الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024 05:15 ص

مادورو يهدد استقرار بلاده.. محاولة اغتياله تصب فى صالحه لقمع معارضيه.. خبراء: الطرق غير الشرعية لعزله لن تجدى نفعا معه.. وأمريكا العدو الأول لديكتاتور الفنزويلى

رئيس فنزويلا يثير الانقسامات لتعزيز سلطاته

رئيس فنزويلا يثير الانقسامات لتعزيز سلطاته
الأربعاء، 08 أغسطس 2018 08:00 ص
كتبت فاطمة شوقى
أثار الهجوم الجديد على الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو ومحاولة اغتياله العديد من الأسئلة والجدل حول كيفية التخلص من مادورو بعد ان نفذت جميع المساعى للتخلص منه بالطرق الشرعية، واتفق  عدد من خبراء فى شئون أمريكت اللاتينة، على أن " الهجمات وعمليات الاغتيال ضد الحكومة الفنزويلية ليست حلا جيدا لاصلاح الوضع فى البلد الكاريبى بل على العكس ، تؤجج من الوضع وتمكن الحكومة من السيطرة بشكل أكبر".
 

قال اوتا ثوفرن، خبير فى شئون أمريكا اللاتينية ، إن "أى محاولة لاغتيال مادورو تكسبه قوة جديدة أمام المعارضة "اليمين المتطرف" وأمام الدول الأجنبية، وتجعله هو الوحيد الذى يستفيد من هذه الأحداث"

ويرى ثوفرن أن هناك العديد من الأسباب التى تخلق حالة من الاحباط لدى الشعب الفنزويلى ، ولدى العديد من مؤسسات المعارضة تجعلهم يتجهون الى محاولة اغتيال مادورو ، لعدم استطاعتهم التخلص منه بالطرق الشرعية مثل الانتخابات.

ووفقا لصحيفة "لابانجورديا" الإسبانية فهناك العديد من الاسباب التى أدت إلى التفكير فى التخلص من الرئيس الفنزويلى ، فمادورو يتخذ قرارات مثيرة للجدل ، والتى كان آخرها قبل محاولة اغتياله، حينما أعلن عن سياسة جديدة غى أسعار وإدارة الوقود، فى الوقت التى تعانى فيها فنزويلا من أزمة وقود يجعلها تتجه لاستيراد البنزين.

التضخم

فقبل بضعة أيام ، قال صندوق النقد الدولى أن التضخ فى فنزويلا من المتوقع ان يصل الى 1000000%، وتخطط الحكوة لالغاء خمسة أصفار من القيمة الاسمية للبوليفار هذا الشهر ، ولذلك فإن التضخم يجعل عملية اتخاذ قرار التخلص من الديكتاتورية المتمثلة فى مادورو امر ممكن ولكن صعب يتحقق.

ازمة نقص الغذاء والدواء

بالإضافة إلى أزمة البنزين ، هناك العديد من الأشياء الآخرى المدعومة فى فنزويلا ، مثل الطاقة والنقل المحلى والعذاء والدواء ، ولكن البلد الكاريبى يفتقر الى كل شئ ، بسبب قلة الاحتياطى النقدى للعملة الأجنبية ، مما خلق ازمة غذاء ودواء فضلا عن ازمة صحية كبيرة تهدد حياة الفنزويليين.

وأكد الخبير أن فنزويلا مدمرة لدرجة أنها ستحتاج إلى عقود من أجل أن تعود من جديد أغنى دولة فى أمريكا الجنوبية ، أو حتى لتصل الى مستوى جيرانها على الاقل، خاصة فى ظل عدم محاولة النظام مقاومة الواقع وتجاهل وجود ازمة تمر بها البلاد.

ويرى الخبير "لا يوجد أخطر على اى حكومة أكثر من الغاء الاعانات، ومادورو يوجه بلاده نحو الهاوية.

أما الخبير لازار خيفيتيز فى معهد أمريكا اللاتينية التابع للاكاديمية الروسية للعلوم، فقال "حكومة مادورو تسبب السخط ليس فقط فى امريكا اللاتينية ولكن لدى العديد من اللاعبيين الدوليين الذين يريدون القضاء عليه باستخدام اساليب تتعلق بتطبيق القوة".

وأشار خيفيتيز  إلى أن المدعى العام الفنزويلى ، طارق وليم صعب، لم يستبعد إمكانية أن الأحداث الأخيرة ضد الرئيس مادورو مؤامرة من الظاهر تبدو انها من المعارضة ولكن فى الحقيقة هى نابعة من الولايات المتحدة الأمريكية.

أما الخبير الروسى كونستانتين سابوجنيكوف فقال لوكالة "سبوتنك" على نسختها الإسبانية إن "واشنطن هى العدو رقم واحد فى الوقت الحالى لكاراكاس ، مضيفا "واشنطن خططت العديد من ال
سيناريوهات فى البلد الواقع بامريكا اللاتينية من خنق اقتصادى والعقوبات ولكن يبدو انها قررت التخلص من الحكومة الفنزويلية بطريقة جذرية ، ومن الممكن أن يكون هذا الحدث مدبر بالتعاون مع كولومبيا".

وأكد سابوجنيكوف أن " المشكلة الرئيسية فى فنزويلا اليوم تكمن فى حقيقة قوة المعارضة التى تعتبر غير قادرة على التوصل الى اتفاق مع السلطات، مما يجعل امر التوصل الى حل سلمى عبر الحوار امرا مستحيلا فى فنزويلا".

وتعتبر  فنزويلا من بين الدول التى تمتلك أكبر مخزون من النفط في العالم، فضلا عن كميات كبيرة من الفحم والحديد والذهب، ورغم كثرة موارد البلاد فإن العديد من الفنزويليين يعيشون تحت خط الفقر ، ويسكن الكثيرون منهم فى بيوت من صفيح تمتد بعضها لتصل التلال المجاورة للعاصمة، كاراكاس.

وكان الرئيس السابق هوجو تشافيز، الذى توفى عام 2013، قد وصف نفسه بأنه نصير الفقراء، ومنح ملايين الدولارات من عائدات الثروة النفطية على برامج التنمية الاجتماعية، خلال فترة حكمه التى استمرت 14 عاما، لكن حكومة خلفه نيكولاس مادورو واجهت تحديات كبيرة بسبب هبوط أسعار النفط الذى تزامن مع أزمة اقتصادية أبرز جوانبها نقص كبير فى السلع الأساسية وارتفاع معدل التضخم.

 

 


print