"أنا حذرت من توسعة دائرة الصراع، المنطقة ستصبح قنبلة موقوتة تؤذينا جميعا"..بهذه الكلمات الحاسمة دق الرئيس عبد الفتاح السيسى، ناقوس الخطر محذرا فى وقت مبكر من خطر اتساع رقعة الصراع بالمنطقة، ومغبة استمرار العدوان الإسرائيلى على غزة، كنقطة انطلاق لحرب شاملة لن ينجو منها أحد، وتنبأت الدولة المصرية بأن احتدام النزاع سيقود لاشتعال جبهات أخرى ولا سيما اللبنانية والسورية، والعراقية.
وكرر الرئيس السيسى تلك التحذيرات خلال لقاءاته المتعددة مع قادة ومسئولين دوليين، وأمام جميع المنابر الدولية، كان آخرها القمة العربية الإسلامية، على لفت أنظار العالم إلى المخاطر اللامحدودة لاستمرار عدوان الجيش الإسرائيلى فى غزة، وكيف تمثل تلك الحرب خطرا على أمن المنطقة والعالم ككل.
إن حرب "غزة" أضحت الخطر الأكبر الذى يتهدد أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط، بل والعالم برمته، تؤكد تلك التحذيرات الأحداث المتصاعدة التىيشهدها الجنوب اللبنانى، بالتزامن مع عمليات المسيرات ضد قواعد أمريكية فى العراق، وأمس اختطاف الحوثيين سفينة إسرائيلية، وتصريحات الجماعة على لسان متحدثها، وتوعدها إسرإسرائيل باستمرار خطف السفن التابعة لهم، سبقها قصف قاعدة "حرير" الأمريكية شمال العراق بالمسيرات، الخميس الماضى، وفى وقت سابق قال مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" أن قاعدة عسكرية بمطار أربيل فى شمال العراق، تضم قوات أمريكية ومن التحالف الدولى لمكافحة الإرهاب تعرضت،إلى هجومين منفصلين بثلاث طائرات مسيرة.
تهديد المنطقة برمتها
وفى هذا السياق، رأت الرئيسة التنفيذية لـمجلس سوريا الديمقراطية (مسد)، إلهام أحمد، أن توسع دائرة الحرب بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية فى قطاع غزة ستكون له انعكاسات على المنطقة برمتها بما فيها سوريا، وستكون لها تداعيات على خريطة الشرق الأوسط ودولها.
وأكدت أن إمكانية اتساع دائرة الحرب أمر غير مستبعد، خاصة مع وجود تحركات للفصائل فى سوريا والعراق، وجميعها فى حالة صراع مع إسرائيل، أيضا اشتعال الجنوب اللبنانى.
يؤيد تلك التوقعات، تحذيرات أممية، فى وقت سابق، من أن الحرب "تمتد إلى سوريا"، مدفوعة بتزايد الفوضى والعنف.
ومؤخرا شنت الولايات المتحدة غارات دقيقة واستهدفت موافع مرتبطة بإيران فى سوريا وجماعات مرتبطة بطهران، ردا على هجمات طاولت جنودا أمريكيين، وضربات المتلاحقة للقواعد الأمريكية حيث استهدف 15 صاروخا أطلقت على القاعدة الأمريكية فى حقل العمر النفطى بمحافظة دير الزور شرقى سوريا، فضلا عن هجمات شنتها واشنطن على موقعين لتخزين الأسلحة مرتبطين بإيران فى سوريا الأسبوع الماضى، واستهدفت منشأتين قالت أن إيران والمنظمات التابعة لها تستخدمهما فى سوريا.
الرؤية المصرية
كانت مصر ولا تزال الدولة التى تحمل على عاتقها القضية الفلسطينة، كما أنها حجر الأساس لاستقرار المنطقة بكاملها، فمصصر دولة كبيرة فى ميزان الإقليم وأيضا فى ميزان القوى الدولية.
وتؤكد المعطيات صدق الرؤية المصرية التى حذرت من مغبة استمرار الحرب فى غزة، مشددا عى ضرورة العودة إلى إحياء السلام بشكل جاد، وإعطاء أمل للفلسطينيين فى إقامة دولتهم على حدود يونيو 67 وعاصمتها القدس الشرقية"، ومن هنا تتضح أهمية الإنذرارت المبكرة التى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ بداية الحرب على غزة، من أن استمرار الدمار والعدوان فى غزة، سوف يؤدى إلى اتساع الصراع بشكل لا يمكن لأحد أن يسيطر عليه، وأكد تلك التحذيرات خلال لقائه مع وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلنكن حيث قال أنه لا يمكن تحقيق الامن والاستقرار فى ظل استمرار العدوان على المدنيين فى غزة، مشددا على ضرورة العودة للمسار السياسى لحل الأزمة بين الفلسطييننى وعلى أسس عادلة بإقامةدولة فلسطينية عاصمتها القدس، لكن إسرائيل لم تتفهم تحذيرات مصر وأخذت فى التعنت الذى سيدمر المنطقة ككل، ويهز استقرار العالم، خاصة فى ظل إلى حالة الغليان فى الشارع العربى وطرد سفراء أمريكيين وإسرائيليين من عدد من الدول.
اشتعال الجنوب اللبنانى
وفى سياق التصعيد العسكرى فى جنوب لبنان، يُخيم التوتر الكبير على المنطقة الحدودية بين لبنان وفلسطين المحتلة وذلك إثر تجدّد الإعتداءات الإسرائيليّة على عددٍ من البلدات والقرى اللبنانية فى الوقت الراهن، فهناك تصاعد لتبادل إطلاق النار على الحدود الجنوبية للبنان، وتوترٍ كبير فى مستعمرة كريات شمونة المُحاذية للبنان.
وأفادت وسائل إعلام لبنانية، بأن جيش العدو أطلق صواريخ اعتراضية بالتزامن مع قصفٍ مدفعى طاول بلدات مركبا وحولا وميس الجبل.
كما وقع إنفجار صواريخ اعتراضيّة من القبة الحديدية فى أجواء وادى هونين بالتزامن مع سقوط صواريخ فى نقاطٍ عسكرية قرب مستعمرة مرغليوت وراميم وسط إطلاق صافرات الإنذار.
واستهدفت المدفعية الإسرائيلية أيضًا بلدة محيبيب، كما قصفت مروحية العدو أطراف مارون الراس بالتزامن مع القصف المدفعى الذى هزّ البلدة.
وأشارت وسائل إعلام لبنانية إلى سماع دوى إنفجارات عنيفة، فى حين قالت القناة الـ12" الإسرائيلية أن قذائف هاون سقطت فى منطقة حُرجية قرب المنطقة المذكورة.
وبالمقابل تقصف نيران العدو الإسرائيلى عددا من القرى بالجنوب اللبنانى، وحذر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتى، من اتساع دائرة الاشتباكات على حدود بلاده الجنوبية.