الجمعة، 22 نوفمبر 2024 06:56 م

تحذيرات من استرجاع أتباع الظواهرى لنهج الاغتيالات السياسية.. باحث فى شئون الحركات: تاريخهم أسود ولا ينبغى التقليل من خطورتهم.. وخبير أمنى: رجالنا بالمرصاد لدعاة التطرف وأذنابهم

"ولت" داعش و"عادت" القاعدة

"ولت" داعش و"عادت" القاعدة
الثلاثاء، 10 يوليو 2018 10:00 ص
كتب محمد سالمان
تظهر فى الأفق مخاوف من عودة تنظيم القاعدة للصورة مجددًا، وذلك فى الوقت الذى ترسم فيه البسمة على الوجوه جراء الخسائر التى يتلقاها تنظيم داعش فى كل من سوريا والعراق وفقدانه لـ 98% من الأراضى التى كان يسيطر عليها ومحاصرة معاونيه فى البلاد المختلفة وتضييق الخناق عليهم.
 

وتكمن المخاوف من عودة القاعدة كونها واحد من أقدم التنظيمات الإرهابية المتواجدة على الساحة ومازالت لديه القدرة على جمع أنصار من كل حدب وصوب خصوصا فلول داعش الذين لاذوا بالفرار من الهزائم المتتالية، وتزداد مواطن القلق من قدرة التنظيم الأقدم إرهابا فى إجادة العمليات النوعية من الاغتيالات والتفجيرات واستقطاب عناصر للقيام بالعمليات الانتحارية.

 

الاغتيالات وشبح عودة القاعدة

 

مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية أشار فى بيان له أنه من خلال متابعته للتقارير الصادرة عن الأدوات الإعلامية لتنظيم القاعدة خلص إلى عدة نتائج أبرزها تزايد مخاطر اغتيال السياسيين والدبلوماسيين خلال الفترة القادمة، وذلك تزامنًا مع عودة التنظيم للمشهد فى ظل تراجع داعش بالشرق الأوسط بعد محاصرته من الجهات المختلفة والإجهاز على كل مواطن قواته.

مرصد الإفتاء أشار إلى أن التحذيرات من مساعى القاعدة لاغتيال السياسيين والدبلوماسيين تعود إلى تاريخ التنظيم فى هذه النوع من العمليات سواء الاغتيالات السياسى أو استهداف المقرات الدبلوماسية التى بدأت فى أوائل تسعينات القرن الماضى عبر تفجير السفارة المصرية بباكستان عام 1995.

المرصد تحدث عن وضع أيمن الظواهرى، زعيم تنظيم القاعدة دستور لأتباعه فى ممارسة الأعمال الإجرامية وأسماه "شفاء صدور المؤمنين"، وذلك فى محاولة لإضفاء الصبغة الدينية على الأعمال الإجرامية كاغتيالات الدبلوماسيين والسياسيين وكذلك تفجير المقرات الدبلوماسية، وفند المرصد مزاعم الظواهر مثل جواز إتلاف النفس من أجل ما أطلق عليه زورًا "مصلحة الدين والمصلحة العامة"، وإجازة قتل المخالفين فى العقيدة إذا اختلط بهم من لا يجوز رميه من المسلمين أو غيرهم. كما أشار المرصد إلى أن زعيم تنظيم القاعدة تجاهل احتمالية سقوط ضحايا من المدنيين أو الأبرياء أثناء تنفيذهم تلك الهجمات الإرهابية.

وشدد المرصد على أن الآراء الشاذة للظواهرى تعتبر الأساس الذى انطلقت منه عمليات القاعدة وما تزامن معها من جماعات إرهابية عرفت بالإفراط فى تنفيذ العمليات الانتحارية واستحلال قتل السياسيين والدبلوماسيين بصرف النظر عن عقد الأمان الممنوح لهم.

 

سجل القاعدة الأسود

 

بيان مرصد الأزهر، تحدث عن تاريخ القاعدة فى عمليات الاغتيالات للسياسيين والدبلوماسيين، فما أبرزها عبر تاريخه؟ خصوصا أن الإجابة على هذا السؤال ستوضح أسلوب التنظيم وأهدافه المعتادة والتى يمكن تفاديه فى المستقبل حال عودته للصورة مجددًا بعد هزيمة داعش.

وبخلاف تفجيرات برج التجارة العالمى فى الحادى عشر من ديسمبر فإن القاعدة يمتلك سجلا أسود فى العمليات الإرهابية أبرزها فى عام 1998، قام التنظيم بعملية تفجير مبنى سفارتى الولايات المتحدة الأمريكية فى نيروبى ودار السلام بدولة كينيا مما أسفر عن مقتل أكثر من 300 شخص غالبيتهم العظمى من السكان المحليين.

