ومن مقر إقامته فى لندن ظهر الهلباوى فى الاعلام الاخوانى الذى يبث من اسطنبول عبر سكايب وكشف تفاصيل مبادرته التى تتضمن انشاء مايسمى ب"مجلس حكماء " من شخصيات وطنية وقومية معروفة ومن أصحاب الخبرات سواء كانوا مصريين او عرب مشيرا الى أن العناصر المتواجدة فى لندن هم الذين سيتولون عملية الترويج للمبادرة.
وشغل الهلباوى منصب المتحدث باسم جماعة الاخوان فى الغرب لما يقرب من ال20 عاما، لكنه اعلن استقالته من الجماعة عبر وسائل الاعلام اعتراضا على اعلان الجماعة الدفع بمرشح لرئاسة الجمهورية ، وأعلن معارضته لاعتصام انصار الجماعة فى رابعة عقب عزل محمد مرسى ، وشغل عضوية بلجنة ال50 لصياغة دستور 2014 ، واتسمت مشاركته عبر وسائل الاعلام بالهجوم العنيف ضد جماعة الاخوان خلال الـ4 سنوات الماضية قبل أن يدعو للمصالحة معها ويظهر على القنوات التابعة لها
ومن ناحيته قال مختار نوح، عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، إن إعلان كمال الهلباوى ، عضو مجلس القومى لحقوق الإنسان لمبادرة للتصالح بين الدولة وبين جماعة الإخوان الإرهابية هو أمر خاطئ ومرفوض من الشعب المصرى، لأنه لا يمكن أن تتصالح دولة مع مجرم ومتهم فى قضايا إرهابية ولا يمكن أن تطرح مبادرات على حساب الوطن .
وأضاف مختار نوح فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع" أن الإعلان نفسه فى مثل هذا الأمر خطأ كبير ويختلف عليه جميع أبناء الشعب المصرى، لأن الجماعة أخطأت فى حق الشعب كله والدولة دائما على صواب ، لأنه ليس من المعقول أن تطرح مبادرة للتصالح مع مرتكب جرائم دون وجه حق وبين مؤسسات وشعب.
وتابع أن كمال الهلباوى ارتكب خطأ عظيما فى طرحه فى هذا التوقيت مثل هذه المبادرة للتصالح مع جماعة ارتكبت جرائم ضد الشعب ، ولو أراد أن يطرح مبادرة كان أولى عليه أن يطالب الإخوان فى الخارج بأن يسلموا أنفسهم للسلطات القضائية ، ليحاكموا ضد ما فعلوه فى حق الشعب ومؤسسات الدولة المصرية.
وأوضح أن من ارتكب جرائم فى حق الدولة لابد أن يحاكم ولم يطرح عليه مبادرات ، فالأمر الآن فى يد الشعب المصرى ، فالإخوان أخطأوا فى حق الشعب والدولة ومؤسساتها ، فإذا اراد كمال الهلباوى أن يشكل مجلس حكماء لإجراء مصالحة فكان الأولى أن يتم تشكيل مجلس حكماء لمحاكمة جماعة الإخوان وليس للتصالح مع هذه الجماعة.
وأبدى الدكتور صلاح سلام عضو المجلس القومى لحقوق الانسان اندهاشه من ظهور كمال الهلباوى على قناة مكملين الموالية لجماعة الاخوان لكى تكون منصة يطرح من خلالها مبادرته وقال فى تصريحات ل"اليوم السابع": هل أغلقت جميع المنافذ امامه فى مصر لكى يظهر على قناة من اسطنبول؟ " مشيرا إلى أنه يحتاج لمعرفة رد الهلباوى.
وأوضح سلام أن ظهور كمال الهلباوى على "مكملين" الاخوانية هو أمر يحتاج الى المناقشة داخل المجلس القومى لحقوق الانسان، وتابع :"لو كان لدى مبادرة لن أطرحها أبدا عن طريق مكملين لأنها فى هذه الحالة ستكون مرفوضة من حيث المبدأ"
اما حافظ أبو سعدة عضو المجلس القومى لحقوق الانسان فوصف ظهور كمال الهلباوى على مكملين بأنه يعبر عن رأيه الشخصى ولا يعبر عن موقف المجلس القومى لحقوق الانسان ،وأضاف :"كمال الهلباوى يتبنى رأيا شخصيا وهو أن تتوقف الاخوان عن العمل السياسى لمدة تصل الى 10 سنوات كبادرة للمصالحة وهذا الرأى لا يعبر عن المجلس فى شئ".
و قالت مارجريت عازر ، وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، إن أى مبادرات تطرح متعلقة بالتصالح مع الجماعة الإرهابية مرفوضة ولن يقبل بها أى مواطن فى مصر ، وخاصة أن الجماعة ارتكبت جرائم ضد مؤسسات الدولة والشعب المصرى .
وأضافت وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب فى تصريح لـ"اليوم السابع" أنه ليس من المعقول أن يقوم عضو بالمجلس القومى لحقوق الإنسان بطرح مبادرة للتصالح ويظهر على إحدى قنواتهم الإرهابية وهى قناة مكملين الإخوانية التى تبث من اسطنبول لعرض بنود مبادرته فهذا يتطلب من الدولة أن يتم التحقيق ومحاكمة كمال الهلباوى فورا ، بالإضافة إلى التعجل فى إعادة تشكيل المجلس القومى لحقوق الإنسان .
وتابعت: لجنة حقوق الإنسان تواصل تلقى التزكيات من المؤسسات المعنية فى أسماء التشكيل الخاص بالمجلس القومى لحقوق الإنسان وذلك بعد انتهاء مدته ، ويتم انتقاء الأسماء طبقا للمعاير الموضوعة والمبنية على التنوع فى التشكيل وأن يكون العضو فى المجلس ليس على علاقة بجماعة أو تيار سياسى ، لافتة أنه فى خلال ايام سيتم الإعلان عن أسماء المجلس الجديد، نظرا لانتهاء مدة المجلس الحالى.