كتب محمود العمرى
أكد عدد من الخبراء والمتخصصين في الشئون الدولية، أن الزيارة التاريخية للرئيس التركى رجب طيب أردوغان إلى مصر تأتي في توقيت مهم، وتؤكد أهمية توقيتها بسبب الأزمات التي تعصف بالمنطقة، فضلا عن التغيرات الجيوسياسية والاقتصادية التي يشهدها العالم، كما أنها تدل على نجاح الجهود المصرية فى المنطقة، وتتويجا للجهود المصرية التركية المشتركة للارتقاء بمستوى العلاقات.
انعكاس على المنطقة
وكشف الدكتور محمد فايز فرحات، مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية، أن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى القاهرة سينعكس بشكل كبير على المنطقة، والتناقض بينهما ينعكس أيضًا على المنطقة بشكل عام وينعكس على ملفات مختلفة، ويضيع بالتأكيد فرص تعاون كبيرة بين الجانبين.
وأوضح في تصريحات تلفزيونية أن مصر دولة رئيسية في الإقليم والمنطقة العربية، وتركيا أيضًا دولة مهمة من دول الجوار الجغرافي للقوى العربية.
وأكد أن واحدة من الحقائق المهمة في العلاقات بين البلدين أن التوافق ينعكس على الإقليم والملفات الرئيسية في المنطقة والتناقض بينهما ينعكس بينهما على المنطقة.
تحمل العديد من الدلالات
فيما أكدت الدكتورة عقيلة دبيشي الخبيرة في الشئون الدولية ومدير المركز الفرنسي للدراسات أن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى مصر تأتي تتويجًا لجهود تطبيع العلاقات بين البلدين ، وتنطوي الزيارة على أهمية كبرى كونها أول زيارة رسمية على مستوى الرؤساء منذ نحو11 عامًا، إذ كانت آخر زيارة لرئيس تركي إلى مصر هي تلك التي أجراها الرئيس السابق عبد الله جول في فبراير عام 2013.
وشددت على أن زيارة الرئيس التركي لمصر تحمل العديد من الدلالات أبرزها حرص تركيا على تعزيز وتطوير العلاقات مع مصر على جميع الأصعدة، وهو ما يؤكد على انطلاقة نوعية حال وصول الرئيسان إلى حلول توافقية لهذه الملفات، مؤكدة على أن التقارب بين البلدين يعود إلى الأحداث والتطورات في المنطقة والتي تستدعي التوافق بين الدول الكبرى فيها لمواجهة تداعيات العدوان الإسرائيلي على غزة، وأن هذا التقارب والتعاون سيُسهم في حل كثير من الأزمات التي تُشعل المنطقة، وعلى رأسها أزمة ليبيا، ونزع فتيل التوتر في المتوسط، بجانب تطوير التعاون في ملفات يوجد فيها تقارب في وجهات النظر، منها أزمة السودان وأزمة الصومال.
وتابعت أنه من ضمن الملفات الهامة هي الملف الإقليمي، والذي سيتناول تطورات حرب غزة، والموقف المصري التركي الداعم للفلسطينيين والرافض لتهجير سكان القطاع، وجهود إنهاء الحرب وإحلال السلام، بالإضافة إلى الملف الأمني والعسكري، ويخص التعاون بين البلدين في هذا المجال، وتفاصيل التصنيع المشترك، حيث تستفيد مصر من تكنولوجيا الطائرات المسيّرة التي أصبحت تركيا من الدول الرائدة عالميا فيها، كما يمكن لأنقرة الاستفادة من تكنولوجيا صناعة الدبابات المصرية وبعض الصناعات العسكرية الأخرى ذات الاهتمام المشترك، وهذا التكامل من الممكن أن يؤدّي إلى طفرة في الصناعات التسليحية في البلدين، والملف الاقتصادي، ويُناقش تطوير التبادُل التجاري الذي ارتفع إلى 7.7 مليار دولار خلال عام 2022، مقابل6.7 مليار دولار خلال 2021، بزيادة قدرها 14%.