وفى 9 أبريل 2010، تبنى تنظيم القاعدة فى العراق ثلاث عمليات انتحارية استهدفت كل من السفارة المصرية وسفارات عربية وأجنبية فى العاصمة بغداد مما أسفر عن 30 قتيلا، بينما فى 3 مارس الماضى، وفى واحدة من أحداث عمليات القاعدة، أعلنت جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" التابعة للقاعدة فى مالى، مسؤوليتها عن سلسلة هجمات بالعاصمة بوركينا فاسو واغادوغو استهدف، واستهدفت السفارة والمعهد الفرنسيين ومقر القوات المسلحة فى البلاد، مما أسفر عن مقتل 28 شخصا على الأقل وجرح العشرات.

 

نظرة تحليلية ووجهة نظر أمنية

 

وفى ظل هذا التاريخ الأسود للقاعدة والتحذيرات من عودة للمشهد واتباعه نهج الاغتيالات مجددًا، تطرح أسئلة نفسها من نوعية إلى أى مدى تلك الأحاديث ينبغى أخذها على محمل الجدية؟ وهل هناك سبل لمواجهتها من الناحية الأمنية، وهل يمكن أن يعود القاعدة قويًا رغم الانكسارات التى شهدها فى تاريخه وتوالى الضربات عليه وليس من الجهات الأمنية بل من تنظيمات إرهابية أخرى مثلما حدث مع داعش.

هشام النجار الخبير فى شئون الجماعات الإسلامية، يرى أنها لا يجب التقليل من خطورة القاعدة فى أى وقت خصوصا أنها أم التنظيمات الجهادية، ورغم حالة التراجع الذى يعانى منها التنظيم فى الخطط والأدوات والأساليب فإن هذا لا يقلل من قدرته على تنفيذ خطط على أرض الواقع لكنه تختلف على حسب البلد المستهدفة.

وتعليقًا على نهج الاغتيالات التى تتبعه القاعدة، يقول البحث فى شئون الجامعات الإسلامية: "هم دومًا يهددون فى نشراتهم بتنفيذ عمليات اغتيالات سياسية لكن السؤال إلى أى مدى هم قادرين على تنفيذ تلك الأحاديث على أرض الواقع خصوصا أن النظم الأمنية تختلف من دولة لأخرى"، مضيفًا:"تابعنا حادثة الاستهداف الأخيرة فى دولة تونس وكانت فى منطقة نائية إلى حد ما ورخوة امنيا بعيدة عن الحراسة المشددة، وهذا يدلل على عدم قدرة التنظيم الإرهابى على استهداف المناطق العميقة والهامة مثلما كان يحدث من قبل، وكذلك تلك العمليات تبين إذا ما كان التنظيم الإرهابى قادر على مواجهة كمائن أقوى ولديه قدر أعلى من التسليح أم لا؟!".

وتجدر الإشارة إلى إن مجموعة إرهابية نصبت يوم الأحد الماضى كمينا أوقع 6 أشخاص على الأقل من قوات الحرس الوطنى التونسى، فى هجوم وقع قرب الطريق الرابط بين محمية الفائجة ومنطقة الصريا على الحدود الجزائرية، واستخدم المسلحون قنابل يدوية وأسلحة نارية.

وعلى الصعيد الأمنى، يقول اللواء محمد نور مساعد وزير الداخلية الأسبق: "مع احترامى لكل التحذيرات من شكل العمليات الإرهابية المحتملة من قبل جهات مثل مرصد الأزهر أو غيره، وبالنسبة للشأن المصرى فإن أرى أن مثل هذه التقديرات كلها تترك إلى رجال الشرطة والقوات المسلحة الذين يبذلون جهود جبارة فى موجهة الإرهاب"، مضيفًا: "أنا لا أخشى القاعدة أو غيرها من التنظيمات الإرهابية وعلى ثقة تامة فى قدرة رجال الأمن المصرى على مواجهة كل المخطط الإرهابية وحماية هذا البلد"، لافتًا إلى أنه يتمنى من كل الجهات سواء إعلام أو أزهر أو غيره من الجهات على العمل محاربة الفكر المتطرف فى كل مكان وزمان حتى يساعدون رجال أمن المصرى على مواصلة عملهم، واجتثاث جذور الإرهاب ولا يتركون الشباب الصغير فريسة للأفكار الهدامة والظلامية. 

 


print