المسؤول المجهول
مقال المسؤول المجهول
البداية كانت فى سبتمبر بمقال كتبه مسؤول فى إدارة ترامب رفض كتابة اسمه، وقال المسؤول فى الصحيفة إنه ضمن مجموعة "مقاومة" تعمل على السيطرة على قرارات الرئيس الأمريكى ومنعه من اتخاذ إجراءات أو قرارات تضر بمصلحة أمريكا، وأن المجموعة تقوض بعض بنود أجندة ترامب رغم أنها تريد فعلا للإدارة الأمريكية النجاح، ووصلت المجموعة السرية من المسؤولين حالة من الضجر لدرجة التفكير فى طريقة لعزل الرئيس الأمريكى.
حتى الأن لا أحد يعرف هوية المسؤول المجهول، وإن كان المسؤولين الكبار فى الإدارة الأمريكية سارعوا فى إنكار تورطهم فى كتابة المقال، بينما بعض مؤيدى الرئيس الأمريكى اتهموا الصحيفة ببساطة بفبركة المقال كله.. وحتى ترامب نفسه اتهم الصحيفة "بالخيانة والفشل".
عزل ترامب
قصة عزل ترامب
التقرير الثانى فى سبتمبر أيضا هذه المرة كان يتناول تقارير عن "رود روزنستاين" نائب المدعى العام والذى يعمل معاونا للمحقق الخاص روبرت مولر فى تحقيقات التدخل الروسى فى الانتخابات الأمريكية.. وجاء فى التقرير الخاص بصحيفة "نيويورك تايمز" أن روزنستاين اقترح تسجيل محادثات ترامب سرا تمهيدا لاستخدام المادة 25 من الدستور الأمريكى لعزله.
المصدر المجهول الذى صرح لنيويورك تايمز بهذه المعلومات قال للصحيفة إن اقتراح روزنستاين جاء فى مذكرة شاركه فيها أندرو مكابى الذى كان وقتها الرئيس المؤقت لمكتب التحقيقات الفيدرالى FBI والذى عرف بخلافاته مع ترامب.
لكن روزنستاين خرج بعدها فورا لينكر صحة التقرير ويقول "بناء على تعاملاتى الخاصة مع الرئيس الأمريكى، لا يوجد سبب لاستخدام المادة 25 من الدستور وعزله".. وقال إن قصة الصحيفة ليست سوى "قصة خاطئة بمعلومات مغلوطة ومصادر مجهولة متحيزة ضد وزارة العدل".
ترامب بالتأكيد كان المستفيد من القصة فمع هجومه المعتاد على الصحيفة إلا أنه أصبح لديه حجة ليقول إن هناك مسؤولين فى الحكومة متحيزون ضده وأن FBI متحيز ضده فى قضية التدخل الروسى وهى القضية التى يصفها ترامب بأنها بلا دليل ومجرد تلفيقات للتشكيك فى شرعية حكمه.
التهرب الضريبى
قصة التهرب الضريبى
القصة الثالثة كانت تهمة تهرب ضريبى، تقول فيها الصحيفة إن ترامب بنى ثروته المليارية عبر مساعدة والديه فى التهرب من الضرائب بحيث حصل منهما نحو 413 مليون دولار فى صفقات تجارية مشبوهة.. حتى لا يتم دفع ضرائب عليها.
وردت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة هوكابى ساندرز على الاتهامات بكونها مضللة وكاذبة وقالت "توفى والد الرئيس ترامب منذ حوالى 20 عاما، ومن المؤسف أن نشهد هذه الهجمات المضللة على عائلة ترامب من "نيويورك تايمز" الفاشلة.. قبل عقود، قامت دائرة الإيرادات الداخلية بمراجعة هذه الصفقات وأقرتها".
لماذا نيويورك تايمز؟
ترامب VS نيويورك تايمز
على أرض الواقع أغلب الصحف الكبرى فى أمريكا ضد ترامب، لكن واشنطن بوست ونيويورك تايكز قادتا الهجمات، التبرير الإعلامى لهجمات واشنطن بوست، كان وجود حرب شخصية بين ترامب ومالك الصحيفة "جيف بيزوس الذى يملك أيضا شركة "أمازون" والذى اتهمه ترامب باستخدام الشركة فى تدمير شركات أمريكية تقليدية مثل "خدمات البريد" ونقل التجارة للمجال الإلكترونى.
بينما "نيويورك تايمز" الأعلى مكانة ضمن وسائل الإعلام التقليدية وكانت فى السنوات الأخيرة اتخذت منحى ليبرالى بامتياز لدرجة التحيز الصريح لهيلارى كلينتون وقت الحملة الانتخابية 2015 -2016 وكان أخر استطلاع رأى نشرته الصحيفة قبل التصويت بيوم واحد يقول إن فرصة كلينتون فى الفوز تتخطى 98% لتخرج الصحيفة فى اليوم التالى لإعلان النتيجة وتقول إنها "تعتذر لقرائها عن خطأها وفشلها فى تغطية الانتخابات الأمريكية".. بهذه الصورة جعلت الصحيفة نفسها هدف سهل لترامب كلما أراد مهاجمة الإعلام بشكل عام، فالحجة الجاهزة هى أن الصحيفة نفسها أقرت بفشلها .. ولذا يطلق ترامب باستمرار وصف "الصحيفة الفاشلة" على نيويورك تايمز.
وبالنسبة لسياسة الصحيفة الليبرالية فإنها حتى قبل فوز ترامب بالرئاسة كانت تخسر العديد من قرائها فى جانب المحافظين، وحتى استطلاعات رأى "بي جى ميديا" و "مركز كلاريون ايدج" قالت إن تغطية الصحف حتى بعيدا عن السياسة الأمريكية قبل صعود ترامب كانت تتجه للتركيز على قضايا لا تهم المواطن العادى بل تهم الليبراليين والنشطاء والأثرياء وخريجى الجامعات مثل قضايا النشطاء الفيمنست وغيرها.. بمعنى أخر أصبحت صحف للنخبة فقط.
بالتالى كان ترامب يوجه خطابه للمواطنين الأمريكيين العاديين وأبناء الطبقة المتوسطة والفقيرة، مما جعل الصحف تعلق ساخرة على طريقة حديثه وتتهمه بالرجعية والعنصرية أحيانا.. وهذا جعل نيويورك تايمز فى مقدمة الصحف التى تخسر قطاعا كبيرا من القراء بعدما أصبح ترامب مادة يومية فى الأخبار باعتباره رئيس أمريكا وبخطاب لا تعاده الصحيفة.
ولا ننسى أن "نيويورك تايمز" فى سعيها للحفاظ على القراء دخلت فى منافسة مع صحف أخرى فى الهجوم على ترامب، خاصة المنافس الأقوى "واشنطن بوست" والتى كانت فى صدارة المهاجمين لدرجة أن أحد أشهر محرريها "جلين كسلر" صنع مؤشر تفاعلى يقيس مدى صدق أو كذب كل تصريح وكل معلومة ينطق بها ترامب.. أى أنها تشن هجوم مستمر على الرئيس الأمريكى بالتالى فإن نيويورك تايمز تحاول المجاراة.