أرض الفيروز خالية من الإرهاب بشهادة أهلها

"استطعت أن أصل من مدينتى الشيخ زويد حتى العريش لإنهاء معاملة أوراق حكومية فى خلال نصف ساعة"، بهذه العبارة استهل محمد حمدان، الشاب السيناوى، حديثه عن الاستقرار الذى شهدته مناطق كانت تشهد أحداثا ساخنة وتوترات طوال الفترة الماضية.

وأضاف محمد حمدان، الذى يعمل موظفا حكوميا، ويسكن مدينة الشيخ زويد بشمال سيناء، أنهم كانوا خلال فترات سابقة يقطعون الطريق الذى لا تزيد مسافته عن 35 كيلو مترا فى وقت زمنى يتراوح مابين ساعتين وأحيان يطول لـ 4 ساعات، نظرا لضرورات أمنية من تفتيش وانتظار على الأكمنة والحواجز، وندرة سير سيارات تنقل المسافرين بين المدينتين.

وأرجع الشاب السيناوى ذلك لحالة الاستقرار التى تشهدها مناطقهم، معتبرا أن تشديدات الإجراءات الأمنية وإغلاق الطرق يصاحب التوترات الأمنية ووجود عناصر ارهابية يجرى ملاحقتها، وما نراه يؤكد أن المنطقة تم تطهيرها.

وما ذكره ابن مدينة الشيخ زويد بشمال سيناء، أكد عليه اللواء عبدالفضيل شوشة محافظ شمال سيناء، من وسط مدينة الشيخ زويد بعد أن وصلها متخفيا ليطمئن على أوضاع ساكنيها فى مجال التعليم والصحة، وعايش على الطبيعة معاناة المعلمين فى أداء رسالتهم، وتنقل يرافقه رئيس المدينة بين مدارسها وزار مستشفى المدينة المركزى، وعاد للعريش مرورا بالطريق الدولى.

وقال محافظ شمال سيناء، أنه رغم كل الصعاب الحياة ستعود لطبيعتها وسننتصر على الإرهاب الذى لا يجد مكانًا إلا الجحور، مضيفا قائلا: "الإصرار على الحياة هى أكبر تحدى للإرهاب".

وقال فايز أبو حرب، أحد رموز مدينة الشيخ زويد بشمال سيناء، أن زيارة المحافظ لمدينة الشيخ زويد التى تعد الأولى من نوعها طمأنتهم واعتبروها رسالة قوية من الدولة أن الأوضاع فى طريقها للعودة سريعا لطبيعتها.

وأضاف أن أهل مدينة الشيخ زويد عانوا كثيرا ولا يزالون يعانون، وكل أملهم أن تتواصل المساعى أن لا تعود عجلة الزمن للوراء.

وبدوره اعتبر الشيخ عرفات خضر، أحد الرموز من قرى جنوب الشيخ زويد، إنهم وهم يرون مبشرات الاطمئنان بعد صمودهم الطويل ينتظرون أن يتواصل ليصل لقرى جنوب الشيخ زويد، لافتا أنهم رغم كل المعاناة يقاومون الموت من خلال التغلب على المعاناة، حضور الطلبة للمدارس، وتضافر الجهود بين الأهالى، ويثمنون كل ما يقدم لهم من مساعدة على أن لا تنطفئ شعلة الحياة على ارضهم من كافة جهات الاختصاص.

وفى مدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء، وقال الأهالى أن كثير من مظاهر معاناتهم جراء الحرب على الإرهاب اختفت، وتوفر الوقود فى المحطات التى كانت مغلقة، وهذا أثر بشكل واضح على حركة السيارات فى الشوارع، كما توقف إغلاق الطريق الدولى العريش القنطرة خلال ساعات النهار، وتسير حركة المرور عليه بشكل طبيعى طوال اليوم، وانتظم العمل فى موقف سيارات الأجرة بين العريش ومدن المحافظة الأخرى، وبين العريش ومحافظات القاهرة والإسماعيلية.

