الجمعة، 22 نوفمبر 2024 03:34 م

الأثر المتبادل ببن النوم والسلوك الإجرامي.. قلة النوم تتسبب في احتمالية الانجراف نحو الجريمة.. وجرائم العنف وتعاطي المخدرات أكثر شيوعًا ليلا.. وضرورة سن قوانين تحدد شروط العمل الليلي ومراعاة تأثيرها على النوم

الأثر المتبادل ببن النوم والسلوك الإجرامي.. قلة النوم تتسبب في احتمالية الانجراف نحو الجريمة.. وجرائم العنف وتعاطي المخدرات أكثر شيوعًا ليلا.. وضرورة سن قوانين تحدد شروط العمل الليلي ومراعاة تأثيرها على النوم خطورة السهر - أرشيفية
الإثنين، 18 مارس 2024 09:00 ص
كتب علاء رضوان

>>قلة النوم تتسبب في احتمالية الانجراف نحو السلوك الإجرامي

>>حوادث الانتحار وتعاطي المخدرات والجرائم العنيفة أكثر شيوعًا في الليل

>>الأفراد الذين يعانون من قلة النوم قد يكونون أكثر تهيجًا وغضبًا

>>ينصح الخبراء بضرورة الحفاظ على نمط نوم صحي للحد من هذه الآثار السلبية

>>نقص النوم يرتبط بزيادة في مستويات هرمون التوتر

>>الأفراد الذين يعانون من اضطرابات النوم قد يكونون أكثر عرضة للمشاركة في سلوكيات إجرامية

>>الشباب الذين يعانون من نقص النوم قد يظهرون تفاعلاً أكبر تجاه المواقف المحتملة للتورط في الجريمة

>>قلة النوم له تأثير على الصحة العقلية ومنها زيادة في مشاكل القلق والاكتئاب وتقليل التركيز والانتباه

 >>ضرورة وضع برامج إصلاحية في السجون لتحسين جودة النوم للسجناء  

>>ضرورة سن قوانين تحدد شروط العمل الليلي مع مراعاة تأثيرها على النوم

 

لا شك أن الحرمان من النوم يعد من أهم العوامل التي تشعر الشخص بالتعب المستمر والإجهاد وقلة التركيز والتوتر واعتلال المزاج، ولكن لم يكن في الحسبان أن الأمر يمكن أن يتطور إلى حد زيادة احتمالية ارتكاب الجرائم في المستقبل لمقلى النوم الذين يعانون من إجهاد مستمر ولا يتمتعون بالقدر الكافي من النوم، فقد كشفت العديد من الدراسات أن الدماغ ليس من المفترض أن يكون مستيقظًا بعد منتصف الليل، وإن السهر لوقت متأخر يؤدي فقط إلى سلوك أكثر اندفاعًا وقرارات عالية المخاطر، مثل الإفراط في الأكل أو النشاط الإجرامي.

 

ويرى العديد من الباحثون أن البقاء مستيقظًا أثناء الليل "منتصف الليل بالنسبة لمعظم الناس" يسبب تغيرات فيزيولوجية عصبية في الدماغ هذا يجعل الناس ينظرون إلى العالم بشكل سلبي أكثر مما ينظرون إليه أثناء النهار، ويمكن أن يكون للنتائج تداعيات مهمة على عدد لا يحصى من الأشخاص الذين يتعين عليهم البقاء مستيقظين في منتصف الليل - بما في ذلك أصحاب الوظائف الأمنية والعاملين في مجال الرعاية الصحية، وغيرهم ممن تضطرهم أعمالهم للسهر لساعات طويلة. 

 

طس

 

الدماغ يصبح معرض للمخاطر بعد منتصف الليل

 

في التقرير التالى، يلقى "برلماني" الضوء على إشكالية في غاية الأهمية ألا وهى الأثر المتبادل ببن النوم والسلوك الإجرامي، خاصة وأن دراسات سابقة لاحظت أن الناس أكثر عرضة للانخراط في سلوكيات ضارة أثناء الليل، وإحصائيًا تعد حوادث الانتحار وتعاطي المخدرات والجرائم العنيفة أكثر شيوعًا في الليل، وتأثير النوم على السلوك الإجرامي يعد موضوعًا مهمًا، حيث تشير الدراسات إلى أن نقص النوم قد يزيد من احتمالية التصرفات الإجرامية، بحيث يظهر أن الأفراد الذين يعانون من قلة النوم قد يكونون أكثر تهيجًا وغضبًا، مما يؤثر على تفاعلهم مع الآخرين وقراراتهم - بحسب أستاذ القانون الجنائى والخبير القانوني الدولى محمد أسعد العزاوي.

