أثار الرئيس الأمريكى ترامب الجدل كعادته منذ تولى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية بتصريحاته المثيرة للتعجب، وصرح مؤخرًا، خلال خطابه الأخير بالأمم المتحدة، بـ"أن أمريكا أصبح يحكمها الأمريكان بما يشير إلى انتهاء العولمة التى كانت ترى فى العالم كله قرية واحدة تهيمن عليها أمريكا، وهو ما أثار استغراب المثقفين.
القاص الكبير سعيد الكفراوى، عقب على ذلك قائلاً إنه حين تتأمل الآن خريطة العالم تجد أن هناك متغيرًا رهيبًا يحدث، متغيرًا يشهد عليه ما يجرى فى حقل الاقتصاد، العالم يمر بأزمة تشير إلى مجيء كارثة اقتصادية على العالم تطيح بالرأسمالية المتوحشة التى تدافع عن وجودها بكل الطرق بداءً من التعسف وتصميم العالم والابتزاز وترويج قيم المنفعة تحت شعار ترامب "إن لم تدفع فلن ندافع عنك".
وأوضح القاص الكبير سعيد الكفراوى، فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، أن الأزمة تبدو حقيقية فى فكر رئيس شعبوى يمارس البلطجة على العالم خوفًا من المستقبل الذى هو تقسيم العالم بالفعل.
وأضاف "الكفراوى": "الكوكب يعيش أزمات متعدد تنذر بالخطر، المناخ والبيئة وصراع الإثنيات وصعود الأيديولوجيات المتطرفة، سواء كانت إسلامية أو مسيحية أو يهودية، كل هذا ينذر بقيم العالم أو محاولة العودة إلى الدولة القومية، فالعولمة فى مواجهة ما يجرى على أرض الكوكب أصبحت من تفكير الماضى.
وعقب الدكتور شاكر عبد الحميد، وزير الثقافة الأسبق، قائلاً: إن ترامب لا يستطيع أن ينهى العولمة، وإذا أراد ذلك فهذا يعمل على انهيار أمريكا المعتمدة فى الأساس على العولمة.
وأوضح الدكتور شاكر عبد الحميد، أظن أن ترامب لا يقصد بهذه العبارات أن يقضى على العولمة، التى هى أساس الوجود الأمريكى، لكنه يريد أن يحد من دخول أصحاب الجنسيات الأخرى، واللاجئين، وزحف الصين حول الاقتصاد العالمى.
وأضاف وزير الثقافة الأسبق، أن المعروف عن ترامب بشخصيته المضطربة والمثيرة للجدل، فهو غير سوى، ومتقوقع حول ذاته، التى لا يرى سواها، لكنه فى النهاية لن يستطيع أن يقضى على العولمة مهما كان، لأنه بذلك سيقضى على الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال الدكتور حسين حمودة، أستاذ الأدب العربى جامعة القاهرة، إن العولمة ظاهرة تاريخية قديمة، قدم عصر التجارة العالمية فى القرن الـ16، والجديد فى العولمة المعاصرة هو سرعة وتيرتها، واختزالها بوسائط الاتصال الحديثة، وهيمنة قطب واحد هو الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى ذلك فهى حقيقة تاريخية قائمة لا يمكن إنكارها من قبل ترامب أو غيره.
وأوضح الدكتور حسين حمودة، أن ترامب يواصل سياسة الولايات المتحدة التى بدأت منذ أكثر من 10 سنوات، والتى تغذى الصراعات فى بلدان العالم، وتفصل بين البلدان، وتعمل على المزيد من السيطرة الأمريكية على العالم.
وأضاف الناقد حسين حمودة، تصريحات ترامب التى تنكر الحقائق ملموسة وليست جديدة، فهو أنكر من قبل وجود ظاهرة التغيير المناخى التى يسلم بها كل العلماء والمتخصصين.