أثارت الطائرة الخاصة من طراز "بوينج 8-747" الفارهة، التى حصل عليها الديكتاتور التركى رجب طيب أردوغان، من نظير القطرة تميم بن حمد آل ثانى، والتى تصل قيمتها لحوالى نصف مليار دولار، غضب المعارضة التركية والقطرية على حد سواء.
وكشفت وسائل إعلام تركية، أن تميم قدم هذه الهدية لإظهار "حبه لأردوغان وثقته بتركيا"، بعدما أبدى الرئيس التركى اهتماما بالطائرة.
وذكرت النائبة بالبرلمان التركى، عن حزب الشعب الجمهورى المعارض غمزة تاشجى أر، أن أردوغان حصل على طائرة فارهة من قطر من أجل استخدامه الشخصى، قائلة: "إن هؤلاء السادة فى أنقرة، يشيدون القصور الصيفية والشتوية، والآن يشترون قصرًا طائرًا"، وذلك فى ظل الأزمة التى تعيشها تركيا اقتصاديا.
وخسرت الليرة التركية 43% من قيمتها مقابل الدولار الأمريكى هذا العام، ما أدى إلى ارتفاع تكاليف الغذاء والوقود والدواء والمواد الاساسية، وقفز التضخم إلى نحو 18% وهو أعلى مستوى له منذ 15 عامًا.
وأوضحت تاشجى أر، أن الحكومة التركية استلمت من قطر الطائرة التى عرضها أمير قطر تميم بن حمد آل ثان فى أغسطس الماضى، وقامت بضمها لأسطول رئاسة الجمهورية.
وكان تميم بن حمد قرر دعم الاقتصاد التركى بـ15 مليار دولار فى صورة استثمارات جديدة وودائع وضمانات، وأعلن عن ذلك خلال زيارته الأخيرة إلى أنقرة، حيث أدى القرار إلى توسيع مكاسب الليرة التركية مقابل الدولار الأمريكى بنسبة 6%.
والطائرة المزودة بـ76 مقعدًا و7 غرف نوم وقاعتين للاستقبال، كانت معروضة للبيع بسعر 400 مليون دولار تقريبا، قبل 3 سنوات فقط من شراء قطر لها فى عام 2015.
وكشفت النائبة بالبرلمان التركى، عن حزب الشعب الجمهورى المعارض، أن الطائرة تم استلامها بتاريخ 9 سبتمبر الجارى وقيمتها 400 مليون دولار أمريكى، مشيرة إلى أنها توصلت لمعلومات تفيد أن الطائرة المذكورة أقلعت من العاصمة السويسرية فى 11 سبتمبر الجارى، وهبطت فى مطار صبيحة بإسطنبول فى 12 سبتمبر الجارى.
ولفتت تشاجى، إلى أن الطائرة الفارهة تضم 7 غرف للنوم، وعدد 2 صالون خاص، وغرف للاجتماعات، ومستشفى صغير، وتسع لنحو 463 كرسيا فى حالتها العادية، إلا أنها تحولت إلى طائرة خاصة بسعة 76 شخصا فقط، مشيرة إلى أن سعر الطائرة بدون تجهيزاتها 400 مليون دولار أمريكى (ما يعادل 2 مليار و576 مليون ليرة تركية).
وأوضحت تاشجى أر، أن مسئولى الدولة وعلى رأسهم رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان يدعون المواطنين دائمًا للتقشف وتقليل النفقات فى ظل وجود أزمة اقتصادية، وارتفاع سعر الدولار أمام الليرة، وكذلك ارتفاع معدلات التضخم، مشيرة إلى أنهم أنفسهم لا يتخلون عن الرفاهية والإسراف.
فيما أعربت مصادر بالمعارضة القطرية، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن "تنظيم الحمدين" دأب على إهدار أموال شعبه من أجل شراء ولاء أنظمة دول لصالحه وحماية نظامه من الانهيار.
وأضافت المصادر، أن تميم بن حمد، يعتمد بشكل كلى على حليفه أردوغان، عقب الأزمة التي نشبت بعد مقاطعة "الرباعى العربى" للدوحة فى 5 يونيو 2017، بسبب دعم قطر للجماعات الإرهابية والمتطرفة في المنطقة وتدخلها السافر في شئون الدول العربية، لافتة إلى أن أبرز الأمثلة على هذه العلاقات إرسال أردوغان وحدات عسكرية مسلحة إلى العاصمة القطرية لحماية المؤسسات الحيوية في الإمارة وتأمين القصر الأميرى.
المعارضة التركية تهاجم الديكتاتور
بينما قال زعيم المعارضة التركية، رئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كليجدار أوغلو، إنه من المشين فى حق الشعب التركى أن يتلقى رئيسه رجب طيب أردوغان، هدية عبارة عن "طائرة مستعملة" من أمير قطر تميم بن حمد.
وشن كليجدار أوغلو، خلال كلمته، أمس الجمعة، فى اجتماع لمجلس حزب الشعب الجمهورى المعارض، نشرته صحيفة "زمان" التركية، هجوماً عنيفاً على أردوغان على خلفية تلقيه "الطائرة القصر" كهدية من أمير قطر.
وأضاف كليجدار أوغلو: "أردوغان اشترى طائرة خيالية يقولون إن أمير قطر أهداها له، لكن من حقنا أن نتساءل، لمن هذه الطائرة؟ وما ترتيبها بين طائراته؟".
واستطرد موجهًا حديثه لأردوغان: "لو كنت أنت من اشترى الطائرة فهذا عيب كبير، وإن أهديت لك فهو عيب أكبر أن يهديك أحد طائرة مستعملة، فلا يحق لأحد أن يلعب بشرف تركيا، ورئيسها لا يمكن أن يطوف العالم بطائرة هدية".
وأوضح أوغلو، أن الشعب التركى يتوق لإيجاد أجوبة على هذه التساؤلات من أردوغان، كون الأمر يمسه شرفه وسيادته بشكل مباشر.
والمثير فى "الهدية" أنها جاءت فى وقت تشهد فيه البلاد أزمة اقتصادية طاحنة، طالب أردوغان على إثرها الشعب بالتقشف بينما هو يعيش فى رفاهية منقطعة النظير.