حصر المشرع صور التوقيع التقليدي في الإمضاء أو الختم أو البصمة، أما التوقيع لم يضع له القانون شكل معين لذا ذهب الفقه والقضاء الى أنه كل تأشير بأي علامة خطية مكتوبة ولو بالأحرف الأولى تساعد على تحديد شخص صاحبها دون لبس وتعبر عن إرادته في قبول التصرف ولا يشترط فيه ألا أن يكون مطابقا وأن يكون دائما مستمرا بمداد لا يزول وألا يكون عبارة عن خطوط مستقيمة او متعرجة لا تفصح عن شيء .
والتوقيع الالكترونى هو بيان في شكل الكترونى يتصل ببيانات الكترونية أخرى ويستخدم كوسيلة لتحديد الشخص وبيان هويته، ولم يشترط فيه القانون شكل معين إذ قد يكون حروف أو أرقام أو رموز أو صوت أو نظام معالجة الكترونى مرتبط برسالة الكترونية أو إشارات أو غيرها من إجراءات التقنية ولم يشترط القانون سوى أن يكون الموقع هو الشخص الحائز على بيانات التوقيع سواء عن نفسه أو عن من ينيبه أو من يمثله قانونا، ولكن يبقى السؤال.. ماهية وطبيعة وأشكال وتطبيقات التوقيع الإلكتروني؟
بعض أشكال التوقيع الالكترونى:
وللإجابة على هذا السؤال يقول الخبير القانوني والمحامى بالنقض المتخصص في قضايا الضرائب جمال الجنزورى، لم يحصر القانون أشكال التوقيع الالكترونى، ولكن وضع بعض الضوابط التكنولوجية والقانونية حتى يكون لهذا التوقيع حجية في الاثبات وتأخذ صور التوقيع الإلكترونى المتعارف عليها أحد الأشكال والتي تتدرج في حجية الإثبات كالتالى:
الشكل الأول: التوقيع الالكترونى بخط اليد:
وبحسب "الجنزورى" في تصريح لـ"برلماني": ويكون بأخذ صورة من التوقيع بخط اليد عن طريق الماسح الضوئى وحفظ هذا التوقيع في سجل الحاسبات والهواتف، أو نقل التوقيع اليدوى عبر شرائط ممغنطة ثم يتم نقل هذا التوقيع الى السند الالكترونى المراد التوقيع عليه وهذه الصورة لا تكون لها الحجية في الإثبات عند الإنكار، وذلك نظرا لسهولة الحصول على تلك الصورة وصعوبة تقديم الأصل لمناظرته والتعرف على حقيقتة.
الشكل الثانى: التوقيع البيومترى
ووفقا لـ"الجنزورى": ويكون باستعمال القياسات الرقمية للخصائص البشرية لتمييز شخص عن شخص ويرتكز على تقسيمات الوجه وملامحة ونبرات الصوت والبصمات وشبكة العين، وذلك بأخذ أحد هذه الصور والاحتفاظ بها بذاكرة الحاسب، وهذه الطريقة لا تتوافر فيها درجات الأمان التي تعطى الحجية القانونية نظرا لامكان نسخها وتقليدها، وفك تشفيرها عن طريق بعض التطبيقات والبرامج المستخدمة من جانب قراصنة الانترنت.
الشكل الثالث: التوقيع بالقلم الالكترونى:
ويحدث بتوافر لوحة وقلم حساس الكترونيين بحيث يتم التوقيع بالقلم على اللوحة مع وجود برنامج يلتقط التوقيع الرقمى ويقوم بتخزينة وتشفيرة، ويتم التأكد من صحتة عن طريق برنامج يقوم بالتأكيد على مطابقة التوقيع مع التوقيع المخزن، وتفتقد هذه الطريقة الى عدم وجود تقنية يمكن من خلالها ربط التوقيع بالرسالة وإمكانية احتفاظ المرسل اليه بنسخة من التوقيع واستخدامها – الكلام لـ"الجنزورى".
الشكل الرابع: التوقيع عن طريق البطاقات الممغتطة الذكية المرتبط بالرقم السرى الخاص:
والرقم السرى الخاص هو رقم التعريف السرى الخاص بالعميل صاحب البطاقة، وتعد هذه الوسيلة أحد الأشكال التي تتمتع بقدر كبير من الأمان والحجية على الرغم من أن الرقم السرى الخاص لا يدل بذاته على هوية العمل .
الشكل الخامس: التوقيع الرقمى:
بيان يتصل بمجموعة بيانات أخرى وصياغة منظومة في صورة مشفرة (كود) ويسمح للمرسل الية إثبات مصدرها والاستيثاق من سلامة مضمونها وتأمينها ضد التعديل والتحريف من خلال استخدام مفتاح لفك الشفرة ويعد هذا الشكل أكثر الاشكال أمان واستخداما .
تطبيقات التوقيع الالكترونى:
يعد من أهم صور تطبيقات التوقيع الالكترونى واستخداماته: البطاقات البنكية (بطاقات دفع- بطاقات اعتماد أوخصم شهرى- بطاقات أئتمان) النقود والشيكات الالكترونية، محفظة النقود الالكترونية، البطاقات الذكية، المحررات والعقود والمستخرجات الالكترونية، موافقة التسجيل في المواقع والتطبيقات الالكترونية.