كتب مصطفى عنبر - أحمد جمعة
يبدأ العاهل السعودى الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود زيارته الرسمية التاريخية للقاهرة الخميس المقبل، حيث ستشهد الزيارة التوقيع على العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم حول مجالات التعاون المختلفة، التى تم الاتفاق عليها خلال الاجتماعات المتتالية التى شهدتها القاهرة والرياض فى إطار المجلس التنسيقى "المصرى – السعودى".
زيارة العاهل السعودى لمصر كما قال وزير الخارجية سامح شكرى، تأتى فى وقت مهم، لتكريس أهمية العلاقة وإزالة كل مواضع الشك، وتقر بأن هناك اهتمامًا متبادلا من الملك بشخصه ورمزية قيادته للملكة، حيث تؤكد ارتباط البلدين قيادة وحكومة وشعبا بعلاقات ود وصداقة متوارثة عبر التاريخ، وتعيد التأكيد على التعاون الوثيق بين القاهرة والرياض، والذى أزداد قوة بعد ثورة 30 يونيو التى أظهرت المكانة التى تحتفظ بها مصر لدى السعوديين. وكانت المملكة فى وجه كل الحملات الخارجية التى حاولت استهداف مصر بعد هذه الثورة التى أزاحت الإخوان عن حكم مصر، وهى السياسة التى استمر عليها الملك سلمان المرتبط تاريخيًا بمصر.
ومن يتابع تحركات المملكة بعد مبايعة الملك سلمان ملكاً للسعودية فى الثالث والعشرين من يناير 2015 أثر وفاة الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، سيجد أن السعودية أثبتت على يديه للعالم عمق الاستقرار السياسى وحجم التماسك بين قيادتها وشعبها، وأصبحت نموذجاً تاريخياً للوحدة الوطنية النادرة.
سلمان يبرهن منذ توليه مقاليد الحكم أن الوطن والمواطن عينان فى رأس واحدة
وقد تجاوزت المملكة مرحلة مهمة من تاريخها بثقة وعزم وسلاسة، وبرهن الملك سلمان بن عبد العزيز منذ توليه مقاليد الحكم، أن الوطن والمواطن عينان فى رأس واحدة، لا قيمة لأى منهما بمعزل عن الآخر، ولم يتردد لتفعيل هذه التوأمة فى دعوة مختلف شرائح المجتمع السعودى إلى لقاءات أسبوعية وشهرية، يستمع من خلالها إلى الآراء والأفكار والملاحظات التى تسهم فى خلق تنمية حديثة وشاملة، يعود نفعها على الوطن والمواطن.
ومنذ مبايعة خادم الحرمين الشريفين، شهد عام 2015 تحركاتٍ دبلوماسية كثيفة للمملكة، فقد أخذ الملك سلمان على عاتقه إبراز دور المملكة فى مجابهة التحديات التى تواجه المنطقة العربية بحكمة وحزم، فأعلن "عاصفة الحزم" وتبعها بـ"إعادة الأمل" فى اليمن، وأضحت الرياض فى عامه الأول فى الحكم قبلة للاتصالات الدبلوماسية العربية والأجنبية.
سلمان اتخذ قرارات حاسمة حفظت للوطن والمواطن هيبته وكرامته
كما أستمر الملك سلمان فى اتخاذ القرارات الحاسمة التى تحفظ للوطن والمواطن هيبته وكرامته، فمع قرب انتهاء العام الأول لحكمه، صدر قرار المملكة بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، بعد الاعتداءات الآثـمة التى تعرضت لها بعثتها الدبلوماسية بمدينتى "طهران" و"مشهد"، والتى حدثت على مرأى ومسمع السلطات الإيرانية، متعهداً بالاستمرار فى الدفاع عن أمن وسلامة أراضى الوطن والمواطنين فى الداخل والخارج. وتميّزت مسيرة الملك سلمان السياسية والإدارية بتحقيق النجاحات الباهرة منذ توليه إمارة الرياض ثم ولياً للعهد، ووزيراً للدفاع، ويصفه المقرّبون منه بأنه رجل الدولة المحنك الحاضر دائماً فى صياغة قراراتها، وصناعة مواقفها وتكييف علاقاتها الخارجية وفق ما تقتضيه مصلحة الوطن، وربما كان أقرب وصف له أنه دولة فى رجل، وتاريخه القيادى والسياسى يشهد بمهارته فى فن القيادة، وإتقانه المعادلات السياسية، وجمعه بين الحزم واللين مع قدرة فائقة فى التعامل مع المواطنين فى مجلسه المفتوح للعامة.
