كان حازم صلاح أبو إسماعيل إلى جواره فى هذا المشهد، لكن بعد عام ونصف، صار حازم فى السجن، وذهب عمر إلى فضاء التنظيمات التكفيرية خارج مصر، قبل أن يتكشف دوره فى تنظيم المرابطين كمفتى شرعى إلى جوار هشام عشماوى الذى ألقى القبض عليه مؤخرا.
ليس هو الحالة الوحيدة التى انطلقت من جانب حازم أبو إسماعيل أو ما عرف بـ"حازمون" إلى عالم الجماعات الإرهابية فى مصر والدول المجاورة، فقد كشفت تفاصيل كثير من قضايا الإرهاب المتداولة فى المحاكمة، وأيضا إصدارات "داعش" أن عناصر "حازمون" شكلوا قواما هاما لكثير من التنظيمات الإرهابية فى الفترة من 2013 وحتى الآن.
مجموعة من العناصر الأخرى أشارت لها تحريات أجهزة الأمن فى قضايا مثل حصار محكمة مدينة نصر، وصدرت ضدهم أحكام بالادانة بالسجن لمدد وصلت إلى 10 سنوات، حيث أثبتت التحريات أنهم أعضاء بحركتى أحرار وحازمون، والتحقوا بتنظيم داعش فى دولة سوريا، وبايعوا أميره أبى بكر البغدادى، وأنهم يقودون العديد من العمليات الإرهابية تحت لواء التنظيم ضد جيش بشار الأسد، فضلا عن التحاقهم بدورات حرب المدن والعصابات.
من ناحيته قال على بكر، الخبير فى شئون الجماعات الإسلامية، إن مجموعات حازمون مثلون نواة لظهور تشكيلات متطرفة، وأعادوا إحياء مفاهيم كانت أوشكت على الموت بعد تجربة الجهاد والجماعة الإسلامية.
وأشار بكر، إلى أن هذه المجموعات كانت إعدادها كبيرة وأتسمت بالسيولة الشديدة، لذلك كانوا نواة للتنظيمات الإرهابية فيما بعد، مثل تنظيم أجناد مصر الذى كانت معظم عناصره من "حازمون"، مشيرا إلى أن هذه المجموعات سعت لتوجيه الكتلة السلفية من الحالة السائلة لحالة العنف.
وأوضح الخبير فى شئون الجماعات الإسلامية، أن الكتلة التى التحقت بحازمون كانت لها سمات أهمها أنها كانت تبحث طوال الوقت عن الخطاب الأكثر عنفا وتطرفا، وهذا مافعله حازم صلاح أبو إسماعيل الذى كان همه هو تحويل الصراع من سياسى إلى دينى.
ومن ناحيته قال هشام النجار، الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية، إن مجموعات حازمون تميزت بأنها كتلة من الشباب الذين لديهم حماسة شديدة، وتجربتها لم تشهد الجدل أو الخلافات التى حدثت فى الجماعات الأخرى ، وتمكن حازم أبو إسماعيل من حشدهم وراءه أثناء ترشحه للانتخابات الرئاسية، وبعد فشل مشروعه جندهم عمر رفاعى سرور وشقيقه إلى ساحات الجماعات الإرهابية فى سوريا وليبيا.