ويصاحب وفود المناطق المختلفة، مجموعة من الشباب والصبية الذين يحملون مساهمات أهالى المنطقة فى المواد الغذائية من الخبز " المجردق" وهو خبز محمص يستخدم فى عمل الفته مع اللحم، ويحملون الأوانى المستخدمة فى الطهى وأدوات الطعام.
ويبرز فى استقبال الوفود وضيوف الواحة، الشيخ عبد الرحمن الدميرى شيخ الطريقة المدنية الشاذلية، ومشايخ وعواقل سيوة، وتتضمن الاحتفالات تنظيم حلقات ذكر نهاراً وحضرات ذكر ليلا على ضوء القمر.
وأصبح لهذا الطقس التراثى، محبيه من المصريين والسياح الأجانب، الذين يتوافدون على سيوة خلال هذه الفترة، لمعايشة الأجواء الفطرية ذات الخصوصية والبعد الروحاني.
ويحرص عدد من القيادات التنفيذية والشعبية بمحافظة مطروح، كل عام، على مشاركة أهالى سيوة والسياح من جنسيات مختلفة ممن يتوافدون على الواحة، خلال هذه الفترة، لمعايشة طقوس الاحتفالات الفريدة والخاصة بسيوة.
ويشارك الأهالى وخاصة الشباب والأطفال فى تجهيز ساحة جبل الدكرور وأماكن الإقامة، ونحر الذبائح، وإعداد الطعام فى العراء باستخدام الكوانين والحطب، وهم يردون الأذكار والتواشيح الدينية، باللغتين العربية والأمازيغية، فى حين يتجمع كبار السن فى حلقات للذكر ومدح الرسول الكريم.
ويسبق ليلة الاحتفالات، نحر الذبائح التى يتبرع بها الأهالى من خلال مشاركتهم فى ثمنها، كما يتبرع الميسورون والأثرياء بالعجول لذبحها فى الولائم المقدمة للأهالى وضيوف الواحة.
وتمتد كوانين الطبخ باستخدام الحطب والأعشاب، أسفل سفح جبل الدكرور، ويقوم على الطهى مجموعة كبيرة من الطباخين، يشرف عليهم رئيس الطباخين، ولا يتدخل فى عمله أحد، حيث ينفذ الجميع تعليماته وتنفذ المهام التى يوزعها عليهم، ويكون هو المسئول عن جودة وكفاية الطعام لألاف المشاركين.
وأكد عبد العزيز زكريا أحد أبناء سيوة، أن الواحة تنفرد بهذا الطقس السنوى، وهو بمثابة مؤتمر عام للسلام والمصالحة بين أهل الواحة، ويعقد فى الليالى القمرية أواخر شهر أكتوبر أو أول شهر نوفمبر من كل عام، عقب موسم حصاد البلح والزيتون، الذى تشتهر بهما الواحة ومصدر الدخل الرئيسى للأهالى، لذلك يطلق عليه أيضا عيد الحصاد، كما يسمى بعيد المصالحة، فمع بداية الأيام الثلاثة للاحتفال يترك جميع رجال سيوة منازلهم وأعمالهم للصعود إلى جبل الدكرور، والإقامة فى البيوت القديمة أو داخل الخيام طوال الاحتفال وتصفى الخلافات ويتصالح المتخاصمون بعد إنهاء الخلافات سواء كانت كبيرة أو صغيرة بين أهل الواحة.
وأشار " زكريا" إلى أن بداية هذا الحدث تعود لأكثر من 160عاما، عقب إنهاء المعارك والحروب بين قبائل سيوة الغربيين من ذوى الأصول العربية، الذين كانوا يسكنون السهل وقبائل سيوه الشرقيين ذوى الأصول الأمازيغية الذين كانوا يسكنون جبل الدكرور، بسبب اختلاف الأصول بينهم، رغم أن جميعهم يتحدثون باللغة الأمازيغية والعربية، وبسبب النزاع على الأراضى وغيرها، وازدادت الخلافات مع نزول الشرقيين من جبل الدكرور والعيش فى السهل، وتمت المصالحة بينهم على يد الشيخ محمد حسن المدنى الظافر مؤسس الطريقة المدنية الشاذلية فى سيوة، الذى تمكن من المصالحة بين أهل سيوة الشرقيين والغربيين، ووضع نظاما لتجديد المصالحة سنويا، حيث يجتمع رجال وشباب سيوة، دون تمييز أو فوارق بهدف السياحة فى حب الله وذكره، ومن هنا جاء مسمى عيد السياحة.