أصبح الأكثر بحثا عبر محرك البحث جوجل خلال هذه الأيام هو – مصطلح الفرنشايز – وهو نظام الامتياز التجاري بمعنى أنه طريقة لتوزيع المنتجات أو الخدمات التي تشمل مانح الامتياز، الذي أسس العلامة التجارية أو الاسم التجاري للعلامة التجارية ونظام الأعمال، إلى جانب ممنوح الامتياز، الذي يدفع رسومًا مقابل الحق في القيام بأعمال تجارية تحت اسم ونظام صاحب الامتياز، بمعنى أدق: "يعني أنا راجل معايا فلوس فبشتري حق استخدام إسم وعلامة تجارية عالمية، وبلتزم باللوجو ونظام العمل ومراقبة وأمور أخرى حسب العقد".
التطور التاريخى لعقد الفرنشايز
ويعد ظهور "عقد الفرنشايز" كغيره من العقود الحديثة نتيجة للتطور الاقتصادى الذى رافق التطور التكنولوجى وما رافقة من إنفتاح العالم على بعضه وحلول عصر العولمة، فقد أصبح العالم قرية صغيرة، والفضل فى ذلك ينسب إلى الاتفاقية العامة للتجارة والتعرفة الجمركية التى مهدت بشكل تدريجى إلى ظهور منظمة التجارة العالمية، الأمر الذى أدى إلى إنحسار دور المشروعات الصغيرة، فأصبح اعتماد التجارة وتغلغلها إلى الاسواق العالمية يعتمد بدرجة كبيرة على مؤسسات تجارية عريقة تنشد التوسع المطلوب فى ظل وجود قوانين المنافسة والفرنشايز هو أحد هذه الأساليب التى تسعى إلى توسيع دائرة المشروع التجارى.
في التقرير التالى، يلقى "برلماني" الضوء على "عقود الفرنشايز" بين التأويل والتطبيق، خاصة وأن هذا النظام بدأ بالإنتشار فى الكثير من دول العالم معتمدا على ما يقدمه من معرفة تكنولوجية أو فنية تحت أسم أو علامة تجارية لشركة ناجحة، وبمقتضى "عقد الفرنشايز" تقوم علاقة تجارية بين طرفين أحدها مانح الفرنشايز، والأخر الممنوح له، بحيث تقوم العلاقة على إنتاج منتج وفق شروط متفق عليها على أن يقوم المانح بتقديم الخبرة والأنظمة والتدريب والدعم الفنى للحاصل على الفرنشايز – بحسب الخبير القانوني والمحامى بالنقض محمد ميزار.
في البداية – "عقود الفرنشايز" تسمح للممنوح له بإستعمال جميع مستلزمات ومقومات هذا النشاط من اسم وعلامة تجارية أو خدمية وخطط إدارية وتسويقية ومالية وإعلانية، مع تقديم المساعدة والتدريب والإشراف أثناء مدة العقد نظر مقابل معين يتفق عليه، ويشكل "الفرنشايز" إحدى التقنيات الجديدة التي تحل محل بعض النشـاطات التجارية باشكالها التقليدية فقد أعاد الأمريكيون استعمال المصطلح الفـرنسى "فرنشايز" الذى شاع استعماله في العصور الوسطى ثم طواه النسيان، كان ذلك فى القرن العشرين، ثم ما لبث هذا المصطلح أن تبلور على المستويين الاقتصـادي والقانونى وخاصة في الفترة التالية الحرب العالمية الثانية – وفقا لـ"ميزار".
