الجمعة، 22 نوفمبر 2024 10:46 م

بأمر النواب.. حرمان المواطن من متابعة الجلسات مستمر.. وعدم إذاعة بيان الحكومة رغم وعود "عبد العال" إعادة البث عقب إقرار القوانين.. المجلس يتخلف عن نظرائه فى العالم بحجة "هيبة البرلمان"

لماذا يخاف البرلمان من إذاعة جلساته؟

لماذا يخاف البرلمان من إذاعة جلساته؟ لماذا يخاف البرلمان من إذاعة جلساته؟
السبت، 26 مارس 2016 10:00 ص
تحليل محمد رضا
مجلس النواب، هو السلطة التشريعية المنتخبة من الشعب والتى تعمل من أجل تحقيق مصلحة الشعب، هذا هو التعريف الدارج البسيط للبرلمان، الأمر الذى يفرض عليه ضرورة العلنية والشفافية فيما يخص كافة أعماله لارتباط تلك الأعمال والقرارات بالمواطن بشكل مباشر، ولعل أبسط حقوق الناخب التى كفلها الدستور فى هذا الإطار هو إذاعة الجلسات العامة للمجلس، للإطلاع على كواليس ما يدور فى أروقة وقاعات البرلمان خلال مناقشة القوانين والتشريعات التى تمس المواطن بالدرجة الأولى، بما يحقق الرقابة المجتمعية لأداء النواب.

على-عبد-العال-(4)

ورغم أن علنية الجلسات هو حق أصيل لكل مواطن، إلا أن أكبر أزمات مجلس النواب الذى عقد 39 جلسة خلال 21 يومًا من أصل 76 يومًا هو عمر البرلمان منذ أولى جلسات أول دور انعقاده يوم 10 يناير، تمثلت فى إذاعة جلساته العامة على الهواء مباشرة، بعد ما شهدته الجلسة الأولى من خلافات وصدامات كبيرة بين النواب، إضافة إلى قيام بعض النواب بتصرفات غير لائقة رصدتها وسائل الإعلام ووضعتهم فى حرج كبير.

وفى اليوم الأول لانعقاد مجلس النواب، قرر أعضاء البرلمان الممثلون لجموع الشعب بموافقة أغلبية الحضور، حرمان المصريين من الإطلاع على ما يناقشه النواب من قوانين، أو التعرف على كيفية مناقشة والتصويت على مواد اللائحة الداخلية المنظمة لعمل المجلس، والاكتفاء بإذاعة بعض اللقطات من داخل الجلسات أو اللقاءات المسجلة مع النواب، خوفًا من النقد الذى يوجه لتصرفات أعضاء المجلس حال خروجها عن الأعراف البرلمانية المتعارف عليها، وذلك بحجة أن ينال هذا من سمعة وقيمة المجلس.

مجلس-النواب

وعلى عكس ما وعد به الدكتور على عبد العال، بعودة البث المباشر للجلسات العامة للبرلمان عبر شاشة التليفزيون عقب الانتهاء من إقرار القرارات بقوانين الصادرة فى غير دور انعقاد المجلس، فلم يُعلن حتى الآن عن عودة بث الجلسات، وقد اكتفى المجلس باستثناء إذاعة الجلسة العشرين المنعقدة يوم 13 فبراير الماضى، وهى الجلسة التى ألقى فيها الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، بيانه أمام المجلس، ليكون بذلك مجموع الجلسات المذاعة مباشرة هى جلستان فقط، هى الجلسة الإجرائية الأولى التى شهدت انتخابات هيئة المكتب، والجلسة العشرين الخاصة ببيان رئيس الجمهورية.

والمفاجئ هنا أنه رغم مطالب عديدة لبعض النواب بضرورة عودة إذاعة الجلسات، إلا أن المجلس يُصر على عدم إعادة البث، الأمر الذى تمت ترجمته فى إعلان الأمانة العامة للمجلس عن عدم إذاعة الجلسة الأربعين المقرر انعقادها يوم الأحد المقبل، لإلقاء المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، بيان الحكومة أمام البرلمان، وهنا يُثار عدد من الأسئلة مجددًا حول الأمر هى: لماذا يخاف المجلس من إذاعة جلساته العامة على الهواء مباشرة؟، ولماذا لا يكون البديل عن وقف البث ضبط النواب أنفسهم لأدائهم وتصرفاتهم والابتعاد عن أكل المسليات داخل الجلسات مثل "اللب والسودانى؟"، ولماذا لا يكف النواب عن التصويت الإلكترونى الجماعى خلال المداولة العامة للقرارات والقوانين؟، ولماذ لا يكون النواب على قدر المسؤولية التى حملها لهم الشعب وأن يتحمل كل نائب عواقب تصرفاته؟، ومتى يتراجع البرلمان عن خوفه من إذاعة الجلسات؟.

وهنا يتوجب علينا أن ندعو البرلمان المصرى ألا يتخلف عن خطى جميع برلمانات العالم التى تحرص على إذاعة جلساتها على الهواء مباشرة رغم ما قد يتخللها من صدامات وأحيانًا اشتباكات بالأيدى بين النواب، وذلك حفاظًا على حق المواطن فى معرفة ما يدور داخل قاعات المجلس لمناقشة القرارات والتشريعات، دون أن يكون هناك ذريعة أو حجة بأن إذاعة الجلسات تنال من هيبة وسمعة المجلس، بل أن بعض البرلمانات ومنها البرلمان الأوروبى يذيع جلساته العامة "أون لاين" عبر موقعه الرسمى.

لماذا يخاف البرلمان من إذاعة جلساته؟ (2)


الأكثر قراءة



print