وقالت صحيفة "هاآرتس"، إن رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، هدد بتوجيه ضربات مؤلمة ضد القطاع، قائلا: "إن حركة حماس لم تفهم الرسالة على ما يبدو، إذا لم توقف الهجمات ضدنا، فسوف يتم إيقافها بطريقة مختلفة وستكون مؤلمة للغاية، نحن على مقربة كبيرة جدا من العمل بطريقة أخرى، تشمل ضربات ضخمة جدا، إذا كان لديها عقل، فان حماس ستوقف النار والاضطرابات العنيفة الآن"، - على حد قوله -.
وخلال الأسابيع الأخيرة، يتظاهر الآلاف من الفلسطينيين يومياً قرب السياج الحدودى فى قطاع غزة، ويزداد عددهم يوم الجمعة إلى عشرات الآلاف، وإلى جانب الاتصالات بين إسرائيل وحماس، تصاعد العنف على حدود قطاع غزة فى الآونة الأخيرة، وقتل يوم الجمعة الماضى 7 فلسطينيين بنيران قوات الجيش الإسرائيلي.
فيما أشار وزير الدفاع الإسرائيلى المتشدد أفيجادور ليبرمان، إلى التوتر مع حماس فى أستوديو صحيفة "يديعوت أحرونوت" قائلا: "قبل أن نذهب إلى الحرب، يجب علينا استنفاد جميع الخيارات الأخرى، أعتقد أننا، وخاصة فى الأشهر الأخيرة، بذلنا كل جهد، قلبنا كل حجر، ومرحلة ليس لدينا خيار أصبحت من خلفنا".
وتوعد ليبرمان، هو الآخر بتوجيه ضربات قاسية ضد قطاع غزة، معلنا وقف إمداد القطاع بالوقود، وأضاف خلال حديثه للصحيفة العبرية: "عن حماس حولت العنف على السياج الحدودى إلى سلاح استراتيجى تأمل بأن تقضى بواسطته على صمودنا وردعنا، وهذا الوضع مستحيل، لقد وصلنا إلى اللحظة التى يجب علينا فيها توجيه أشد ضربة ممكنة لحماس، وأعتقد أن هذا الأمر سيصل إلى المجلس الوزارى المصغر، وسيكون عليه أن يقرر".
واجتمع المجلس الوزارى المصغر للشئون السياسية والأمنية "الكابنيت" يوم السبت الماضى، لعرض موقفه من أن مواجهة واسعة فى غزة، حيث رأى أن المواجهة غير ضرورية، وذلك بعكس موقف نتنياهو وليبرمان اللذان يسعيان نحو التصعيد العسكرى ضد القطاع.
ومع ذلك، فى ضوء التصاعد فى قطاع غزة، تستعد القيادة الجنوبية بجيش الاحتلال للرد بشكل أكثر حدة على المظاهرات قرب السياج فى أيام الجمعة، وقد يقوم الجيش بتوسيع المنطقة العازلة التى يُحظر على المتظاهرين الدخول إليها، لمنع الفلسطينيين من عبور السياج، كما حدث فى نهاية الأسبوع الماضي.
وقال مسؤول كبير فى الجهاز الأمنى، إنه فى ضوء الوضع فى قطاع غزة، سيكون من الصعب على الجيش الإسرائيلى القيام بعمليات قتالية فى قطاع غزة دون تعرض إسرائيل لانتقادات دولية ولتجنب مواجهة عسكرية حتى نهاية عام 2019، الموعد المحدد للانتهاء من بناء العائق الحدودى الذى سيحبط الأنفاق الهجومية المتسللة إلى إسرائيل.
ووفقا للمسؤول الإسرائيلى، فإن الوضع الإنسانى فى غزة على وشك الانهيار، وقال إنه أثناء القتال فى قطاع غزة، يتأكد الجيش من أن السكان المدنيين لديهم ما يكفى من الضروريات الأساسية، وأن السلطات لديها القدرة على علاج الجرحى. وفى غياب شبكة الأمان هذه، ستؤدى جولة من القتال فى غزة إلى إلحاق ضرر شديد بالسكان، وهو ما سيحد من نطاق عمل الجيش الإسرائيلى فى ضوء الانتقادات الدولية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن تقييم نظام الاستخبارات الإسرائيلي، هو أن السكان المدنيين فى غزة محبطون فى ضوء عدم تحقيق حماس لإنجازات فى المظاهرات وبسبب سلوك المنظمة فى ظل الوضع الإنسانى الصعب.
وتقدر الاستخبارات الإسرائيلية، بأن حماس تدرك موقفها الإشكالي، وبالتالى من الضرورى تحقيق الهدوء فى الميدان من خلال استنفاد عملية التسوية. فى الوقت نفسه، يدرك الجيش الإسرائيلى أن الجمهور الإسرائيلى يضغط على المستوى السياسى للعمل، وستقوم المؤسسة الأمنية بإجراء تقييم آخر للوضع قبل مظاهرات يوم الجمعة المقبل.
ودعم الجهاز الأمنى وقف نقل الوقود الممول من قبل قطر، فى أعقاب حادث اختراق الجدار يوم الجمعة، لكن مصادر فى الجهاز انتقدت تصريحات ليبرمان، والذى اشترط استمرار نقل الوقود بالهدوء الأمنى الكامل.
ووفقاً للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية، فإن الوقود ضرورى للحفاظ على الظروف المعيشية الأساسية فى قطاع غزة وليس هناك خيار سوى تجديده، فى الأيام القادمة، يتوقع من الأطراف التوصل إلى حل وسط بشأن هذه المسألة، من خلال الوسطاء، الأمر الذى سيمكن الأطراف من التوصل إلى تفاهمات، دون أن يتسبب فى إظهار الطرفين كمن تراجعا.
وفى السياق ذاته، ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" نقلا عن مصدر شارك فى الاجتماع، أن رئيس الوزراء الإسرائيلى عبر عن نفسه بطريقة لا رجعة فيها" وأضاف المصدر: "ستعانى إسرائيل من الاستفزازات التى تقوم بها حماس خلال هذا الأسبوع، لكن الاختبار الكبير سيكون يوم الجمعة، بعد أن تجاوزت صفاقة حركة حماس، خاصة بعد إدخال الوقود، كل الحدود".
ووفقا للمصدر فإن "هذه هى حرب معروفة سلفًا ولن تكون مختلفة عما رأيناه فى الجرف الصامد أو فى الجولات السابقة، ففى غزة سيبقى بعدها مليونى شخص جائع، ولكن فى ظل الظروف التى نشأت، إذا لم تكبح حماس جماحها، فلن يكون هناك أى خيار".
فيما نقلت "هاآرتس" عن المتحدث باسم حماس عبد اللطيف القنوع، قوله، إن التهديدات التى وجهها مسؤولون إسرائيليون كبار فى الأيام الأخيرة "قديمة ومكررة ولا تترك أى انطباع ولا تخيف أحدا." مضيفا بأن هذه "تعكس الأزمة داخل الكيان الصهيونى بسبب الضغط وتكثيف مسيرات العودة".