كتب محمد رضا
يأبى
مجلس النواب، رغم عمره القصير الذى وصل بالكاد إلى 74 يومًا، أن تمر الساعات المتعاقبة عليه دون أزمات أو اضطرابات فى صفوفه، سواء كانت خلافات بين هيئاته البرلمانية وتكتلاته أو
استقالات النواب وانسحابات من الائتلافات أو الأحزاب البعض والخصومات بين البعض الآخر، وبالحسابات الدقيقة لآلية عمل البرلمان منذ أول دور انعقاده يوم 10 يناير، التى تؤكد أن البرلمان عقد 39 جلسة خلال 21 يومًا من أصل 74 يومًا، بينما بلغت إجازته 53 يومًا، التى تصل إلى 57 يومًا إجازة وصولًا إلى يوم 27 مارس، المقرر فيه عودة انعقاد الجلسات مرة أخرى.
ورغم عمر مجلس النواب القصير، إلا أنه شهد الكثير من الأزمات سواء خلال التصديق على القرارات بقوانين الصادرة عن المستشار عدلى منصور رئيس الجمهورية السابق، والرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية الحالى، وخلال انتخابات هيئة المجلس على مقاعد رئيس البرلمان والوكيلين، أيضًا خلال مناقشة اللائحة الداخلية للمجلس وإقرارها مبدئيًا، وهى الخلافات المتوقع أن تمتد لتطول انتخابات اللجان النوعية المقرر إجراؤها عقب إقرار اللائحة الداخلية للمجلس بشكل نهائى، ولعل أبرز مشاهد الأزمات داخل المجلس تمثلت فى الاستقالات أو إسقاط العضوية والحرمان من حضور الجلسات، وهى الحالة التى تبدو من المتابعة الدقيقة أصبحت طقس شهرى يشهده المجلس.
كمال أحمد أول المستقيلين فى المجلس وتراجع عن قراره
وفى هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أن أزمات النواب بدأت بقرار مفاجئ من النائب المخضرم كمال أحمد، عضو مجلس النواب عن محافظة الإسكندرية، شهر يناير الماضى، بتقدمه باستقالته لأسباب صحية، إلا أنه سرعان ما عدل عن قراره بعد جلسات مع بعض النواب لإقناعه بالعدول عن قراره، وتلا تلك الحالة استقالة مقدمة من المستشار سرى صيام، النائب المعين، شهر فبراير الماضى، الذى تمسك بها رغم المحاولات المضنية من عدد كبير من النواب لإقناعه بالعدول عن استقالته والبقاء لإثراء العمل النيابى والتشريعى داخل المجلس، وباستقالة "سرى صيام" أصبح عدد أعضاء المجلس بعد استقالته 595 نائبًا بدلًا من 596 نائبًا.
إسقاط عضوية "توفيق عكاشة" مطلع شهر مارس الجارى
لم يتوقف مسلسل نزيف المجلس وفقدانه أعضائه المنتخبين أو المعينين عند هذا الحد، ففى نهاية شهر فبراير الماضى، أثيرت أزمة لقاء النائب السابق توفيق عكاشة، بالسفير الإسرائيلى بالقاهرة، وهو ما أثار غضب وحفيظة الشارع المصرى، وعدد كبير من نواب البرلمان، الذين وضعوا كلمة النهاية فى هذه الأزمة، مطلع شهر مارس الجارى، بالتصويت على إسقاط عضوية "توفيق عكاشة" والموافقة بأغلبية الأعضاء بواقع 465 نائبًا.
ويبدو أن تلك الأزمة أبت هى الأخرى أن تمضى دون ترك أثار لها، حيث كانت سببًا فى حرمان النائب كمال أحمد، من حضور جلسات دور انعقاد كامل، وهى العقوبة التى تم التصويت عليها من قبل أعضاء المجلس، على أثر اعتدائه على النائب السابق توفيق عكاشة، وضربه بـ"الجزمة"، كرد فعل منه للتعبير عن غضبه واعتراضه على لقاء "عكاشة"، والسفير الإسرائيلى بالقاهرة.
عمرو الأشقر آخر النواب المستقيلين من المجلس حتى الآن
ويأتى فى نهاية تلك السلسلة الطويلة من الاستقالات والحرمان من الجلسات، النائب عمرو الأشقر، عضو مجلس النواب المستقل عن دائرة 15 مايو والتبين، بمحافظة القاهرة، وهو نائب شاب فاز بمقعد دائرته بعد حصوله على 15 ألف 348 صوتًا، الذى قرر أيضًا بشكل مفاجئ تقديم استقالته من عضوية مجلس النواب، اعتراضًا على سوء تجاوب المسؤولين التنفيذيين لطلباته لتوفير الخدمات لأهالى دائرته، وقد أوضح أسباب استقالته فى تصريحات خاصة لـ"برلمانى"، قال فيها: "سأتقدم باستقالتى مع انعقاد أول جلسة للبرلمان، لأننى لا أستطيع خدمة أهالى دائرتى بسبب سوء تواصل واستجابة المسؤولين التنفيذيين، الناس بتدعى عليا عشان مش قادر أخدمهم، وأنا مش حمل الناس تدعى عليا".