراضات كتير، والناس طلعت علينا ببنادق ورشونا بالمياه، لكننا كسرنا هذا الحاجز واستعنا بالنماذج الإيجابية التى اقتنعت واستجابت لإقناع غيرهم، وأعطيناهم تدريبات ومعلومات لينشروها بين جيرانهم».
وتابعت: «فوجئنا إن الناس عندها صراحة فى الحديث أذهلتنا وفسروا مشاكل كتير مسكوت عنها كانوا بيعانوا منها بسبب الختان، حبوب يوم الخميس ومشاهدة الأفلام الإباحية وفتور العلاقة بين الزوجين، وعملنا أنشطة توعوية واجتماعات وزيارات منزلية وتتبع للبنات من سن 8 - 15، ومنذ عام 2016 أنقذنا 15 ألف فتاة من الختان على مستوى 6 مراكز و76 قرية وعارفينهم بالاسم».
وتابعت: «بدأنا بمركزى منفلوط وأبو تيج، وعملنا حفلة إعلان خرجت خلالها بعض الأسر لتعلن أمام الأهالى أنها توقفت عن ختان بناتها وعن أضرار الختان وتم عرض مسرحيات للحديث عن المشكلة، وعندما واجهتنا مشكلة رفض بعض الشباب الزواج من فتيات غير مختنات استنادا للمعلومات المغلوطة التى يتم ترويجها عن الختان، عملنا على تثقيف الشباب وحصر أعداد الفتيات المعرضات لخطر الختان».
وأكدت المدير التنفيذى لجمعية تنمية الطفولة والمجتمع أن بعض القرى تحايلت على حظر الختان بختان بناتها فى عمر أسبوع مثل الذكور، وهو ما يمثل خطورة كبيرة على حياة الرضيعة، مؤكدة حدوث وفيات يتم التعتيم عليها، وخاصة فى قرية نزلة باكور بأبوتيج، وأضافت أن الجدات يمثلن أكبر تحدى أمام التوعية بسبب المعلومات الموروثة.
وعن جهود مكافحة الزواج المبكر أكدت القوصى أن مركزى أبنوب والفتح، أكثر المراكز التى تعانى من هذه الظاهرة، مشيرة إلى أن الأمر وصل إلى الإبلاغ عن 4 حالات للزواج المبكر، وقام المأمور باستدعاء أولياء أمور البنات الضحايا وأخذ تعهد من كل منهم بعدم تزويجهن قبل السن القانونية».
وتابعت: «رغم توقف هذه الزيجات إلا أن الآباء لم يعيدوا البنات للمدراس»، مؤكدة أن بعض الفتيات يتصلن بخط نجدة الطفل لإنقاذهن من الزواج المبكر.
وأضافت: «الناس بتجوز عيالها عرفى بالإشهار أو بيكتبوا إيصال أمانة وفى حالات كتير بيحصل خلاف، والزوج بيسافر أو يموت قبل تسجيل الأبناء باسمه، وتضطر البنت للتنازل عن كل حقوقها مقابل الحصول على شهادة ميلاد لأطفالها وتسجيلهم باسم الزوج، وساعات بتضطر تكتب الأطفال باسم أبوها»، مؤكدة أن زواج القاصرات منتشر فى قرية «عرب الكلابات» حيث يتم تزويج البنات فى سن 12 - 13 سنة.
وأكدت أن لجان الحماية جمعت إحصائيات تؤكد تعرض 10 آلاف طفل للخطر على مستوى 6 مراكز بأسيوط.
وأشارت القوصى إلى أن مركز الرصد الاجتماعى الذى يعمل فى أسيوط منذ عام 2000، كشف مشاكل لم تكن معروفة، ومنها زنا المحارم، مؤكدة أن المشاكل فى الصعيد اكثر مما نتخيل بسبب الكبت.
وأكدت أن هناك حالات حمل وولادة من زنا المحارم، وأن من بين 200 شكوى عن العنف ضد المرأة، كان هناك 6 حالات لزنا محارم وأحيانا بعلم الأم.
وأوضحت المدير التنفيذى لجمعية تنمية الطفولة والمجتمع بأسيوط أن مركز الرصد حقق نجاحات خاصة فى حالات الطلاق التعسفى والتوعية بحقوق الزوج والزوجة، وفصول للمقبلين على الزواج، وحملات عن حق المرأة فى الميراث، مؤكدة أنه تم إعادة حقوق 434 سيدة فى الميراث، أغلبها عن طريق الجلسات الودية والعرفية، و17 حالة منها فقط التى أعيدت حقوق السيدات فيها عن طريق المحاكم.