وصرح المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، بأن انعقاد الآلية فى هذا التوقيت، يأتى للتأكيد على قوة ومتانة العلاقات بين البلدين وخصوصيتها، والرغبة المتبادلة فى تعزيز التعاون، فضلا عن الاهتمام بالتشاور حول مختلف القضايا، والملفات الإقليمية والدولية، وبما يعكس العلاقات الخاصة، والمتميزة التى تجمع بين البلدين.
جلسة مباحثات مشتركة بين وزيرا خارجية مصر والإمارات
وأشار أبو زيد، إلى أن الوزير سامح شكرى استهل المشاورات، بتهنئة دولة الإمارات، بمناسبة إعلان عام 2018 "عام زايد" احتفالا بمرور مائة عام على ميلاد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس الدولة، مرحبا بعقد منتدى الأعمال المصرى الإماراتى على هامش اجتماعات اللجنة الاقتصادية المشتركة التى عقدت بالأمس بالقاهرة.
كما أعرب شكرى عن سعادته بالشراكة الجديدة بين موانئ دبى العالمية، والهيئة الاقتصادية العامة لمنطقة قناة السويس، والتى من شأنها أن تفتح أفاقا جديدة للتعاون بين البلدين.
شكرى وعبد الله بن زايد
وأضاف المتحدث باسم الخارجية، أن الوزيرين بحثا خلال المشاورات آخر التطورات الخاصة بالعلاقات الثنائية، وسبل تكثيف التعاون بين البلدين فى مختلف المجالات، خاصة الاقتصادية والتجارية، فضلا عن تعزيز الاستثمارات المتبادلة، حيث شددا على حرص القيادتين فى مصر والإمارات على تدشين مسارات جديدة للتعاون الاقتصادى، ليتناسب مع حجم الزخم القوى الذى يشهده المسار السياسى والتنسيق والتفاهم الكبير بين الدولتين بشأن الملفات الإقليمية المختلفة.
وقد أعرب الوزير، سامح شكرى فى هذا الصدد، عن تطلعه لعقد الدورة الأولى للجنة العليا المشتركة بين الجانبين على مستوى رئيسى الوزراء.
وزير الخارجية سامح شكرى يستقبل الشيخ عبد الله بن زايد
وأردف أبو زيد، أن الوزيرين استعرضا الأوضاع و التطورات الإقليمية بشكل مستفيض، إذ تبادلا التقييم حول تطورات الوضع الميدانى فى كل من سوريا وليبيا واليمن، مؤكدين على أهمية العمل سويا لتشجيع الأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة على تفادى المزيد من التصعيد، وعلى ضرورة التنسيق والتشاور لمواجهة التدخلات المتزايدة من خارج الإقليم العربى فى الشئون الداخلية للدول العربية، وتهديدها لأمن واستقرار المنطقة.
كما تطرق الوزيران إلى أمن واستقرار منطقة البحر الأحمر، فضلا عن الأزمة القطرية، حيث أكدا على تمسك الدول الأربع بموقفها الثابت بضرورة تنفيذ المطالب الثلاثة عشر من جانب قطر.
وزيرا خارجية مصر والإمارات
وأضاف أبو زيد، أن الجانبين المصرى والإماراتى تشاورا حول كيفية تطوير التعاون، وتضافر الجهود من أجل مكافحة الإرهاب، خاصة مع هزيمة تنظيم داعش فى العراق وتحرير عدد كبير من المناطق فى سوريا، وهو ما يتزايد معه خطر تسلل إرهابيى التنظيم إلى دول عربية أخرى، وأطلع شكرى نظيره الإماراتى على تطورات العملية الشاملة "سيناء 2018"، والتى تأتى فى إطار الجهود المصرية المستمرة فى مكافحة الإرهاب، والفكر المتطرف.
وزيرا خارجية مصر والإمارات فى المؤتمر الصحفى
فيما كشف وزير الخارجية سامح شكرى أنه ليس هناك جديد حول العلاقات مع قطر، داعيا الدوحة إلى التعامل بجدية مع مشاغل الدول الأربع، مؤكدا أنه لم يتحدد موعد لاجتماعات مع المبعوث الأمريكى حول أزمة قطر فى القريب العاجل.
وأوضح شكرى فى مؤتمر صحفى مع نظيره الإماراتى، أن التدخلات التركية والإيرانية تعقد المشهد السورى، مؤكدا أن القاهرة وأبو ظبى تعملان، بالتعاون مع الأمم المتحدة لدعم المسار السياسى وتوحيد المعارضة السورية، إضافة للعمل مع روسيا وأمريكا لدفع جهود السلام فى البلاد، مشددا على ضرورة القضاء التام على المنظمات الإرهابية التى تزعزع الأمن السورى وأهمية الحفاظ على سلامة الشعب السورى، وتحقيق تطلعاته.
وزيرا خارجية مصر والإمارات
وردا على سؤال حول اجتماعات القاهرة لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية، قال وزير الخارجية سامح شكرى أن مصر تعمل على توحيد الجيش الوطنى الليبى ومكافحة الإرهاب، موضحا أن مصر تبذل جهدا كبيرا لدعم إجراء الانتخابات الرئاسية فى ليبيا فى القريب العاجل وفتح مجالات التوافق حول مستقبل البلاد، وذلك فى إطار دعم الاتفاق السياسى الموقع فى مدينة الصخيرات.
بدوره، أكد وزير الخارجية الإماراتى الشيخ عبد الله بن زايد على ضرورة استغلال الفرص المتاحة لمواجهة التحديات التى تواجه الدول العربية، ومنها انتشار الإرهاب والتطرف، موضحا أنه إذا رغبت قطر فى تغيير نهجها سترحب دول الرباعى العربى بها، أما استمرت قطر فى النهج فلن نغير من سياستنا تجاهها، وما توافقنا عليه.
وحول موقف الرباعى العربى من قطر، قال الشيخ عبد الله بن زايد، إنه أمام الدول العربية تحديات كبيرة فى ظل بقاء قطر كمنصة للإرهاب وإفساد العقول، قائلا: "انتشار التطرف والإرهاب والكراهية وإفساد العقول أحد التحديات التى تواجهنا، وقطر إحدى هذه المنصات".
ودعا وزير الخارجية الإماراتى إلى مواجهة التحديات التى تواجه العرب، ومحاربة خطابات العنف والتحريض، مؤكدا تمسك العرب بالإسلام الوسطى المتسامح، وليس الإسلام الذى يريده أيمن الظواهرى وأسامة بن لادن.
وردا على سؤال حول التدخلات التركية فى الشأن السورى، وصف وزير الخارجية الإماراتى الشيخ عبد الله بن زايد الوضع فى سوريا بالمعقد، داعيا إلى طرد الميليشيات الأجنبية المسلحة من سوريا، معربا عن رفضه لأى تدخلات من الإقليم فى الشأن الداخلى السورى.
وأدان محاولة اغتيال رئيس الوزراء الفلسطينى الدكتور رامى الحمد الله، مؤكدا أن الإمارات لن تتوانى فى دعم الشعب الفلسطينى ودعم المصالحة الفلسطينية التى نجحت مصر فى تحقيقها، مؤكدا أن دولة الإمارات بكل إمكانياتها تعمل لإنجاح المصالحة الفلسطينية التى ترعاها مصر.