ماهى أنواع عقود الفرنشايز؟
و"عقود الفرنشايز" أصبحت تغطي الكثير من الأنشطة مثل المطاعم ومحلات الملابس ومـواد التجميل ذات العلامات التجارية المميزة، كذلك مصانع تصـنيع وبيـع والديكورات والأجهزة الطبية، والأثاث المنزلي، ومعالجة المياه، والمراكز التعليمية، ونظام الفرنشايز في مصر، فقد عرفت مصر نظام الفرنشايز مع دخول أول سلسلة محلات تعمل فـي مجـال الوجبات الجاهزة عام 1973، ونظرا لأهمية الفرنشايز في مصر قام الصندوق الاجتماعي للتنمية بإنشاء ادارة تنمية حقوق الامتياز التجاري "الفرنشايز"، ويقوم الصندوق من خـلال هـذه الادارة بالترويج لإقامة وتمويل مشروعات صغيرة ناجحة بهذا النظام – الكلام لـ"ميزار".
هناك عدة مجالات ممكن أن ترد عليها عقد الفرنشايز نذكر منها ما يلي:
1- عقد فرنشايز التصنيع:
يشمل هذا النوع من عقد الفرنشايز نقل الفرنشايزور أو مانح الفرنشايز المعرفـة الفنية اللازمة لتصنيع المنتجات أو تجميعها إلى الممنوح لـه، هنـا يلتـزم مـانـح عقد الفرنشايز تعاقديا بأن ينقل للمنوح له جميع المعلومات اللازمة للإنتاج، وعادة ما يكون محل هذا العقد، الترخيص باستغلال براءة الاختراع أو حق من حقوق الملكية الصناعية.
2 – عقد فرنشايز التوزيع:
يرمي هذا النوع من عقد الفرنشايز إلى تمكين الممنوح له من تسويق المنتجات من خلال نظام معین محدد من قبل المانح، بحيث يلتزم المانح بتوريد المنتجات محـل العقد خلال مدة العقد إلى الممنوح له ضمن الإطار الجغرافي المحدد، كما يقدم لـه المساعدات الفنية في مجال التسويق، كالإعلان عن المنتجـات، وتقـديم خـدمات الصيانة وتوفير قطع الغيار.
وكثيرا ما يتفق هذا النوع من عقد الفرنشايز في كثير من الوجوه مع عقـد امتيـاز البيع التجاري، وهذا ما دفع جانب من الفقه الفرنسي أن يقرر أن عقد الفرنشايز ليس في حقيقته إلا الشكل أو النموذج الأمريكي لعقد امتياز البيع.
3-عقد فرنشايز تقديم الخدمات (الفرنشايز الخدماتي):
يضع المانح بموجب هذا النوع بعض الخدمات بتصرف الممنوح لـه، الـذي بدوره يقدمها للزبائن، تحت شعار الأول وعلى مسؤوليته، حيث يستخدم هذا النوع من عقد الفرنشايز في أنشطة كثيرة، ونذكر منها على سبيل المثال تقديم خدمات صيانة السيارت، والفنادق، ومحلات الوجبات السريعة، ومكاتب تأجير السيارات.
4- عقد فرنشايز البنيان التجاري:
عرف هذا الشكل من أشكال عقد الفرنشايز زمن الحرب العالمية الثانية، ويعد اليوم الشكل الأكثر رواجا وشعبية من أشكال عقد الفرنشايز، ويهدف عقد فرنشايز البنيان التجاري بصفة أساسية إلى العمل على شـهرة العلامـة التجارية، وتعريف العملاء بها.
يعد هذا النوع من الفرنشايز أقرب الأنواع لعقد الترخيص باستعمال العلامة التجارية، ولذلك يطلق عليه أيضا عقد الترخيص، يستخدم هذا النوع من عقود الفرنشايز أنشطة كثيرة أهمها الفنادق، والكافتيريات، وكثير من المحلات التي تقدم سلعا أو بضائع ذات ماركات مشهورة أو تلك التي تقدم خدمات للمستهلكين.
5- عقد الفرنشايز الاستثماري:
بموجب هذا النوع يتم الإتفاق على استثمار مؤسسـة بـذاتها بمـا فـي ذلـك الإستراتيجية الخاصة بطبيعة عملها وإعلاناتها، فلا يتوقف الأمر على تقديم سـرية المعرفة وأساليب التقنية من قبل المائح للممنوح له".