مسيرة العاهل السعودى تتميز بعطاء كبير فى مجالات العمل الخيرى والإنسانى
كما تتميز مسيرة العاهل السعودى بعطاء كبير فى مجالات العمل الخيرى والاجتماعى والإنسانى داخل المملكة وخارجها، منحته عن جدارة واستحقاق لقب "أمير الإنسانية"، كما أمتدت عطاءات خادم الحرمين الشريفين فى كافة ميادين العمل الاجتماعى والإنسانى لعقودٍ عديدة، وذلك من خلال رئاسته للعديد من المؤسسات الخيرية والاجتماعية والتى تقدم خدماتها لفئات كثيرة من أبناء المجتمع، بالإضافة إلى دعمه المستمر لمؤسسات العمل الاجتماعى والخيرى فى مجالات العلوم والبحث العلمي، وتشجيعه العمل التطوعى فى هذه النوعية من المجالات التى تصب بدورها فى التنمية المستدامة، وامتدت عطاءات الملك سلمان فى مجالات العمل الاجتماعى والإنسانى بالخير إلى خارج حدود المملكة حيث قام بتأسيس "مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية" لإغاثة المجتمعات التى تعانى من الكوارث ورفع معاناتها.
ومن واقع ما رصدته المراكز البحثية السعودية والدولية أيضاً، فحينما تولى الملك سلمان منصب وزير الدفاع، فى نوفمبر 2011 شهدت وزارة الدفاع فى عهده تطويراً شاملاً لجميع قطاعاتها البرية والجوية والبحرية والدفاع الجوى، وقد وصل أداء القوات المسلحة السعودية إلى مستوى راقٍ، حيث شهدت تطوراً كبيراً فى إعداد العسكريين ورفع كفاءتهم وتزويدهم بأرقى المنظومات العسكرية المتطورة.
وقضى خادم الحرمين الشريفين أكثر من عامين ونصف ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء أثر تعيينه فى 18 يونيو 2012، وبقى حينها فى منصبه وزيراً للدفاع، حيث أثبت خلال مسيرته الدبلوماسية حنكة متميزة وأداءً مشرفاً، كان بمثابة السلم الذى اعتلى عليه ووصل من خلاله إلى مختلف المناصب القيادية.
بكرى: الزيارة تخرس المتآمرين وتؤكد متانة وعمق العلاقة بين البلدين
ومن جانبه علق النائب مصطفى بكرى عضو مجلس النواب على الزيارة، وتوقيتها، مؤكدا أنها تأتى فى وقت حساس ومقصود، ليبعث برسالة للعالم كله، ولكل من يمارس ضغوطا على المملكة ليتثنيها عن دعمها لمصر، أن المملكة ستظل داعمة للموقف المصرىـ وأنها تدرك أن نهضة وأمن العرب من نهضة وأمن مصر، وأضاف بكرى فى تصريحات لـ"برلمانى" أن هناك رسالة سياسية للرئيس الأمريكى باراك أوباما، الذى سيزرو السعودية قريبا، ورسالة اقتصادية لدعم الاقتصاد المصرى، وإظهار ثقة الملكة فى قدرة مصر على التعافى ومواصلة النمو، ورسالة للأشقاء العرب لزيارة مصر ودعم سياحتها، موضحا أن الملك سلمان سيقضى 3 أيام فى زيارات خاصة غير رسمية، وهو ما يظهر حبه وتقديره لمصر وثقته فى أمنها، ودعمه لسياحتها.