عامان مرا على غلق مستشفى طوخ المركزى بالقليوبية، وهو ما تسبب غياب الخدمة عن 50 قرية و239 عزبة بطوخ، بجانب خدمته للطريق الزراعى الرابط ما بين القاهرة والإسكندرية، واستقباله لعشرات الحوادث يوميا، فقرارا غلقه أحدث حالة كبيرة من الغضب لدى المواطنين من ابناء المدينة والقرى.
عانى أبناء طوخ بشدة منذ غلق المستشفى خاصة فى حالات الطوارئ، التى تجبرهم على الانتقال بالمرضى لمستشفيات بعيدة، وفى الغالب تكاد تخلو من الأسرة الخالية، مطالبين بالنظر إلى حال المواطنين ممن لا يملكون حق الدواء أو العلاج فى المستشفيات الخاصة، ما يستدعى الإسراع فى إعادة ترميم وبناء المستشفى.
غلق المستشفى بشكل كامل مثل للأهالى كارثة كبري، مؤكدين على ضرورة وجود بديل فى حالة اصدار مثل تلك القرارات، خاصة أنه تم نقل خدمات المستشفى الكبيرة كالغسيل الكلوى والطوارئ إلى وحدة صحية بقرية تابعة للمدينة، وهو يمثل صعوبة فى التنقلات من ابناء القرى المجاورة لتلك القرية.
مستشفى طوخ المركزي.. تم بناؤها عام 1962، على مساحة 3000 متر مربع، وكان قد تقدم النائب أحمد بدوى، عضو مجلس النواب عن مركز ومدينة طوخ، وعدد من الأهالى لرئيس البرلمان، لتطوير المستشفى نظرا لأنه يقدم لخدمة لما يزيد عن 2 مليون مواطن على الأقل، وشكلت وزارة الصحة لجنة للمعاينة، وتم إخلاء المستشفى، لوجود تهالك فى أسقف أقسام الحضانات والطوارئ، وتم نقل الخدمات الصحية الخاصة بالمستشفى، إلى مستشفى قرية العمار التابعة لمدينة طوخ.
وأكد النائب أحمد بدوى فى تصريحات لـ اليوم السابع، أنه فى الإنذار الذى توجه به لوزير الصحة قرارات الإزالة الصادرة للمستشفى، وطالب الوزيرة بالتحرك حفاظاً على أرواح المرضى والعاملين، بعدما أكدت اللجنة المشكلة من مديرية الصحة بالقليوبية أن هناك بعض الأقسام مثل الحضانات على وشك الانهيار، فضلا عن انهيار أجزاء من سقف الاستقبال، هو الأمر الذى رجحت الوزارة تكلفته بما يزيد على 400 مليون جنيه، يصعب تدبيرها.
وبدورها أكدت مصادر بوزارة الصحة، أن وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد ستعقد اجتماع طارئ مع وزيرة التخطيط لبدء العمل فى المستشفي، وأنه سيتم العمل مبدئيا على تحديث قسم الطوارئ والعمليات فى الايام القادمة وهذا سيكلف الدولة اكثر من 150 مليون جنيه، حيث الـ20 مليون جنية التى تم اعتمادها من وزارة التخطيط لا تكفى تماما.
وأوضحت الصادر، أن المستشفى تحتاج لأكثر من 600 مليون جنيه لتحديثها بشكل كلي، ولذلك ستبدأ بقسم الطوارئ والعمليات بشكل فورى لانها اكثر الاقسام استقبالا للمواطنين.
ومن جانبه أكد محمد خيرى، رئيس مجلس مدينة طوخ، أنه نظراً لسوء الحالة الإنشائية والبنية التحتية للمستشفى، صدر قرار إزالة لها حتى سطح الأرض من مجلس المدينة فى ديسمبر 2016، وقال إنه بناء على تعليمات وزارة الصحة تشكلت لجنة من كلية الهندسة جامعة عين شمس لمعاينة وفحص المبانى، وأصدرت تقريرها فى منصف يناير لهذا العام بضرورة إخلاء المبنى، ونقل الخدمات منها حرصا على حياة الجميع من المترددين والمرضى ومقدمى الخدمة.
وأكد الدكتور حمدى الطباخ، وكيل وزارة الصحة بالقليوبية، إنه تم إدراج مستشفى طوخ المركزى ضمن الخطة الاستثمارية للعام المالى 2018-2019، مشيرا إلى أن هذه الخطوة هى أولى الخطوات التى من خلال سيتم وضع المستشفى على الطريق السليم، حيث أنه سيتم الانتهاء منها كليا خلال عامين من الآن.
وأوضح الطباخ فى تصريحات لـ"برلمانى"، أنه نظرا للاعتماد المالى الكبير الذى يحتاجه المستشفى وهو ما عجزت الوزارة عن تحقيقه خلال الفترة الماضية، وهو ما دفعها إلى توجيه تلك الاعتمادات إلى مستشفيات أخرى، إلا أن العام المالى الحالى شهد إدراج اعتماد مالى لها كجزء هذا العام على أن يتم اعتماد الجزء المتبقى العام المالى المقبل 2019-2020.