مخاوف إيرانية ظهرت واضحة على إعلام طهران الذى علق على نتائج القمة، معربا عن ارتباك شديد انتاب العديد من المحللين فى طهران، وفى هذا الصدد كتبت صحيفة "ابتكار" الإصلاحية على صدر صفحتها "4 ساعات مصيرية بين القيصر والكاوبوى"، وكتبت فى مقالها الافتتاحى للمحلل الإيرانى جلال خوشچهره، بشأن موقع طهران من لقاء هلسنكى، "إيران ترقبت نتائج وماهية مباحثات هلسنكى أمس نظرا لموقعها الحساس"، مشيرا إلى أن ترامب يضع فى أولويات الآن التصدى لإيران.
وقبل 5 أيام من القمة، أرسل المرشد الأعلى الإيرانى مبعوثه الخاص ومستشاره للشئون الدولية على أكبر ولايتى إلى موسكو حاملا رسالتين من آية الله خامنئى والرئيس الإيرانى حسن روحانى، أيد العديد من المحللين أن يكون قد تطرق لقاء بوتين وولايتى إلى مباحثات هلسنكى، وفى محاولة لتأكيد دور طهران الاقليمى قال ولايتي في كلمة له أمام ملتقى فالداى فى موسكو، إن الوجود الإيرانى فى سوريا جاء بطلب من حكومة دمشق، وأن بلاده لن تخرج من هناك بناء على مطالبات الولايات المتحدة" فى رسالة واضحة وتأكيد مسبق لمطالبات قد يثيرها ترامب خلال لقائه ببوتين بشأن التواجد الإيرانى فى سوريا.
إيران تخشى مقايضة سياسية بين بوتين وترامب تنهى وجودها فى سوريا
لكن المراقبين فى إيران، توقعوا أن ينتهى لقاء هلسنكى بصفقة مقايضة سياسية غير معلنة ضد طهران، وبحسب المحلل الإيرانى بصحيفة "ابتكار"، من الممكن أن يستخدم ترامب سياسة المقايضة مع بوتين، على سبيل المثال يعترف بضم روسيا لشبه جزيرة القرم مقابل أن تقبل روسيا المطالب الاستراتيجية الأمريكية فى الشرق الأوسط.
وبالتوازى، فان "اكتساب دعم موسكو بشأن مفاوضات أمريكا -كوريا الشمالية"، سيفتح المجال أمام اتفاق لفرض قيود على دور طهران الإقليمى وذلك فى إطار سياسة المقايضة بين البلدين". بحسب الصحيفة الإيرانية.
طهران وموسكو تحالف هش فى سوريا
وبناء على فرضية المقايضة التى طرحها المحلل الإيرانى، تسائل الكاتب "هل ستعمل روسیا وشخص بوتين طبقا لسليقة ترامب فى صفقة المقايضة؟"، قائلا "للإجابة على هذا السؤال ينبغى تجنب التوقعات المثالية فى العلاقات بين طهران وموسكو، يجب الانتباه إلى أن تنامى العلاقات بين إيران روسيا لا يعنى مطلقا وجود علاقة إستراتيجية، فالعلاقات الاستراتيجية تستلزم وجوه متعددة، حيث يفتقد مستوى العلاقات الراهنة لها".
ورغم التعاون الوثيق بين موسكو وطهران فى سوريا، فإنه لا يمكن وصف العلاقات بين البلدين بالاستراتيجية، خاصة أن طهران لا تثق فى الحليف الروسى الذى يستخدمها كورقة ضغط أمام المنافس الأمريكى، وتابعت المقالة:"العلاقات بين طهران وموسكو تسير فى إطار العلاقات التكتيكية وأغلبها كان محدود فى المجال الأمنى"، مشيرا إلى أن موسكو بالتوازى تمتلك علاقات متنامية مع أطراف تمارس ضغوط على إيران، لكن يرى المراقبون فى إيران أن نظرة موسكو إلى طهران باعتبارها قوة اقليمية قد تبدد المخاوف والمزاعم فى نتائج لقاء هلسنكى بالأمس.
تشكيك فى نتائج مباحثات هلسنكى
وفى السياق نفسه، استحوذت قمة هلسنكى على أغلب أغلفة الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الأربعاء، ففى صحيفة "إيران" التابعة للحكومة، ألقت الضوء على تمسك الرئيس الروسى بالإتفاق النووى أمام ترامب خلال اللقاء، وعنونت على صدر صفحتها بـ "دفاع بوتين عن الاتفاق النووى خلال لقاء ترامب" مستندة إلى تصريح بوتين خلال اللقاء الصحفى والذى قال فيه "أشرنا خلال المحادثات بشكل مباشر إلى قلقنا من انسحاب الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة الخاصة بتسوية قضية برنامج إيران النووى".
فيما حاولت الصحف المتشددة أن تشكك فى نتائج القمة، ووصفت صحيفة "جوان" المتشددة التابعة للحرس الثورى، نهاية القمة بالأمس على صفحتها الأولى بـ "نهاية حذرة لمفاوضات ترامب وبوتين"، وقالت"كما كان متوقعا لم يكن للقاء الثنائى بين ترامب وبوتين نتائج ملموسة، وأجرى الطرفان على غرار اللقاءات السابقة مباحثات حذرة.
فيما تساءلت صحيفة "خراسان":"لقاء ترامب وبوتين فى طريق إزالة التوتر أم رمزى؟"، واصفة اللقاء بـ"الضجيج" لالتئام الجراح القديمة بين البلدين ومن بينها ضم روسيا لشبه جزيرة القرم والاختلاف فى الملف السورى ودور موسكو فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2016.