تَزخر مصر بالمساجد الأثرية القادرة على انعاش قطاع السياحة الدينية، فالكثير يعتقد أن القاهرة هى المركز الوحيد للمساجد التاريخية التى شُيدت على الطراز المعمارى الفريد، لكن الحقيقة أن كل محافظة فى مصر تضم مساجد هامة عريقة تُروى جدرانها تاريخ وسيرة من التاريخ الإسلامي، لكن رغم ذلك تَغيب هذه الكنوز التاريخية عن الخريطة السياحية، نظراً للاهمال الذى طال الكثير منها، الأمر الذى يحتاج إلى تنسيق من قبل وزارة الأوقاف والآثار لاستعادة بريقها من جديد.
وتتطرق مجلس النواب، لملف المساجد الأثرية المهملة، حيث هاجمت النائبة فاطمة سليم، عضو مجلس النواب، وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، مؤكدة أن المساجد الأثرية فى مصر تعانى من الإهمال، على الرغم من أهميتها التاريخية والتراثية، التى تجلعها واحدة من أهم المزارات السياحية، ومصدرا هاما للترويج للسياحة الدينية، لكن رغم ذلك فهى لم تحصل على القدر المطلوب من الاهتمام من جانب وزارة الأوقاف، وخاصة على مستوى البنية التحتية وأيضًا العاملين فيها وعدم فعالية دورها فى الجذب السياحى خلال الفترة الأخيرة.
وأكدت عضو مجلس النواب، خلال تصريحات صحفية، أنها قد تبنت حملة تحت عنوان "آثار تستغيث"، بهدف تسليط الضوء على عدد من الآثار المهملة فى مصر، مشيرة إلى أنها سستخدم كل الأدوات الرقابية لإنقاذ هذه الآثار وإعادتها لسابق عهدها حفاظًا على تراث مصر وحضارتها العريقة، وبالفعل تم إنقاذ عدد من المساجد التاريخية الهامة المهملة خلال هذه الحملة، خاصة التى تتواجد بالقرى والنجوع.
ومن جانبه قال النائب أحمد البرلسى، عضو مجلس النواب، إن المساجد الأثرية تعانى من الإهمال الكبير على مدار سنوات عديدة، على الرغم أنها تراث مصرى وملك لشعب مصر بأكمله والحفاظ عليها التزام دستورى، وعلى البرلمان أن يلزم الحكومة بذلك، موضحا أن مصر تزخر بها آلاف المساجد الأثرية المعرضة للهدم بسبب إهمالها.
وتناول "البرلسي"، خلال تصريحات خاصة لموقع برلماني، أزمة المساجد الأثرية بالمحلة الكبرى، موضحا أنها تحتوى على العديد من المساجد التى تتدهور حالتها الأثرية والمعمارية يوما بعد يوم، مما يزيد الأمر سوءًا، مثل جامع المتولى والتوبة والشوافعية، مطالبًا بضرورة وضع خطة زمنية محددة لسرعة ترميمها للحفاظ على قيمتها الأثرية.
وأوضح عضو مجلس النواب، أن الحكومة وقفت مكتوفة الأيدى أمام إهانة متحف هولندا الوطنى للحضارة المصرية والتراث المصرى، ومنحته حق التنقيب عن الآثار فى منطقة سقارة، رافضًا هذه التحركات ومطالبًا بالحفاظ على الحضارة المصرية من أية أيادٍ قد تعبث بها.
كما طالب النائب أمين جابر الصيرفى عضو مجلس الشيوخ، من الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، بمناقشة خطة إحلال وتجديد مسجد دار تقى واتخاذ الإجراءات اللازمة لإحلاله وتجديده بالجهود الذاتية، فضلا عن إعادة ترميم مسجد سيدى المحلى لأهالى مركز ومدينة رشيد.
وأشار النائب أمين جابر الصيرفي، خلال اللقاء، إلى أن هذا المسجد ذو قيمة إسلامية واثرية، حيث وجه وزير الأوقاف بصرف مبلغ عشرين مليون جنيه لإتمام واستئناف الأعمال المتبقية، وتكوين لجنة من مديرية أوقاف البحيرة للانتهاء من الأعمال ومراجعة أعمال المقاولة والمبالغ التى صرفت.
كما ناقش الأزمات التى طالت مسجد زغلول لسوء الأعمال التى تمت من ترميم به، وقد جرى التوجيه من الوزير لمخاطبة شركة المقاولين العرب لسرعة إصلاع عيوب الترميم.