الجمعة، 22 نوفمبر 2024 05:30 م

سيدة توصى بالمساواة بين الجنسين فى توزيع تركتها.. الحاجة "فوقية".. "امرأة ثمانينية" حرمها الله من الإنجاب.. كتبت وصيتها دون علم محاميها بالتفاصيل.. فتح الوصية أمام المحكمة.. واشترطت المساواة بين الذكر والأنثى

سيدة توصى بالمساواة بين الجنسين فى توزيع تركتها.. الحاجة "فوقية".. "امرأة ثمانينية" حرمها الله من الإنجاب.. كتبت وصيتها دون علم محاميها بالتفاصيل.. فتح الوصية أمام المحكمة.. واشترطت المساواة بين الذكر والأنثى سيدة مسنة - أرشيفية
الثلاثاء، 13 ديسمبر 2022 09:00 ص
كتب علاء رضوان

في كثير من الأحيان ما يسمع الواحد منا قصص وحكايات تكون من أغرب مما رأيت في حياتك، خاصة حينما تراه رؤى العين وليست مجرد قصص تحكى ويتوارثها الأجيال دون سند أو دليل، وضمن هذه القصص قصة "الحاجة فوقية"، تلك السيدة الثمانينية التي كانت تعيش حياة الزهد بين الناس، وتتفرغ لعبادة الله بعيدا عن ضجيج الحياة ومشاكلها، ولا يعرف الكبر لها طريق، فكانت التواضع هو عنوان حياتها وسط الأهل والجيران.

 

مشهد "الحاجة فوقية" أقرب للمشاهد الدرامية ولكنها في الواقع قصة حقيقية، تؤكد لنا مقولة: "الدنيا لسه بخير"، ففي أحد شوارع الدرب الأحمر العتيق كانت تسكن سيدة تعيش بمفردها لعقود طويلة من الزمن تجاوزت العقد الثامن من العمر، 86 سنه، وتسمي "الحاجة فوقية"، وكان ملامح وجهه المميز يدل علي شدة قوتها وصلابتها في رحلة الحياة وكلما زاد الزمن انتقص من عمرها وزادها قوة وصلابه – وسنترك لكم محاميها على الحلوانى، يسرد لنا تفاصيل ما حدث.  

 

1

 

الحاجة "فوقية".. "سيدة ثمانينية" حرمها الله من الإنجاب

 

وفي يوم من الأيام – وفقا لـ"الحلوانى" - شاء القدر أن اقابل هذه السيدة العظيمة وعرفتها عن قرب، ولم أكن اعلم عنها سوي كبر سنها، وأنها وحيدة ولم يرزقها الله بطفل، وقررت من هذه اللحظة أن احاول تعويضها عن مشاعر الأمومة وأن تشعر أنها ليست وحيدة وبالفعل كنت من حين لآخر ازورها وأهتم بشئونها واستطعت عمل بطاقة علاجية لها وبدأت تشعر بالأمان وأنا بجانبها.

 

وبحسب "الحلوانى": في يوم عرضت عليا باعتباري محامي أن اكتب لها وصية، فتبسمت لها وقولت لها: "أن شقتك ايجار قديم ولا تورث"، وكان حياتها منتهي البساطة والتواضع، فقالت لي: " إنها تملك بعض المال بالبنوك وتريد توزعها علي أقاربها الذين لا يسألون عنها"، لأنها تعلم أنهم بسطاء مثلها وأن مساعدتهم واجب ديني وإنساني، فوافقت علي طلبها وتناقشنا في أمور كثيرة استقرت في نهاية المطاف علي أن توزعها مالها بالعدل بينهم وأن تساوي بين الذكر والأنثى وكانت مترددة في هذا الأمر وكانت لي فلسفتي التي تقول بأن هناك فرق بين الإرث والوصية، لأن الواصي له الحق في توزيعه ميراثه كيفما يشاء طالما حي يرزق لكن الورث له قواعد أخري مختلفة، فاقتنعت برؤيتي وبدأنا في إجراءات الوصية من خلال الشهر العقاري. 

