أثار الارتفاع الجنونى فى أسعار اللحوم والدواجن - مع حلول شهر رمضان المبارك- والذى بلغ نسبة 40% فى بعض المنتجات، سخط المواطنين فقرروا رفع راية العصيان، وإشهار سلاح المقاطعة فى وجه التجار، وكان أسمى أهداف تلك الدعوات هو ضبط الأسعار مجددًا، فرفعوا شعارات "كن إيجابى" و"ساعد بلدك" و"كن ضد جشع التجار"، وتحدث عدد من النواب عن تلك الدعوات، البعض منهم أعرب عن تأييده لها والبعض الآخر رفضها واعتبرها غير مجدية.
سعيد شبايك:أدعو المواطنين لمقاطعة اللحوم والدواجن.. وأنا أول المقاطعين
ومن ناحيته أعرب النائب البرلمانى سعيد شبايك، عن تأييده لدعوات مقاطعة اللحوم والدواجن، مؤكدًا أنه سيكون أول المقاطعين، وراجيًا أن تنجح تلك الحملات فى مواجهة الزيادة الرهيبة، التى شهدتها أسعار اللحوم والدواجن، والتى تخطت الـ40%.
وأضاف "شبايك" فى تصريحات لـ"برلمانى" قائلًا: الدولة تسعى جاهدة من جانبها لاحتواء ارتفاع الأسعار الجنونى، من خلال استيراد اللحوم الأفريقية، وتبذل قصارى جهدها فى توفير كافة السلع بأسعار مناسبة من خلال الجمعيات الاستهلاكية، ومعارض أهلًا رمضان، والخدمات الوطنية بالقوات المسلحة، إلا أن عدد السكان ازداد زيادة رهيبة مما يثقل كاهل الدولة.
وأكد "شبايك"، أن السبب الرئيسى وراء ارتفاع أسعار الدواجن، هو جشع التجار، وارتفاع أسعار الدولار، الذى جعل التجار يتخذون من ذلك ذريعة لرفع أسعار المنتجات، على الرغم من عدم علاقة منتجاتهم بارتفاع أسعار الدولار.
أحمد إسماعيل: "الفقراء كده كده مقاطعين غصب عنهم..والأغنياء مش هيقاطعوا"
واعتبر أحمد إسماعيل، عضو مجلس النواب: المقاطعة ليست حلًا، بل قد تؤدى إلى رد فعل، وانخفاض طفيف فى الأسعار إلا أنها لن تحل الأزمة، وذلك لأن عدد المقاطعين لن يكون جديرًا بتحقيق المردود الذى يهدف إليه الداعين للمقاطعة متابعًا "الفقراء كده كده مقاطعين غصب عنهم..والأغنياء مش هيقاطعوا".
وأضاف "إسماعيل": "الطبقات الغنية لن تقاطع بطبيعة الحال منتجات اللحوم خاصة أننا على مشارف شهر رمضان الكريم، وهناك مواطنون يقاطعون اللحوم والدواجن غصب عنهم، نتيجة لارتفاع الأسعار وهم لا يمثلون قوة شرائية، والحل فى زيادة الثروة الحيوانية وتقليل سعر الأعلاف، وإعادة تشغيل الشركات التى توقفت، كشركة السلام لإنتاج الدواجن، والتى تعد واحدة من أكبر الشركات فى الشرق الأوسط فى إنتاج الدواجن، مؤكدًا على مخاطبته لمجلس الوزراء المصرى، وتقدمه بطلب من أجل تنفيذ قرار إعادة تشغيله، فضلًا عن استيراد اللحوم من الدول الإفريقية وفى مقدمتها السودان، التى تتميز بانخفاض أسعارها.
وأشاد "إسماعيل" بمبادرات "أهلًا رمضان" والجمعيات الاستهلاكية والخدمة الوطنية للجيش، ومحاولاتهم توفير السلع للمواطنين بأسعار مناسبة، حتى أسعار السلع الترفيهية كالمكسرات وياميش رمضان.
"لو التاجر خفض سعر اللحوم هيخسر.. وإحنا ما نرضاش كده"
وقال على عبد الونيس، عضو مجلس النواب، إن دعوات مقاطعة اللحوم والدواجن التى روج لها بعض المواطنين، خطوة جيدة، لمواجهة أزمة الضمير، التى يعانى منها بعض التجار، خاصة إذا نجحت تلك الحملة فى ضبط أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء، وأنا أؤيدها كل التأييد.
وأضاف "عبد الونيس": "يجب أن نحدد أسباب ارتفاع أسعار الدواجن واللحوم، لأن الأزمة إذا لم تكن أزمة تجار، فقطعًا الحملة لن تنجح، لأنه حتى ولو خفض التاجر سعر اللحوم سيؤدى إلى خسارته، وهذا ما لا نرضاه، ولكن على كافة الأحوال نحن مع ترشيد الاستهلاك، ونقلل من إنفاقنا على المنتجات التى تمثل عبئًا على المواطنين، ويكون عندنا القدرة على الاستغناء عنها فى أى وقت.
وأشاد "عبد الونيس" بدور الدولة لضبط الأسعار، من خلال استيراد اللحوم وتوفيرها فى المجمعات الاستهلاكية، فضلًا عن توفير الجيش للحوم بأسعار رخيصة، ولكن الأزمة تكمن فى أن المواطنين يبحثون عن اللحوم البلدى، وذلك بسبب إشاعة مفادها أن اللحوم المستوردة بها مشكلات.
ومن جانبه قال النائب أمين مسعود، عضو مجلس النواب، إن ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء، يرجع إلى العديد من الأسباب الاقتصادية، من بينها انخفاض موارد الدولة، وارتفاع سعر الدولار، وعبر عن رفضه لدعوات مقاطعة اللحوم، مؤكدًا أنها لن تعالج أزمة ارتفاع الأسعار، بل ستؤدى إلى مشكلة أخرى لبعض المواطنين الذين يعملون فى مجال تسمين وتربية العجول.
وأضاف "مسعود" فى تصريحات لـ"برلمانى" قائلًا: "القوات المسلحة ووزارة التموين تقوم بمساع جاهدة من أجل الحد من ارتفاع اسعار اللحوم، من خلال توفيرها بأسعار مخفضة تتراوح ما بين 37: 45 جنيها، ووزارة التموين استطاعت توفير المنتجات عبر معارض أهلًا رمضان، والجمعيات الاستهلاكية والمنافذ المتنقلة.
وأكد "مسعود" أن مشكلة ارتفاع اسعار اللحوم، لا يمكن علاجها من خلال منظور واحد، ولكنها تعالج كجزء من منظومة متكاملة تحتاج لعلاج فى كافة المجالات الصناعة والزراعة والاقتصاد والسياحة، وبالبحث عن سبل علاج تلك المجالات سنتمكن من علاج تلك الأزمة بشكل عاجل.