كتب تامر إسماعيل
فى الوقت الذى ينشغل فيه الجميع بما يدور داخل البرلمان المصرى من خلافات وجدل حول لائحته الداخلية وقوانينه وتشريعاته وائتلافاته السياسية، ومحاولات بعض الأحزاب لفرض وجودها، ورغم تخيل الكثيرين أن جبهة التيار الديمقراطى التى تمثل شريكًا أساسيًا فى ثورتى يناير ويونيو، قد خسرت وجودها فى الحياة السياسية، خاصة فى ظل غياب ممثلين لها فى البرلمان، ظهرت فى الأفق بوادر لعودة قوية لحمدين صباحى ورجاله، من خلال كيان سياسى جديد يسعى لتكوينه، يضم القوى والأحزاب والشخصيات الأعضاء معه فى التيار الديمقراطى، إضافة إلى أحزاب وشخصيات أخرى مدعوة للانضمام للكيان الجديد الذى يسعى صباحى لتشكيله.
طارق نجيدة: انتهينا من وثيقة الاتحاد ولن نعلنها إلا بعد موافقة الأعضاء
وفى هذا السياق كشف المحامى طارق نجيدة القيادى بالتيار الديمقراطى، أن الكيان السياسى الجديد الذى يسعى لتشكيله قيادات التيار الديمقراطى، سيكون أشبه بكونفدرالية حزبية، إلا أن الاسم لم ينل استحسان البعض لأنه ليس عربيًا، فاقترح البعض أن يتم تسمية الكيان "الاتحاد الديمقراطى"، موضحًا أن الاسم لم يتم التأكيد عليه حتى الآن.
وأكد نجيدة فى تصريحات لـ"برلمانى" أن الأحزاب والكيانات، التى ستنضم للائتلاف ستظل محافظة على هيئاتها الداخلية، ولوائحها التنظيمية، وميزانياتها المالية، وهى صورة جديدة للتحالفات السياسية الحزبية، مشيرًا إلى أن المجلس الرئاسى للاتحاد الديمقراطى انتهى من صياغة الوثيقة السياسية التى تجمع أعضاءه، كما اقترب من صياغة صورة هيكله التنظيمى، إلا أنه رفض الإفصاح عن ذلك، مؤكدًا أن تلك الأوراق ليست نهائية، وينتظر الموافقة عليها من كل الأعضاء.
الهيكل التنظيمى وقيادات الاتحاد
وعلم "برلمانى" من مصادر داخل المجلس الرئاسى للاتحاد أن الهيكل التنظيمى له سيتم تشكيله من قيادات وأمانات الاتحاد فى المحافظات، التى ستجتمع وتنتخب مستوى إداريا جديدا يمثل الاتحاد، وان الهياكل التنظيمية للأحزاب ستظل كما هى مع زيادة مستوى تنظيمى جديد يمثل الاتحاد.
كما سيضم الاتحاد تشكيل تنظيمى فى المحافظات بين الأحزاب والشخصيات الأعضاء فيه لتكوين مستويات مركزية، كأمانات الإعلام والشباب والمرأة والتنظيم، وأكدت المصادر أن تلك التشكيلات لن تلغى الأحزاب أو تنظيماتها أو مصادر تمويلها، بل ستكون داعما لها.
أعضاء الاتحاد ومجلسه الرئاسى وأبرز شخصياته
أما عضوية الاتحاد وأبرز قياداته، فقالت المصادر إن هناك خطا مفتوحا مع كل القوى المحسوبة على ثورة 25 يناير، سواء كانت أحزابا أو شخصيات عامة، مثل الحزب المصرى الديمقراطى، وهناك سعى لتوسيع القاعدة الحزبية، وأكدت المصادر أن حمدين صباحى لن يكون رئيسا للاتحاد، لأن الاتحاد لن يكون له رئيس، بل سيكون له مجلس رئاسى يديره، ويتخذ القرارات ويلتزم به كل الأعضاء، وأن الإعلان رسميا عن تشكيل الاتحاد يتوقع أن يكون فى مارس المقبل، إلا أن هذا الميعاد أو غيره لم يتم حسمه أو التأكيد عليه حتى الآن.
الأهداف السياسية والاجتماعية للاتحاد
وعلم "برلمانى" أن ملامح الوثيقة وأهم الأهداف السياسية والاجتماعية للتحالف، هو أن الاتحاد يتبنى تحقيق كل أهداف ومبادئ ثورة 25 يناير، سياسيا واجتماعيا، ورفع شعار "عيش، حرية، عدالة اجتماعية"، كما يحمل مطالب الدفاع عن استقلالية القضاء، والفصل بين السلطات، وتحويل كل مبادئ وشعارات حقوق الإنسان إلى واقع، والدفاع عن حرية الإعلام والتعبير، وحرية إنشاء وتكوين الأحزاب، وحرية التظاهر والتعبير السلمى عن الرأى.
نواب فى البرلمان وأجندة تشريعية
وأضافت المصادر أن الاتحاد أعد أجندة تشريعية كاملة تمثل رؤيته وطريقة تحقيق أهدافه ومبادئه، وأنه يسعى لطرحها على البرلمان من خلال عدد من النواب ينتظر موافقتهم على الانضمام للاتحاد ليكونوا ممثلين له تحت القبة، وهم حوالى 8 أعضاء، من بينهم 4 نواب منتمين للحزب المصرى الديمقراطى، وهم خالد عبد العزيز شعبان، وإيهاب منصور، ونور عبد الرزاق، وعبد الرحمن جمال، إضافة إلى بعض الشخصيات التى تعبر عن ثورة 25 يناير تحت القبة أو تيار اليسار، والتى يفتح لها التيار الباب للانضمام للاتحاد، وهم النائب كمال أحمد، والنائب أبو العز الحريرى، والنائب خالد يوسف، والنائبة نشوى الديب عضو الحزب العربى الديمقراطى الناصرى، وأضافت المصادر أن من أبرز ملامح الأجندة التشريعية هو برنامج لتفعيل الدستور، وقوانين اقتصادية تعبر عن طموح ومصالح الفقراء.