 

12762075941598991673

 

وقبل وفاتها قررت كتابة وصية دون علم محاميها لتفاصيلها

 

وأثناء إبرام الوصية طلبت مني الخروج خارج غرفة مأمورية الشهر العقاري وخرجت وتركتها تكتب ما تشاء وبعدها انصرفنا وعادت لمنزلها وأوصتني بوصيتها التي اقسمت علي تنفذها، ومرت الليالي والايام ويبدو أن المحطات الأخيرة في حياة السيدة فوقية حامد حسن عبدالمجيد قد حانت وأنها قررت أن تأخذ استراحة محارب وتذهب لعالم آخر أكثر سلام وبراح من كل وقت مضي لتستريح من رحلة الحياة ويسكن جسدها الطاهر الأرض الطيبة بهدوء وسلام كما عاشت وحان لوصيتها المغلقة أن تفتح ليعرف ما بداخلها – هكذا يقول "الحلوانى".  

 

وعند وفاتها تم فتح الوصية أمام المحكمة.. والمفاجأة كتابة السيدة أموالها للغلابة

 

وقد صرحت المحكمة بفتح الوصية وكانت المفاجأة أن هذه السيدة أوصت بتوزيع نصف أموالها علي أهلها بالتساوي بين الذكر والانثى والنصف الآخر يوزع للفقراء والمساكين وأوصتني أنا بتنفيذ تلك الوصية بالكامل لثقتها بأنني من الأقربون لها وانغمرت عيني بالدموع وتذكرت كم كانت عظيمة تلك السيدة في حياتها ومامتها وكانت تملك مئات آلاف من الأموال وكانت تعيش حياة بسيطة لتوفر لغيرها حياة أفضل، لقد فعلت كل ما بوسعها لإسعاد غيرها رحم الله "الحاجة فوقية"، وجعل سيرتها الطيبة تعيش أطول من حياتها – بحسب "الحلوانى".   

2020_2_20_11_32_9_897
317075477_10211129922121928_5914338872311394697_n
 
 
 
1111

على الحلوانى - محامى الحاجة فوقية 

موضوعات متعلقة :

ما حكم رفض الزوجة الرجوع بعد أول وثاني طلقة؟.. المشرع أجاز الرجعة شريطة أن يكون طلاقا بائنا بـ5 ضوابط.. ويكون في فترة العدة للزوجة دون مهر أو عقد جديد.. وأجاز رفض الزوجة بشروط

4 حالات يجوز فيها للمحامى إفشاء أسرار مُوكله.. أبرزها إذا طُلب للشهادة.. وإذا كان الإفشاء يؤدى إلى اكتشاف جريمة مرتكبة أو منع أخرى.. المشرع اعتبر الأصل عدم الإفشاء.. وعدم الالتزام تصل عقوبته للشطب من النقابة

هل يجوز للسيدة "المُطلقة فى القاعة" طلب التعويض؟.. المشرع أجاز لها التعويض المادى والأدبى نتيجة الأضرار النفسية التى لحقت بها.. القانون المدنى حسم النزاع.. وخبير: الزوج وقع فى خطأ غير مبرر نتج عنه ضرر متعمد

بعد الأزمة في مونديال قطر.. المثلية الجنسية في التشريعات العالمية.. 24 دولة أجنبية تجيز زواج المثليين و19 دولة عربية تُجرمها.. والمشرع المصرى أدرجها ضمن جرائم الفسق والفجور.. ومطالبات بسن تشريع مباشر للتجريم

صدمة.. لا عقوبة على انتهاك حرمة جثث الموتى.. المشرع تصدى لنبش القبور فقط دون تحديد عقوبة للتعدى على الموتى.. محاولات برلمانية لسد "الفراغ التشريعى".. واقتراحات بعقوبات تصل للحبس 5 سنوات و200 ألف جنيه غرامة

"الشهادة الزور".. متى تقود صاحبها لحبل المشنقة؟.. المشرع يعاقب صاحبها بالإعدام حال ترتب عليها إعدام شخص آخر.. والكذب فى محاضر الشرطة وتحقيقات النيابة العامة ومكاتب التوثيق لا يعتد به كـ"شهادة زور"


الأكثر قراءة



print