السبت، 23 نوفمبر 2024 06:26 ص

مرصد الإفتاء: معركة الموصل تمثل تحولا جذريًّا فى مستقبل داعش

مرصد الإفتاء: معركة الموصل تمثل تحولا جذريًّا فى مستقبل داعش تنظيم داعش
الخميس، 20 أكتوبر 2016 12:34 م
كتب لؤى على
أوضح مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، أن معركة الموصل تمثل تحولا جذريًّا فى مستقبل تنظيم داعش الإرهابى وتحدد مصير مقاتليه، لافتًا إلى أن لهذه المعركة أهمية قصوى لما لها من تداعيات بعد انتهائها ورغم التقدم الذى أحرزته القوات العراقية التى عزمت على تحرير المدينة من تنظيم داعش، إلا أن هذا يصاحبه مخاوف متزايدة لدى الدول الغربية من احتمالية عودة عناصر التنظيم الهاربة من المدينة خاصة المقاتلين الأجانب إلى بلدانهم.

وأضاف مرصد الإفتاء فى تقرير جديد له، أن محاور المعركة للهجوم على المدينة لم تغطِ مناطق غرب الموصل مما يعطى التنظيم فرصة الانسحاب نحو الحدود السورية، وهو ما يثير عدة مخاوف على جميع القوى الفاعلة الإقليمية والعالمية، خاصة وأن سقوط داعش فى هذه المعركة سيدفع بجميع مقاتلى داعش إلى سوريا ويحشدهم فيها، وهذا السيناريو مشابه لما حدث فى مدينة الفلوجة عندما استعادها الجيش العراقى فى شهر يونيو الماضى، وهذا يعنى أن هزيمة تنظيم داعش فى الموصل ستشجع مقاتليه على التوجه غربًا فى محاولة للم شتاتهم ومحاولة تضميد جراحهم فى سوريا، تمهيدًا للمواجهات مع النظام السورى.

ولفت مرصد دار الإفتاء إلى أن السيناريو الثانى بعد هزيمة داعش فى الموصل يتمثل فى هروب المقاتلين الأجانب إلى بلدانهم الأصلية مما يلقى بعبء أكبر على تلك الدول فى مواجهة العمليات الانتقامية المحتمل أن يقوم بها العناصر العائدة، وهو ما يزيد من المخاوف التى تنتاب الدول الأوروبية والغربية من عودة المقاتلين الأجانب إليها، خاصة وأنهم يمثلون أكثر من 20 % من مقاتلى داعش، منهم 50% من أبناء الأقليات المسلمة، وهو ما يعتبر تحديًّا رهيبًا أمام تلك الدول، لما يمثله هؤلاء العائدون من مخاطر محدقة على الأمن القومى والاستقرار المجتمعى والفكرى فيها.

وأفاد مرصد الفتاوى التكفيرية أن إحصاءات أوروبية قدرت أن عدد المقاتلين الأجانب الذين انضموا إلى صفوف تنظيم داعش بأكثر من 50 ألف مقاتل، وأن نحو 20% منهم من الدول الأوربية فقط. وأن نسبة تتراوح من 5 إلى 10 % من المقاتلين الأجانب قد قتل أثناء المعارك، فيما تتراوح نسبة أخرى من 10 إلى 30 % من المقاتلين، يتوقع أنهم تركوا أرض المعركة عائدين إلى بلادهم، أو تم احتجازهم فى دول أخرى أثناء عبورهم الحدود.

وفى ظل هذه التخوفات، يتابع المرصد، باتت دول أوروبا تعيش حالة من التأهب لمواجهة التهديدات المحتملة من مقاتلى داعش العائدين إليها، خاصة دول مثل فرنسا وألمانيا وبريطانيا وبلجيكا وهولندا.

أكد مسؤولون أمنيون أوروبيون أن الإرهاب دخل مستوى تهديد خطير، وأن تنظيم داعش يخطط لشن هجمات إرهابية مستقبلية فى أوروبا.

وشدد مرصد الإفتاء على أن محاربة الإرهاب لا تتحدد فى جغرافية معينة، وأنه لا توجد دولة بمنأى عن الإرهاب، لذلك ينبغى أن توجد معالجات حقيقة لمحاربة الإرهاب والتطرف، وعدم اقتصار ذلك على تهديدات المقاتلين الأجانب فى أوروبا فقط، بل فى جميع أنحاء العالم.

كذلك دعا المرصد دول العالم إلى إيجاد استراتيجية لمكافحة التطرف تلتزم بها جميع الدول، ومنها على سبيل المثال إنشاء غرف عمل مشتركة على مستوى الخبراء وفرق عمل فنية لتبادل المعلومات ومشاركتها، وتعقب المطلوبين، إلى جانب اتخاذ الإجراءات التقليدية لمكافحة الإرهاب والتطرف، لتكون مسؤولية مكافحة الإرهاب والتطرف مسؤولية أممية مشتركة وليست قاصرة على دول بعينها.


print