أهم المزايا التي يمكن تحقيقها عند استخدام هذا النظام:
1-يتمتع نظام الفرنشايز بسمعة كبيرة إضافة إلى شهرته، ومن خلاله يمكن الوصول إلى الدعم المستمر بوصفه نظاماً معترفا به عالميا.
2-قلة التكاليف؛ إذ يعد تمويل المشاريع القائمة على حق الامتياز أقل تكلفة من تلك القائمة وحدها، ففي حالة الفرنشايز لن تكون الشركة بحاجة إلى نفس جهود التسويق والإعلان والتعريف بالعلامة التجارية؛ وذلك لأنه من الأساس قد اشترى حق الامتياز في علامة تجارية مشهورة ومعروفة سلفاً، وهذا ما يوفر كثيراً من المال.
3-عند حديثنا عن بداية ظهور الفرنشايز في العالم ذكرنا أن البداية كانت محاولة للتغلب على المسافات، ولذلك فإن من أفضل مزايا الفرنشايز هي توسيع النطاق الجغرافي الذي من الممكن للعلامة التجارية الوجود فيه.
4-الربح الناتج عن اتباع الفرنشايز - تبعا للمنطق - عليه أن يكون أكثر من الربح الذي تحققه المشاريع الناشئة والجديدة، لكن من الهام أن نذكر أن هذا يتعلق بدرجة كبيرة بالسوق ونوعية الاتفاق وكيفية السير في الأمور الإدارية وما إلى ذلك، وباختصار التهور وحده لن يكون مفيدا، فعلى الرغم من شرائك لعلامة تجارية مشهورة ما زلت بحاجة إلى دراسة السوق، ودراسة استراتيجيات التسويق والتوزيع والإعلان لضمان النجاح.
عيوب الفرنشايز:
كما سبق أن ذكرنا مزايا الفرنشايز فلا بد من وجود عيوب لهذا النظام، وهى:
1-قد تكون الشروط صارمة للتمكن من الدخول لهذا النظام، كما لا بد من وجود اتفاق بين الطرفين لتوضيح كافة الشروط والاتفاق على نسبة الربح وصلاحيات كل من المانح والممنوح، وهذا قد يكون صعبا في بعض الأحيان.
2-الحاصل على الامتياز أو الممنوح عليه التقيد في مكان العمل، فلا يمكن مثلاً أن ينقل مكان عمله من دولة إلى أخرى أو من محافظة إلى أخرى دون إذن من المانع، إضافة إلى التقيد بالمكان لا بد أيضاً من التقيد بالمنتج وعدم إدخال أية تعديلات عليه دون إذن من المانح، وهذا ما يُشعر الممنوح بعدم الحرية ويقيد كل حركة يريد القيام بها.
3-تشارك الأرياح أمر مفروض على الرغم من أن المانح لا يقدم شيئاً في كثير من الأحيان أكثر من الاسم.
4-أهم ما يميز العمل هو لمسة صاحب العمل وروحه وشخصيته، وهذا حقيقة سيكون غائباً، فالشخص مقيد بسبب الفرنشايز في طريقة العمل والإدارة والمنتج، وبهذا يغيب عن هذا النظام الإبداع.
5-قد تعمل وتجتهد وتضع كل جهدك في سبيل إنجاح هذا العمل، وعندما يحين وقت تجديد العقد قد لا يقبل صاحب الامتياز بتجديده، وهذا أسوأ ما قد يحصل بالنسبة إليك بصفتك ممنوحا، ومن جهة أخرى فقد يقوم الشخص صاحب الامتياز بالتلاعب بنسب المبيعات، وهذا يؤثر في دخل الشركة المانحة ويعطيها معلومات غير دقيقة عن طلب الجمهور.