يواصل نظام الأمير القطرى تميم بن حمد آل ثانى، استعباد العمال الأجانب، بكل الطرق والوسائل وانتهاك أقل حقوقهم الإنسانية بتوفير بيئة صحية وآدمية يعيشون فيها وظروف عمل مناسبة تحمى حياتهم من الخطر، من أجل الإسراع لبناء منشئات مونديال كأس العالم فى الدوحة قبل عام 2022.
ووصلت انتهاكات "تنظيم الحمدين" فى حق العمالة الأجنبية الذين يأتى معظمهم من دول جنوب شرق آسيا وقارة إفريقيا، لحد "العبودية" و"السخرة" بالإضافة إلى حرمان شركات ومؤسسات هؤلاء العمال من مستحقاتهم المالية وهو ما أكده تقرير وزارة الخارجية الأمريكية الأخير بشأن انتهاكات قطر لحقوق عمال كأس العالم.
وبحسب تقارير غربية، نشرتها وسائل إعلام خليجية، فقد كشفت الزيارة الأخيرة التى أجراها أليستر بيرت، وزير شئون الشرق الأوسط فى الخارجية البريطانية، الضغوط التى تمارسها الحكومة البريطانية لفرض رقابة على قطر وإجبار النظام القطرى على احترام حقوق العمالة الوافدة التى يبلغ عددها حوالى 2 مليون شخص، ولضمان حقوق العمال والشركات البريطانية التى تعمل فى "الإمارة الصغيرة".
وكشفت التقارير، أن الحكومة البريطانية ستواصل ضغوطها على نظام الحمدين، لوضع حد للانتهاكات التى تطال العمال المهاجرين، الذين يأتى الجانب الأكبر منهم من دولٍ آسيوية فقيرة مثل بنجلاديش ونيبال.
ولفتت التقارير إلى أن الحكومة البريطانية ضغطت على مسئولى النظام القطرى للتحقق من إشراف السفارة البريطانية على أى عقود جديدة تُمنح لشركات بريطانية.
فيما كشفت تقارير أخرى، أنه على الرغم من الإجراءات والمواثيق الدولية الكثيرة للمحافظة على حياة العمال، مثل المبادئ التوجيهية بشأن نظم إدارة السلامة والصحة المهنيتين والتى أصدرتها منظمة العمل الدولية كتشريع عالمى للحد من وفيات العمال فى 2001، إلا أن آلاف العمال لازالوا يواجهون خطر الموت كل يوم.
وإن كانت غالبية دول العالم قد صادقت على المبادئ التوجيهية وأكدت التزامها بها، فإن الأمر مختلف فى قطر، حيث يعمل الآلاف من العمال الآسيويين فى ظروف قاسية جدا لإنجاز منشآت مونديال 2022، فى بيئة عمل صعبة وأجور متدنية الأمر الذى أدى إلى وفاة ما يزيد عن الـ1500 عامل فى منشآت الدوحة لكأس العالم.
وتسجل قطر حتى الآن أعلى الأرقام عالميا فى وفيات العمال بما يجعل أعداد الضحايا فى أبرز آخر 6 مناسبات رياضية حول العالم أمرا يسيرا مقارنة بما يحدث فيها، ففى العام 2014 توفى 60 عاملاً فى أولمبياد سوشى و10 فى التحضير لمونديال البرازيل فى ذات العام، فيما لم تسجل بقية المناسبات الرياضية سوى حالة وفاة واحدة عدا أولمبياد بكين التى شهدت 6 حالات وفاة.
وقالت تقارير خليجية، إن ملاعب الموت فى الدوحة التى يطمح قادتها لاستضافة كأس العالم على جثث البسطاء من عمال العالم، ترسل مع صباح كل يوم جديد تابوتا إلى أم ثكلى فى بنجلاديش أو الهند أو باكستان وغيرها من دول العالم، مع رسالة أخرى للضمير العالمي، بأن أطماع "الحمدين" فى بناء مجد زائف لن تتوقف حتى جثة آخر عامل أجنبي.
ويعمل العمال فى منشآت كأس العالم فى قطر أكثر من 72 ساعة إضافية فى الأسبوع دون أن يتقاضوا أجرا إضافيا، كما لا تتقيد السلطات القطرية بموجهات السلامة العالمية لتجبر الآلاف على العمل تحت أشعة الشمس الحارقة، عبر شروط تقترب من نظام العمل بـ"السخرة".