حالة من التوتر والقلق والخوف أصابت الكثيرين فى الوطن العربى بعد زلزال المغرب المدمر الذى راح ضحيته وفقا لما أعلنته وزارة الداخلية المغربية، 2122 حالة وفاة و2421 مصابا، ووصفه عيد الطرزى، عالم الزلازل والكوارث الطبيعية بـ"المدمر"، مؤكدًا أن قوته تعادل 25 قنبلة نووية، من ناحية كمية التفجير التي تسببها هذه القنابل.
زلزالان مدمران شهدتهما منطقة الشرق الأوسط خلال 7 أشهر فقط، الأولى كانت فى فبراير من هذا العام، وضربت كل من سوريا وتركيا، وكان له تداعيات صعبة على سكان البلدين وأسفر عن آلاف الضحايا، ومئات الآلاف من المشردين وتدمير الكثير من المدن، لنشهد هذه الأيام زلزال مدمر أخر فى المغرب يخلف مئات الضحايا وتدمير مدن بأكملها، والزلزال الأخير الذى ضرب المغرب تعددت الأسباب التى ذكرها الخبراء الجيولوجيين، ولكن الغالبية العظمى أكدوا أن السبب هو وجود المغرب على حافة صفيحة القارة الأفريقية بالقرب من صفيحة القارة الأورو الأسيوية، ومع التغيرات الديمجرافية التى تشهدها القشرة الأرضية فإنها تحدث تصدع يولد طاقة ضخمة تتسبب فى تلك الزلازل القوية، وبالتإلى نتج عنها زلزال فسره المغاربة بأنه الأقوى الذى شهدته بلادهم، وأن تداعياته السلبية قوية للغاية خاصة فى المناطق الجبلية من المملكة المغربية.
الزلازل التى شهدتها منطقة الشرق الأوسط الفترة الأخيرة جعلت الجميع يتسأل هل الزلازل أصبحت أكثر عنفا ؟ وكيف يمكن الرد على التخوفات التى تسيطر على البعض من إمكانية حدوث زلازل أخرى فى المنطقة العربية ؟ ، وهل عدد الزلازل زادت فى الفترة الأخيرة؟ وهل هناك أحزمة زلزالية فى مصر ؟ ، هذه التساؤلات أجاب عنها خبراء الزلازل بمعهد الفلك.
فى البداية قال الدكتور شريف الهادى رئيس الشبكة القومية للزلازل ورئيس قسم الزلازل بمعهد الفلك ، إن ما حدث فى المغرب كان أمر محتمل نتيجة طبيعة المنطقة الصخرية لمركز الزلزال التى لم تشهد اى هزات أرضية منذ فترة طويلة.
وأضاف رئيس الشبكة القومية للزلازل ورئيس قسم الزلازل بمعهد الفلك ، فى تصريحات خاصة لليوم السابع ، أن عدد الزلازل التى يشهدها العالم واحد ولم يزيد كما يقال ولم يصبح أكثر عنفا ولكن الأمر طبيعى ومع الخوف وانتشار وسائل التواصل الاجتماعى تزيد من التخوفات نتيجة ما يتم تداوله عن هذا الزلازل وتوقعات البعض الغير قائمة على أى أسس علمية ، قائلا : عدد الزلازل ثابت.
وأشار الدكتور شريف الهادى ، إلى أن تركيا او المغرب من المناطق المعروف عنها انها من ضمن الأحزمة الزلزالية ، لافتا إلى أن منطقة زلزال المغرب منطقة صخرية نشطة ولم تشهد اى هزات ولو صغيرة على مدار سنوات مما يعكس مدى تخزين الطاقة التى خرجت من خلال هذا الزلزال.
وطمأن أن مصر بعيدة كل البعد عن الحزام الزلزالى لزلزال المغرب ، لافتا إلى أن متوسط الزلازل التى تحدث سنويا مليون زلزال سنويا ولكن 99 % منها لا نشعر بها فمعظمها قوتها صغيرة.
وأضاف: لا يوجد أى حزام زلزالى يمر بمصر وزلزال المغرب بعيد تماما عن الأراضي المصرية، ولا يوجد أي خطورة فأقرب نقطة للزلزال من الأراضي المصرية حوالي 3 آلاف و200 كيلو.