وبدوره تفقد اللواء عبد الفضيل شوشة محافظ شمال سيناء سير العمل فى مدارس وسط العريش، وحرص خلال استقباله وفد اعلامى فى فناء مدرسة على تأكيده على طمأنته الأهالى أن مدينة العريش آمنة ولا خوف عليها.

كما استقبلت جامعة سيناء الخاصة، طلابها الدارسين فى فرع الجامعة بالعريش، وقال الدكتور أسامة راتب نائب رئيس الجامعة فرع العريش أنها استقبلت فى فرعها بمدينة العريش هذا الأسبوع الطلاب الجدد للعام الجامعى 2018/2019، بحضور الدكتور حاتم البلك رئيس الجامعة والعمداء والوكلاء وأعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة، وتم عقد عدة ندوات تثقيفية للتعرف على رسالة الجامعة والكلية وقواعد النظام الأكاديمى والجودة التعليمية والثقافة المجتمعية والتحديات الراهنة وأهمية دور الأنشطة الطلابية فى بناء الشخصية المتكاملة للطلاب.

وبعودة الدراسة فى جامعة سيناء التى تستقبل طلبة من شمال سيناء ومحافظات مصرية ودول عربية، انتعشت الحركة مجددا فى مناطق غرب العريش حيث موقع الجامعة، بالتزامن مع سير الدراسة بشكلها الطبيعى فى كليات جامعة العريش والمعاهد العليا الخاصة والحكومية فى مدينة العريش.

وواصلت مختلف الجهات الحكومية فى شمال سيناء عملها لتقديم خدماتها للمواطنين، وشهدت مستشفى العريش العام اجراءات إدارية وتنظيمية جديدة استهدفت تحسين الخدمات داخلها.

وقال الدكتور محمود طلحة وكيل وزارة الصحة بشمال سيناء، أن الإجراءات تضمنت تنظيم الاستقبال والطوارئ، بالمستشفى وتعيين مدير للطوارئ، وتحقيق أقصى استفادة من بروتوكول التعاون مع الجامعات الخاصة بتوفير متخصصين فى مستشفى العريش العام، ويجرى العمل على نقل وحدة الغسيل الكلوى من الدور الرابع فى مكان مناسب، موضحا أن الوحدة حاليا تعمل بكفاءة عالية وجارى تحسين خدمات بقية الأجهزة، و‏تحسين عمل العيادات الخارجية من حيث الاستقبال والتذاكر وصرف الأدوية.

وأشار وكيل وزارة الصحة بشمال سيناء فى تصريحات صحفية، إلى أن الدولة وفرت خدمات صحية متكاملة ولا يوجد أى نقص فى الأدوية وقال أنه اتخذ إجراءات عاجلة لإعادة هيكلة المنظومة الصحية بنظام إدارى لسهولة الحساب والمكافآت، وتحسين الخدمة المقدمة.

من جانبه قال المهندس مصطفى عايش رئيس فرع جهاز تعمير سيناء بالعريش، أنه جارى إنشاء 13 تجمعا تنمويا بشمال سيناء تتضمن المنازل والمزارع والصوب الزراعية ومركز التدريب على مساحة 450 فدانا فى وسط سيناء وبئر العبد فى مناطق: الرواق، صدر الحيطان، الهرابة، المليز، أبو المراحيل، المتمثنى، الكونتلا 2، الكونتلا 3، الكونتلا 4، الكونتلا 5، النسيلة، وأم الخرز بإجمالى تكلفة إنشاء بلغ 56 مليون و235 ألف جنيه، وتكلفة الصيانة بها 37 مليون جنيه بإجمالى أكثر من 93 مليون جنيه، وتم زراعة مساحات متنوعة من الخضراوات مثل الطماطم والفلفل والخيار والكوسة والفاصوليا وغيرها من الخضراوات، إضافة إلى الفاكهة مثل الرمان والتين وأشجار الزيتون والنخيل، إلى جانب الاهتمام بتربية الأغنام والماعز لإنتاج اللحوم والأصواف، وكذا إقامة المزارع السمكية لإنتاج الأسماك بكميات كبيرة لزيادة الدخل وإتاحة فرص التدريب والعمل لأبناء سيناء ومن المخطط فى المستقبل إضافة مشروعات مزارع الدواجن ومعاصر وتعبئة وتغليف الزيتون وزراعة أشجار النبق ليتغذى عليها النحل البرى لإنتاج عسل السدر الجبلى.

