عشرات من المبادرات التى يطلقها شخصيات محسوبة وذات ميول للجماعة الإرهابية، ورغم رفض الشعب المصرى لأى من هذه المبادرات إلا أنهم يصرون على إطلاق هذه المبادرات من أجل تنفيذ أجندة هذه الجماعة التى ارتكبت كل الجرائم الإرهابية فى حق الشعب المصرى على مدار الخمس سنوات الماضية، ولا زالت ترتكب الجرائم من أجل إثارة الفوضى والفتن فى المجتمع المصرى، مبادرات لم يتقلبها الشعب المصرى أو القيادات المسئولة، ولم تجد مأوى سوى قنوات الإخوان ومواقع تروج لها لمحاولة إحراج الدولة خارجيا على أنهم لم يتقبلوا المصالحة، ولم يعلموا يوما أن الأمر فى يد الشعب المصرى كما أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى فى الكثير من الخطابات.
فالمتابع للمبادرات المشبوهة التى اندلعت منذ أن عزل الشعب المصرى جماعة الإخوان من حكم البلاد، يرى أن المبادرات ولدت من الجماعة نفسها والموالين لهم، وليس لها أى غرض سوى تشويه صورة الدولة، وبدأت هذه المبادرات خلال اعتصام جماعة الإخوان الإرهابية فى ميدانى رابعة العدوية والنهضة من خلال الدعوة التى أطلقها محمد حسان، الداعية السلفى للتدخل لإجراء المصالحة بين التنظيم والحكومة المصرية، إلا أنها باءت بالفشل.
كما عرض الدكتور محمد سليم العوا، رئيس لجنة الدفاع عن المعزول "محمد مرسى"، بعد فض اعتصام رابعة والنهضة فى يوليو 2013، مبادرة اشتكلت على الإفراج عن مرسى وقيادات الإخوان وإجراء حوار معهم من خلال تدخل الدولة.
وشهدت الفترة ما بين عامى 2013 إلى 2016، عرض العديد من هذه المبادرات الفاشلة، حيث أطلق هشام قنديل، رئيس وزراء الإخوان، مبادرة مشبوهة بعد فض الاعتصام تسمى إنقاذ الوطن، إلا أنها واجهت العديد من الأزمات لما فيها من مطالب لم يتقبلها الشعب المصرى.
كما عرض الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، مبادرة فى 2014، أسماها مبادرة خارطة إنقاذ الوطن من محنته، والتى طالب فيها بالتصالح مع الجماعة الإرهابية وإجراء حوار معهم.
وفى عام 2015 أطلق الدكتور عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية الأسبق وواحد من القيادات المحسوبة على الجماعة الإرهابية، والتى عرفت بمبادرة "تصفير السجون" لإطلاق سراح قيادات الإخوان وعلى رأسهم محمد مرسى.
كما أطلق الهارب أيمن نور، مالك قناة الشرق الإخوانية مبادرة للمصالحة بين الدولة وجماعة الإخوان من خلال إجراء حوار لحل الأزمة، ولم تفلح هذه المرة، ثم أعاد الطرح مبادرة من جديد وقوبلت بالرفض الشديد.
ثم توالت هذه المبادرات بدعوة أخرى من عبد المنعم أبو الفتوح، رئيس حزب مصر القوية، والمحبوس حاليا على ذمة قضايا تتعلق بالعلاقة مع جماعة الإخوان، بدعوة مشبوهة، تمثلت فى تشكيل حكومة كفاءات انتقالية مستقلة، واقترح كما دعا فيها للإفراج عن المعزول محمد مرسى، وسجناء الإخوان، مع دخول الجماعة فى حوار مع الدولة.
لم ينته مسلسل هذه الدعوات، حيث أطلق أيضا محمد البرادعى، مساعد رئيس الجمهورية الاسبق، فى أكتوبر 2015، مبادرة للتصالح مع الجماعة الإرهابية، بالإفراج عن محمد مرسى، وسجناء الإخوان.
كما أطلق سعد الدين إبراهيم، مدير مركز ابن خلدون، مبادرة جديدة من خلال الحديث مع الإخوان خارجيا، للتصالح مع الدولة، وحينها أجرى عددا من الاتصالات مع قادة الإخوان والتقى بهم خارجيا، وقوبل بالهجوم الكبير من الشعب المصرى.
كما طرح أيضا الدكتور عمرو حمزاوى، أستاذ العلوم السياسية، مبادرة أطلقها فى 2016 بمشاركة مستشار الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما، وذلك للإفراج عن مسجونى الإخوان، وإلغاء قانون التظاهر، والسماح لكل القوى السياسية بالمشاركة فى حوار مع هذه الجماعة الإرهابية.
فى هذا الصدد سعى التنظيم الدولى للجماعة الإرهابية، إلى إطلاق مبادرته على لسان إبراهيم منير، القائم حاليا بأعمال المرشد العام للجماعة الإرهابية والهارب فى بريطانيا، من خلال الاشتراط على الدولة تقديم تنازلات للمصالحة، ويليها أيضا مبادرة خرجت من راشد الغنوشى، رئيس حركة النهضة التونسية وواحد من القيادات الإخوانية فى تونس من خلال الوساطة فيما أسماه حينها فى 2016 ، بالأزمة فى مصر.
لم تتوقف هذه المبادرات التى تحاول تجميل وجه الجماعة الإرهابية، من تاريخ كتبته هذه الجماعة من الدماء والقتل والحرق وتدمير البلاد، ورغم كل ذلك، ففى 2018 عرض كمال الهلباوى مبادرة ساذجة من ضمن المبادرات للمصالحة مع الجماعة الإرهابية والتى ظهر عبر قنوات الإخوان لعرضها، وانتقده العديد من السياسين والأحزاب ورجال القانون، ثم تلاها المبادرة التى أطلقها مؤخرا خلال أيام معصوم مرزوق ، احد قيادات التيار الديمقراطى ، والتى دعمتها قنوات الإخوان بشكل كبير وروجت لها عبر شاشاتها.
مبادرات تلو الأخرى لم تجد من يدعمها سوى قنوات الإرهاب ومواقعهم فى الخارج، والتى سعت جماعة الإخوان طوال هذه الفترة على الترويج فى الخارج أنهم يريدون التصالح، الإ أن الشعب المصرى قال كلمته لا تصالح مع هذه الجماعة ولن يقبل أى مصرى أن يضع يده مع يدى هذه الجماعة التى افتعلت العديد من الجرائم الإرهابية التى ارتكبتها ضد الشعب المصرى.