عندما نقول أن هناك عزوفا من " الشباب" عن المشاركة فى العملية الانتخابية وفى الحياه السياسية فى عمومها، فليس هناك جديد فالعزوف مستمر والتقاعس عن أداء الواجب فى المشاركة والاستسلام لفكرة أن "لا أمل ولن يحدث تغيير " وأن " النظام القديم سيعود" ووجوه "النظام الجديد ستحتل مقاعد البرلمان" هى الشعارات المرفوعة كنوع من " تعزية الذات" والرضوخ للسلبية المزمنة من قطاع كبير من هؤلاء الشباب والاكتفاء بالجلوس على مقاعد المتفرجين ونشر الاحباط واليأس على مرض العصر الحديث المسمى بـ"صفحات التواصل الاجتماعى..الفيس بوك وتويتر".
البعض من السادة المتربصين بالدولة الجديدة فى مصر ، يستغلون عزوف شريحة من الشباب فى الانتخابات البرلمانية وحتى الرئاسية والاستفتاء على الدستور لاظهار عيوب النظام الجديد والهجوم عليه من منطلق انهم على يسار الدولة وليس معها، رغم أن الظاهرة قديمة ومتكررة لاسباب كثيرة، ليست الدولة، او الرئيس تحديدا، وحدها مسئولة عنها، وكانها هى المتهم الأول عن عزوف الشباب وانها عاجزة عن احتواءهم وتقديم حلول لدفعهم للمشاركة الايجابية. وأن باقى الأطراف بما فيهم الشباب أنفسهم ابرياء من مسئولية العزوف والسلبية المزمنة.
فالعزوف ليس جديدا ولم نلاحظ طوال سنوات طويلة ومنذ بدء التعددية السياسية فى مصر فى السبيعنيات حزبا للشباب استطاع أن يحتل المشهد السياسي أو الحزبى ويحتل مقاعد البرلمان، فالكتلة الحرجة أو الفاعلة من الشباب فى المجتمع المصرى دائما ما تفضل العزوف والسلبية والصدام المباشر مع أى نظام للحكم، ولم تقدم أية بدائل لايجاد صيغة علاقة سياسية متوازنة ومحترمة مع النظام السياسى الحاكم، وتؤثر الهروب الى مربع المعارضة المريح..! دعونا نتحدث عن أزمة عزوف الشباب بمنطق يقبله العقل، فالأزمة ليست حجة على الرئيس ولا على الحكومة، لكنها أزمة مزمنة مسئول عنها واقع اجتماعى انقلبت أوضاعه رأسا على عقب، وواقع سياسى استاثر فيها حزب واحد بالحياه الحزبية طوال 40 عاما، وأحزاب أعادت الحياه للرموز السياسية القديمة واغفلت الشباب ودارت صراعات داخلة بين الحرس القديم والشباب على مفاصل الحزب، ثم دولة السبعينات وما بعدها تخلصت من منظمات الشباب التى شكلت عبئ عليها، ثم حاولت توظيف قوتهم لأغراض سياسية أخرى.
المسئولية عن عزوف الشباب ليست ذريعة المتربصين بالرئيس الجديد ، لأنهم ايضا يتحملون جزء من المسئولية .