وأعلنت محافظة شمال سيناء قائمة المشروعات المنتهية والجارى العمل فيها بقرية الروضة بشمال سيناء وهى:إجمالى عدد منازل قرية الروضة وتوابعها المقرر إنشائها أو رفع كفاءتها يبلغ 767 منزلا، من بينها رفع كفاءة عدد 100 منزل عن طريق مؤسسة مصر الخير، 78 منزلا عن طريق مؤسسة الأورمان، 25 منزلا عن طريق الأزهر الشريف، 270 منزلا عن طريق الأوقاف والباقى عن طريق جهاز تعمير سيناء ووزارة الإسكان من إنشاءات جديدة أو رفع كفاءة، وتم تخصيص مبلغ 81 مليون جنيه من جهاز التعمير، بجانب 16 مليون و400 ألف جنيه من وزارة الأوقاف، و2 مليون جنيه من الأزهر الشريف، لرفع كفاءة منازل القرية وتوابعها بالكامل.

كما تم تخصيص مبلغ 35 مليون جنيه لإنشاء مشروعات فى قطاع الصرف الصحى بالقرية من بينها إنشاء محطة رئيسية ومحطة فرعية ومحطة معالجة من قبل الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحى، ويجرى إحلال وتجديد شبكة المياه بالقرية بطول 14 كيلو متر بنسبة تنفيذ 75%، وتغيير الخطوط الهوائية للكهرباء داخل القرية بكابلات أرضية.

وتمت موافقة وزارة الكهرباء على تركيب 60 عداد كهرباء لأسر الشهداء والمصابين من أهالى القرية بالمجان، كما تم تخصيص مبلغ 7.5 مليون جنيه من الإدارة المركزية للمنشآت الرياضية بوزارة الشباب والرياضة لإنشاء مركز شباب متطور بقرية الروضة.

وتم الانتهاء من إنشاء مزرعة سمكية بطاقة 10 أطنان بزمام القرية بتكلفة بلغت 380 ألف جنيه من هيئة الثروة السمكية، وتم تعيين 20 شابا من أهل القرية للعمل بها، وصرف معاشات استثنائية لعدد 303 أسر شهداء من شهداء قرية الروضة البالغ عددهم 308 شهداء، حيث تبقى 5 حالات يجرى استكمال الأوراق الثبوتية اللازمة لعمليات الصرف، وصرف الأزهر إعانات شهرية لأسر شهداء الروضة، وتخصيص مبلغ 2 مليون جنيه من بيت الزكاة لرفع كفاءة منازل القرية وتخصيص مبلغ 40 ألف جنيه لاستخراج الأوراق الثبوتية بالقرية، واستخراج أوراق ثبوتية بالمجان للمواطنين من أهالى القرية من بينها 600 بطاقة رقم قومى تجديد وإصدار لأول مرة، واستخراج 77 وثيقة تصادق على الزواج و200 ساقط قيد لأهالى القرية بتكلفة بلغت 40 ألف جنيه من الأزهر الشريف، وتوفير فرص تسويقية للمنتجات اليدوية لسيدات القرية بالتعاون مع البنك الأهلى المصرى، يجرى إنشاء مصنع ملح على مساحة 5 أفدنة بالقرية ومشروع إنتاج حيوانى على مساحة 20 ألف متر مربع بالقرية.