دعم المليشيات
عملت تركيا على تدعيم وتسليح المليشيات والجماعات المسلحة المتطرفة فى سوريا بغرض القتال ضد الحكومة السورية وفى كل مرة يتقدم فيها الجيش السورى فى مدينة كان يتم منح مقاتلى الجماعات المسلحة خيار مغادرة المدينة بعائلاتهم إلى إدلب التى تحولت فى النهاية للمعقل الأخير للجماعات المسلحة مثل الجيش الحر المدعوم من تركيا وجبهة النصرة مع وأحرار الشام وغيرهم.
جبهة النصرة فى إدلب
والموقف المعلن من أمريكا وبريطانيا وألمانيا هو رفض العملية العسكرية السورية بحجة أنها قد تؤدى لمقتل مدنيين من العالقين بين الجماعات المسلحة والجيش السورى.. ولكن بالنسبة لتركيا فالاعتراض حتى لا تخسر حلفائها فى أخر معاقلهم الكبيرة والهرب من خسارة محتومة بينما لا يوجد حلفاء دوليين لتركيا.
علاقات سيئة مع روسيا وأمريكا
موقف تركيا المعزول عن باقى الأطراف ظهر جليا فى مؤتمر طهران الذى شارك فيه أردوغان مع الرئيس الإيرانى حسن روحانى والرئيس الروسى فلاديمير بوتين فبينما كان الحديث يدور بين بوتين وروحانى كان أردوغان فى جانب منفرد لا يفعل شيئا سوى تناول الفستق.
وكأن الجميع يتجاهل وجوده بسبب موقفه الذى يختلف مع الجالسين على الطاولة.
وحتى عندما اعترض أردوغان ووزير دفاعه خلوصى أكار على العملية العسكرية فى إدلب وقال إن أنقرة لا تريد كارثة إنسانية هناك كان فى نفس الوقت يرسل السلاح للمليشيات هناك.. وهو موقف صريح بأنه لا يهتم بالكارثة الإنسانية ولا مقتل المدنيين بل يرسل السلاح لأرض معركة سيقف فيها حلفائه ضد الجيش السورى وموسكو.. وبالطبع لن ينسى بوتين هذا الموقف.
من جهة أخرى فإن عبارات رفض العملية العسكرية فى إدلب لن تجد صدى فى الغرب بسبب العلاقات السيئة بين تركيا وأمريكا.. حيث فرضت أمريكا عقوبات على مسؤولين أتراك بسبب احتجاز القس الأمريكى.
وأيضا بسبب تعمده استهداف المليشيات الكردية أقرب حليف لأمريكا فى سوريا على حد وصف البنتاجون بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال".
القوات التركية المشاركة فى القتال ضد الأكراد
لا أحد يثق فى تركيا
العبارة قالها المحلل الأيرلندى مايكل جانسن فى مقال له بموقع أيريش تايمز، وتلخص موقف تركيا فى سوريا حاليا، حيث يرى جانسن وهو موجود فى دمشق إن تركيا ربما تملك قوة عسكرية حديثة وعضوية فى حلف الناتو لكن لا أحد يثق فيها.. وأن أردوغان هو السبب فى العزلة التركية حيث لا حلفاء له فى سوريا حاليا سوى جماعات ومليشيات مسلحة بينما أفسد علاقته بأمريكا وروسيا فى وقت واحد.
كذلك أفسد علاقته بالقوى الإقليمية مثل مصر والسعودية بدعمه لجماعة الإخوان الارهابية وترك الجماعة تؤسس فرعا لها فى بلاده.
جزء من القوات السورية والروسية فى مطار أبو الظهور بإدلب
ويقول الكاتب إن روسيا وإيران بذلتا الدم والمال فى سوريا ولن تتركا أردوغان يهدد مكاسبهما حتى لو نشب صراع معه، بل إن الشئ الوحيد الذى يمنع الخلاف من التحول لحرب صريحة مسلحة هو عضوية الناتو وحسب وحتى هذه لن تنقذ شركاء أردوغان.. مما يعنى بمجرد هزيمة الجماعات المسلحة لن يبقى هناك داعم لأردوغان فى سوريا وسيظل معزولا على المستوى الدولى.