حالة من الغضب سيطرت على أعضاء مجلس النواب عقب خروج المنتخب الوطنى من منافسات بطولة الأمم الأفريقية وعدم تحقيقة اى مكاسب على مدار 4 مباريات، وهو ما دفع عدد من أعضاء مجلس النواب لتقديم أدواتهم الرقابية للمطالبة بمحاسبة المسئولين باتحاد الكرة والكشف عن أسباب هذا التدهور الكبير في أداء المنتخب الوطنى.
فتقدمت النائبة ندى ألفي ثابت، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة إلى المستشار الدكتور حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، موجه إلى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، بشأن خروج منتخب مصر من بطولة كأس الأمم الأفريقية المقامة حاليا في دولة "كوت ديفوار"، والأداء المتواضع الذي ظهر به المنتخب.
وقالت عضو مجلس النواب، في طلب الإحاطة الذي تقدمت به، إن الحالة التي ظهر بها المنتخب خلال البطولة، والأداء السيء والمخيب لآمال وطموحات الجماهير المصرية، يستوجب تدخل عاجل وفوري، مضيفة بأن المنتخب فشل في تحقيق أي انتصار على مدار أربع مباريات لعبها في البطولة، على الرغم من الأداء الضعيف للمنتخبات المنافسة.
وشددت النائبة الدكتورة ندى ألفي ثابت، على ضرورة التعاقد مع مدرب وطني بديلا لفيتوريا الذي يتقاضي 2 مليون و400 ألف دولار سنويا ولم يقدم شيئًا للمنتخب حتى الآن، وطالبت النائبة، بمحاسبة المسؤولين عن هذا الإخفاق، ووضع استراتيجية لإصلاح منظومة كرة القدم في مصر.
كما تقدم النائب سليمان وهدان، عضو مجلس النواب ونائب رئيس حزب الوفد، بطلب إحاطة موجه إلي رئيس مجلس الوزراء، ووزير الشباب والرياضة بشأن خروج مصر من بطولة كأس الأمم الأفريقية المقامة حاليا في كوت ديفوار من الدور ثُمن النهائي بالرغم من أن الدولة المصرية سخرت جميع التسهيلات والإمكانيات والدعم الشعبي والرسمي ماليا ومعنويا لمنظومة كرة القدم في مصر ممثلة في الاتحاد المصري لكرة القدم، الذي لم يكن له أي إنجاز رياضي، حيث تم تشكيله من خلال شلل كلفت الدولة ميزانية كبيرة وجهاز إداري يأخذ مرتبه بالعملة الصعبة، مطالبا بمحاسبة هذا الفساد ومحاسبة المتسببين في إهدار المال العام الوقوف على المتسبب في هذا الوضع الذي وصلت إليه منظومة كرة القدم في مصر.
واختتم عضو مجلس النواب طلبه، قائلا: "لقد حان وقت المحاسبة التي نطالب بها منذ خروج مصر من كأس العالم، ومحاسبة كل من تسبب فيما وصلنا إليه من وضع مؤسف وحزين أساء لسمعة كرة القدم المصرية، نتيجة الفشل وسوء الإدارة الذي أدي إلي الخروج المهين لنا ولتاريخنا"، مطالبا مجلس إدارة الاتحاد بالتقدم باستقالته وحل المجلس الذي تسبب في الإخفاق المتكرر للمنتخب بعد أن كانت مصر حاملة اللقب لسبع مرات.
من جانبه تقدم النائب أيمن محسب، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة موجه إلى رئيس مجلس الوزراء، ووزير الشباب والرياضة، بشأن إخفاق المنتخب المصري لكرة القدم في البطولة الأفريقية، والأداء المتواضع الذي ظهر به، ومحاسبة المسئول عن التعاقد مع المدرب فيتوريا الذي يتقاضى 2 مليون و400 ألف دولار سنويا رغم أنه لم يقدم شيئا للفريق القومي حتى الآن، الأمر الذي يُعد إهدارا للمال العام.
وقال النائب في طلبه، هناك حالة من الصدمة أصابت جمهور كرة القدم بعد خروج المنتخب المصري من بطولة الأمم الأفريقية، بعد أداء شديد التواضع على مدار 4 مباريات، وهو أمر يجب أن نتوقف عنده خاصة أن هذه اللعبة هي اللعبة الشعبية الأولي في مصر والتى تحظى بدعم كبير على كافة المستويات.
وأضاف أن خروج مصر من البطولة الأفريقية هو انعكاس طبيعي لما آلت إليه كرة القدم بصفة خاصة ومنظومة الرياضة بصفة عامة في مصر، التى أصابها العشوائية والفساد وسوء الإدارة خاصة من جانب اتحاد الكرة، نتيجة الاختيارات الخاطئة، وسياساته العشوائية التى تنم عن عدم فهم ووعي بمتطلبات المرحلة واحتياجات الفريق القومي وصولا إلى الفشل الذريع في إدارة منظومة كرة القدم في مصر، أو حل مشاكلها، فكان الاتحاد دائما مصدر للمشكلات وجزءا منها.
وتوجه عضو مجلس النواب، بسؤال إلى وزير الرياضة: لماذا وصل منتخبنا الوطني هذه المرحلة رغم الدعم السياسي غير المسبوق المقدم له؟، مؤكدا أن المنتخب الوطني أصبح في حالة يُرثى لها على يد اتحاد الكرة بقيادة جمال علام، وهو يستدعى الاستقالة الفورية وتحملهم مسئولية ما قدمه الفريق من مستوى متواضع، قائلا:"كفانا مجاملات لم تورثنا سوى الإخفاقات المتلاحقة حتى تحول أصبح الأمر إهدارا للمال العام."
وتابع: الفريق القومي لعب البطولة في ظل إجماع على تواضع مستوى المدرب روي فيتوريا، الذي تعاقد معه اتحاد الكرة مقابل 2 مليون و400 ألف دولار سنويا، أى أنه يحصل على 200 ألف دولار شهريا، وهو بذلك يتصدر قائمة أعلى رواتب مدربي القارة محتلا المركز الثاني، رغم أنه لم يقدم شىء يذكر ولم ينفذ مشروعا لكرة القدم المصرية كما برر أعضاء الاتحاد التعاقد معه لمدة 4 سنوات"، مطالبا بمحاسبة المسؤولين عن التعاقد مع المدرب فيتوريا، كذلك محاسبة المسؤولين عن المجاملات في اختيار اللاعبين، وما حدث داخل معسكر المنتخب من وقائع وأحداث تعكس وجود حالة من التسيب وعدم الالتزام بالمهمة القومية التى يقوم بها الفريق.
وشدد النائب على ضرورة محاسبة المسئولين عن هذا الإخفاق ممثلا في اتحاد اللعبة الذي يحصل على كل أشكال الدعم، لأن التقاعس عن عدم محاسبة هذا الاتحاد سيؤدي إلى مزيد من الفشل والإخفاقات، وأن تخضع عملية اختيار المدربين لمجموعة من المعايير الثابتة والواضحة والتى تتناسب مع طموح الشعب المصري الذي تُعد كرة القدم بالنسبة له متنفسا مهما.
وطالب بوضع استراتيجية واضحة لإدارة وتطوير منظومة كرة القدم، التى تحتاج إلى تغييرات جذرية للقضاء على العشوائية السائدة والمجاملات والفساد المالي والإدارى فيها، مؤكدا أن اللعبة في كل دول العالم أصبحت صناعة ويمكن أن تصبح مصدرا مهما للدخل القومي.