ورغم الانتقادات التى طالت أردوغان على طاولة عشاء جمعته بالرئيس الألمانى الذى وجه له انتقادا لاذعا بسبب تدهور حقوق الإنسان، الأمر الذى دفع آلاف المواطنين الأتراك للرحيل عن بلادهم بسبب حكم أردوغان المتسلط، رغم كل ذلك التزم أردوغان الصمت وراح يتودد لألمانيا، من أجل انقاذه من أزمة اقتصادية خانقة والحصول على الدعم السياسى والاقتصادى من أقوى اقتصاد أوروبى.
وبحسب صحيفة زمان التركية قال الرئيس التركى خلال افتتاح الجامع المركزى فى ولاية كولونيا “نبدأ عهدًا جديدًا مع ألمانيا” وذلك بعد أن وصف هذ البلد العام الماضى بالفاشى النازى، وشارك أردوغان فى احتفال افتتاح الجامع المركزى فى ولاية كولونيا التابع للاتحاد الإسلامى التركى التابع لهيئة الشؤون الدينية التركية، على هامش زيارته الرسمية التى أجراها للعاصمة الألمانية برلين.
وقال أردوغان فى كلمته خلال الافتتاح: "حتى وإن كنّا قد وقعنا فى بعض اختلافات الرأى مع ألمانيا، إلا أننا سنقوم بتعزيز تعاوننا فى كافة المجالات. فقد تناولنا الموضوعات التى تهم البلدين خلال اللقاءات سواء مع الرئيس الألمانى شتاينمر أو المستشارة أنجيلا ميركل أرى أن اللقاءات التى أجريناها على مدار يومين ستعميق الصداقة الألمانية التركية".
وتشير تقارير إلى أن هدف أنقرة هو الحصول على الدعم السياسى والاقتصادى من ألمانيا، ولهذا السبب جائت زيارة وزير المالية التركى بيرات البيرق، صهر الرئيس أردوغان، برلين فى 21 سبتمبر الجارى، مع وزراء الشؤون الاقتصادية والطاقة، لخلق جو من الثقة والتحضير للزيارة الرئاسية المرتقبة واللقاء مع وزير المالية الألمانى أولاف شولتس ووزير الاقتصاد والطاقة بيتر التماير.
لكن لفظ ألمانيا لأردوغان لم يقف عند هذا الحد بل راح الرئيس الألمانى يواجه نظيره التركى بديكتاتورية حكمه على طاولة عشاء وذكره بتدهور وضع حقوق الإنسان واحتجاز مواطنين ألمان هناك، وقال إن آلاف المواطنين الأتراك اضطروا إلى الرحيل عن تركيا بسبب حكم أردوغان المتسلط.
وقال شتاينماير أمام أردوغان وزوجته وضيوف بارزين: "قبل 80 عاما وجد الألمان الحماية في تركيا. اليوم يفر عدد مثير للقلق من تركيا من القمع المتزايد ضد المجتمع المدني".وأضاف: "بصفتي رئيسا لهذا البلد، أشعر بالقلق إزاء احتجاز مواطنين ألمان لأسباب سياسية في تركيا، كما أننى أخشى على الصحفيين الأتراك والنقابيين والمحامين والمثقفين والسياسيين الذين ما زالوا رهن الاحتجاز".
وأعرب شتاينماير عن أمله في أن "تعود الحرية وسيادة القانون وحقوق الإنسان إلى تركيا"، بعد أكثر من عامين من محاولة الانقلاب ضد أردوغان.