لماذا فنلندا؟
أجابت الصحيفة الفنلندية Ilta-Sanomat عن سؤال لماذا اختار الرئيس الروسى هذا البلد، وحددت 4 أسباب لاختيار هلسنكي أولا كانت أول لقاء رسمي بين رئيسي القوتين العظمتين فى مرحلة الانفراج الدولى بين الرئيس الأمريكي جيرالد فورد والأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي ليونيد بريجنيف فى 1975، كما أنه في عام 1990، قبل بضعة أشهر من انهيار الاتحاد السوفيتي، ناقش جورج بوش (الأب) والزعيم السوفيتي الأخير ميخائيل غورباتشوف في هلسنكي الأزمة في الخليج آنذاك، وفي عام 1997 أجرى الرئيس الأمريكي بيل كلينتون والرئيس الروسي بوريس يلتسين محادثات في المقر الرسمي للرئيس الفنلندي في ميانتيونيم.
وقالت الصحيفة بحسب ما نقله عنها موقع "روسيا اليوم" الاخباري، أنه قد يكون السبب الأخر أن فنلندا "أرض محايدة" ليست عضوًا في حلف الناتو بالإضافة إلى أسباب تاريخية، حيث تعتبر هلسنكي مكان اجتماع مناسب لقمة الرئيسين منطقيًا ولوجستيا، فقبل القمة يتوجه ترامب إلى بروكسل لحضور قمة حلف شمال الأطلسي يومي 11 و12 يوليو، ثم يقوم في الفترة من 13 يوليو إلى 15 منه بزيارة بريطانيا ليجتمع برئيسة الوزراء تيريزا ماي ويلتقي الملكة إليزابيث الثانية.
وأثناء ذلك ستختتم نهائيات كأس العالم في كرة القدم التي تستضيفها روسيا لأول مرة في التاريخ.
وتستغرق الرحلة بين هلسنكي وموسكو حوالي ساعة ونصف الساعة فقط، وهي ملائمة للرئيس الروسي، حسبما تكتب الصحيفة.
هلنسكى
أبرز الملفات على طاولة الزعيمية
وفى مقدمة الملفات التى من المقرر أن يناقشها الزعيمان، أولا أفاق تنمية العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة، ثانيا مناقشة الموضوعات الراهنة على الأجندة الدولية، وكان الكرملين قد قال في وقت سابق إن الرئيسين يعتزمان خلال القمة مناقشة آفاق إعادة العلاقات الثنائية المتدهورة إلى طبيعتها، والقضايا الدولية الراهنة على الساحة العالمية.
وسيكون هذا أول اجتماع رسمي لرئيسي البلدين يجري بشكل مستقل وليس على هامش مؤتمرات واجتماعات دولية، فقبل عام التقى بوتين وترامب لأول مرة في هامبورغ بألمانيا على هامش اجتماع مجموعة العشرين، ثم اجتمعا لفترة وجيزة في فيتنام في نوفمبر 2017 في قمة أبيك.
ترامب وبوتين
مخاوف إيرانية من اللقاء المرتقب
وسيكون للقاء المرتقب تداعيات كبيرة، إحداها ستتمثل فى هواجس بدأت تنتاب إيران الحليف لروسيا، تلك المخاوف لا تتناولها الأوساط السياسية، بل يتم تسريبها فى تقارير الصحف الإيرانية وتتداول بين المحللين والمنظرين السياسيين، ورغم التعاون بين طهران وموسكو فى مجالات مختلفة أهمها فى الميدان السورى حيث فتحت العام الماضى مطاراتها وقواعدها أمام المقاتلات الروسية إلا أنها لا تثق فيها كشريك استراتيجى يمكن الاعتماد عليه.
عدم الثقة من الدب الروسى عبر عنه تقرير نشرته صحيفة "آفتاب يزد" الاصلاحية منتقدة رغبة المسئولين المستميتة فى التعاون مع روسيا رغم علاقات روسيا بالولايات المتحدة وإسرائيل، ووصفت موسكو بلاعب الاكروبات الذى يجيد اللعب على الأحبال، وقالت الصحيفة إن إيران قلقة من تخلى الرئيس الروسى فيلادمير بوتين عنها بعد لقاءه المرتقب بالرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى هلسنكى الشهر القادم، وكتبت على صدر صفحتها سؤال "موسكو تدير ظهرها إلى طهران؟!".
المرشد الاعلى
وقالت الصحيفة الإيرانية، " فى السنوات الماضية عندما كانت تتحول العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة وتدخل فى صراع، كانت تدعم موسكو إيران وتساند برنامجها النووى، لكن بعد تحسن العلاقة بواشنطن كانت تعود موسكو وتنضم مجددا للجبهة الغربية الداعمة لفرض العقوبات على طهران".
وأشار التقرير إلى التعاون بين موسكو وطهران فى سوريا، قائلا "هناك خشية أن يؤدى التقارب بين البيت الأبيض والكرملين إلى ابتعاد الروس عن إيران" وقالت الصحيفة الإيرانية، أظهرت موسكو على مدار التاريخ أنها من أجل بلوغ مصالحها لا تعرف الصداقة، وجاء فى أول وثيقة للسياسة الخارجية لهذا البلد بعد سقوط الاتحاد السوفييتى، أنه لا يوجد صديق أو عدو دائم، وتنظم موسكو علاقاتها مع كافة البلدان وفقا لمقتضياتها ومصالحها على حد تعبيرها، وأشار التقرير، إلى علاقات موسكو بتل أبيب والتنسيق العسكرى بين البلدين، وزيارات رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو إلى هذا البلد.
وقالت الصحيفة ينبغى أن ننتظر لنرى ما إذا كان اللقاء المرتقب بين بوتين وترامب سيؤدى إلى تقارب فى العلاقات أم لا؟، وأكد التقرير على أن إيران ستكون أحد المحاور الهامة التى سيتناولها ترامب فى لقاءه ببوتين، وأشار إلى العقوبات التى من المقرر أن تفرضها الولايات المتحدة على إيران خلال الـ 4 أشهر المقبلة، قائلا "البيت الابيض يسعى لاجتذاب دعم روسى للعقوبات ضد إيران".
وحذرت الصحيفة المسئولين الإيرانيين قائلة "بينما يوجد هناك احتمالية للتقارب بين روسيا وأمريكا، لكن لازال السياسيون الأصوليون والمحافظون الإيرانيون يرون أنه على إيران أن تترك الغرب وتذهب إلى روسيا، ووصفت الصحيفة الروس بلاعب الأكروبات الجيد الذى تغير فى لحظة واحدة موقفه ويتحول ضد إيران".