وقال وزير الدفاع القطرى خالد محمد العطية فى مقابلة مع الصحيفة إن توسيع القاعدة التى تستضيف 10 آلاف من القوات العسكرية الأمريكية، سيشمل منشآت إسكان عائلى لأكثر من مائتى ضابط وتوسعات أخرى فى البنية التحتية إلى جانب تحسينات على مستوى العمليات.
وسيتم الإعلان عن الأمر فى احتفال أمس الثلاثاء بعد مراجعة الأمر فى الاجتماع بين وزيرى الدفاع الأمريكى والقطرى.
يأتى هذا فى الوقت الذى تواجه فيه قطر مقاطعة عربية منذ أكثر من عام بسبب دعمها للإرهاب وتمويلها لجماعاته. وبعد الموقف المتشدد الذى تبناه إزاءها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ومطالبته للإمارة بالتوقف عن تمويل الإرهاب، سعت الدوحة لتحسين صورتها وأنفقت ملايين الدولارات على شركات اللوبى ذات تأثير واسع فى واشنطن وتقربت من أعضاء للكونجرس من محاولة لدفعهم لتبنى موقفها.
وتسعى الدوحة بكل ما أوتيت من قوة لنيل رضا الولايات المتحدة، وتقول "واشنطن بوست" عنها إنها ينظر إليها كمانح رئيسى فى خطط الإدارة الأمريكية لتقديم مساعدات تنمية لغزة والضفة الغربية كجزء من خطة سلام أمريكية لم يكشف عن تفاصيلها بعد، لكنها لا تجد صدى من الأطراف المعنية فى الشرق الأوسط.
مقابلة وزير الدفاع القطرى مع "واشنطن بوست" استعرضت جهود إمارة تميم لكسب واشنطن لصالحها فى أزمتها مع الدول العربية التى تفرض عليها عزلة كبيرة. حيث قال العطية إنهم قاموا بشراء الكثير من العتاد العسكرى من الولايات المتحدة حتى يستطيعوا التحليق يدا بيد مع شركائهم.
وتعد قاعدة العديد محور العلاقات الأمريكية القطرية، كما أن هذه القاعدة مفتاح للجهود العسكرية الأمريكية فى الشرق الأوسط، وقد لعبت دورا مركزيا فى الحملة الجوية التى شنها البنتاجون ضد تنظيم داع شفى سوريا والعراق. وبالإضافة إلى الوجود الكبير للقوات الأمريكية، فإنها تمثل مقر للقيادة المركزية للقوات الجوية الأمريكية.
وتقول صحيفة و"اشنطن بوستط إن استعداد قطر للسماح لأمريكا للتحليق بقاذقات من قاعدة العديد له أهمية خاصة، لأنه لا تسمح دول أخرى فى المنطقة بالقاذفات.
وكان الجيش الأمريكى قد أنفق 450 مليون دولار على إنشاء قاعدة العديد منذ عام 2003، ووسع المنشأة من مهبط للطائرات حيث كان يعيش الكثير من القوات الأمريكية فى خيام إلى هياكل أكثر استدامة . وأنفقت قطر من جانبها 8 مليار دولار لدعم العمليات الأمريكية.
وكان خبراء السياسة الخارجية الأمريكية قد نصحوا بضرورة نقل القاعدة الجوية من قطر بسبب سياستها المعادية للمصالح الأمريكية. وفى شهادة له أمام الكونجرس العام الماضى، قال نائب رئيس مجلس الدفاع عن الديمقراطيات جوناثان شانزر إن على الولايات المتحدة أن تدرس بدائل لقاعدة العديد، وتساءل كيف يمكن أن تستضيف الدوحة أكبر قاعدة عسكرية أمريكية فى الشرق الأوسط رغم دعمها للتنظيمات الإرهابية.