بينما بينما تدّعى تركيا كذبا عدم رغبتها فى البقاء بالأراضى السورية التى قامت باحتلالها مؤخرا، إلا أنها بدأت سريعا فى تنفيذ خطتها الاستعمارية والاستيطانية بإدخال مؤسساتها الخدمية وموظفيها لمُدن الشمال السورى التى سيطرت عليها قوات موالية لها فى إطار عمليتى "درع الفرات" و "غصن الزيتون".
وسائل إعلام تركية معارضة لنظام الديكتاتور التركى رجب طيب أردوغان، كشفت عن وجه استعمارى قديم مُتجدّد يشمل كذلك الاستيلاء على منازل السوريين وتغيير أسماء بعض الشوارع بأخرى تركية وفرض التعامل بالليرة التركية.
وقدمت مؤسسة البريد والبرق التركية "PTT" خدماتها فى المناطق السورية، للموظفين الأتراك والمواطنين السوريين معًا فى المنطقة، حيث تلبى المؤسسة احتياجات الصرافة والخدمات اللوجستية والشحن، وتقدم رواتب المدرسين والموظفين العاملين فى وقف "المعارف" التركى بالمنطقة، والجنود الأتراك، فضلا عن رواتب الشرطة المحلية.
وتُعتبر بوابة التعليم هى الخطة الأخطر فى عملية "التتريك" الجديدة نظرا لفرض اللغة والتاريخ التركيين على الطلبة السوريين بكل ما يحمله ذلك من عملية تزوير للعديد من الحقائق والوقائع التاريخية والثقافية والعلمية على حدّ سواء من وجهة نظر تركية عثمانية بحتة، حيث تواصل تركيا توزيع الكتب المدرسية على 360 ألف تلميذ داخل المناطق التى سيطرت عليها فى إطار عمليتى "درع الفرات" و"غصن الزيتون" شمال سوريا.
وعلى الرغم من الانزعاج الواضح لدى العديد من أوساط المُعارضة السورية بما فى ذلك الجيش السورى الحر، إلا أنّه لم يتجرأ أحد منهم لليوم على الوقوف ضدّ محاولات أنقرة المُستمرة لتتريك المُجتمع السوري، بعد دخولها إليه من بوابة تقديم المُساعدة والدعم.
ووفقا لوكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية، فإنّه، وقبل حوالى شهر، جرى نقل 3 ملايين و600 ألفًا من الكتب التى طبعتها وزارة التربية التركية إلى مناطق الشمال السورى على أن يتم توزيعها على المدارس هناك.
ويُشرف مُدرسّون أتراك على تنسيق أعمال توزيع الكتب على المدارس فى مدن عفرين وجرابلس والباب وأعزاز وجوبان بي وأخترين ومارع.
ويتم توزيع كتب قواعد اللغة العربية واللغة الإنجليزية والعلوم والرياضيات والفيزياء والكيمياء على 360 ألف تلميذ فى المراحل الإبتدائية والإعدادية والثانوية.
وقال مدير التربية فى أعزاز، محمد نادر حوراني، لوسائل إعلام تركية، إنه تم البدء بتوزيع الكتب على المدارس اعتبارًا من الصف الأول وحتى الصف الثانى عشر.
وأكّد حورانى أن القسم الأكبر من الكتب وصل إلى مدارس المنطقة، معربًا عن شكره للشعب التركى ووزارة التربية التركية حيال تلبيتها هذه الاحتياجات.
من جهة أخرى، اعتبرت وكالة الأناضول أنّ الترك ينتشرون بشكل ملموس فى كلّ من سوريا ولبنان والعراق من خلال "التركمان" الذين يحملون جنسيات تلك الدول، إلا أنّ تركيا قامت بتحريضهم واستغلالهم فى سوريا لحمل السلاح واحتلال عدّة مناطق.
الجدير بالذكر أن 6 دول، تستخدم اللغة التركية أو لهجاتها لغةً رسمية لها، هى تركيا وأذربيجان، وتركمانستان، وأوزبكستان، وقرغيزيا، وكازاخستان، بجانب جمهورية شمال قبرص التركية (الغير معترف باستقلالها عن قبرص) وتمتلك تلك الدول لغة وتاريخًا وحضارة مشتركة.
وإلى جانب الجمهوريات التركية السبع؛ ينتشر التُرك كقومية رئيسية ضمن جمهوريات فيدرالية داخل الاتحاد الروسى "توفا، باشقوردستان، ياقوتيا، تتارستان، ألطاي"، وإقليم تركستان الشرقية فى الصين، وكأقليات فى القرم "التتار"، ودول البلقان "أتراك البلقان"، وسوريا ولبنان والعراق "التركمان".