 

في البداية - تأثير النوم على الوظائف العقلية يمكن أن يؤدي إلى فقدان التركيز وضعف القدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة، مما قد يزيد من احتمالية الانجراف نحو السلوك الإجرامي، لذلك ينصح الخبراء بضرورة الحفاظ على نمط نوم صحي للحد من هذه الآثار السلبية وتعزيز السلوك الإيجابي، وفى هذا الإطار سنتناول 3 مطالب لابد من الحديث عنها، حيث سنتحدث في المطلب الأول، عن أهم الدراسات والبحوث التي تبحث تأثير عدم النوم وارتباطها بالسلوك الإجرامي، بينما سنتناول في المطلب الثاني، التأثيرات السلبية لعدم جودة النوم، أما المطلب الثالث فكان من نصيب الحلول القانونية للحد من عدم جودة النوم وتأثيرها على السلوك الإجرامي – وفقا لـ"العزاوى". 

 

ططس

 

المطلب الأول: أهم الدراسات والبحوث التي تبحث تأثير عدم النوم وارتباطها بالسلوك الإجرامي.

 

أن دراسات عديدة أشارت إلى تأثير النوم على السلوك الإجرامي، فمثلاً أظهرت دراسة نُشرت في مجلة "Sleep" عام (2014م) أن نقص النوم يرتبط بزيادة في مستويات هرمون التوتر الذي يمكن أن يزيد من توتر الفرد ويؤثر على استجابته للمواقف الضاغطة، وبحسب أبحاث أُجريت في جامعة كاليفورنيا، فإن عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم يمكن أن يؤدي إلى انخراط أكبر في سلوكيات، مثل العدوان وعدم احترام القوانين، وتشير هذه الدراسات إلى أهمية فهم العلاقة بين النوم والسلوك الإجرامي، وتسليط الضوء على أهمية تحسين عادات النوم للحد من الاضطرابات السلوكية – الكلام لـ"العزاوى".

 

 

وفي دراسة أخرى - نُشرت في "Journal of Experimental Criminology" أوضحت أن الأفراد الذين يعانون من اضطرابات النوم قد يكونون أكثر عرضة للمشاركة في سلوكيات إجرامية، كما يتمثل إحدى الآليات المحتملة في أن نقص النوم يؤثر على التحكم في الانفعالات والتفكير العقلي، مما يزيد من احتمالية اتخاذ قرارات غير مدروسة - علاوة على ذلك - أجريت دراسات عديدة حول تأثير النوم غير الكافي على مستويات الهرمونات، مثل هرمون الغضب والإجهاد، مما يعزز السلوك العدواني ويزيد من فرص المشاركة في أنشطة إجرامية – طبقا لـ"العزاوى". 

 

ظظظييي

 

ومن جانب آخر - ففي دراسة أُجريت في جامعة "Pennsylvania State" أشارت إلى أن الشباب الذين يعانون من نقص النوم قد يظهرون تفاعلاً أكبر تجاه المواقف المحتملة للتورط في الجريمة، وذلك بسبب تأثير النوم على مراحل التنمية العقلية، وهناك بحث آخر في "Sleep Medicine Reviews" أظهر أن الأفراد الذين يعانون من الأرق أو اضطرابات النوم قد يكونون أكثر عرضة للإدمان، وهو جانب يمكن أن يرتبط بزيادة في السلوكيات الإجرامية لتلبية احتياجاتهم، هذه الأبحاث والدراسات تسلط الضوء على أهمية الوعي بأهمية النوم الجيد في تحسين الصحة العقلية والتقليل من فرص التورط في سلوكيات إجرامية.

 

المطلب الثاني: التأثيرات السلبية لعدم جودة النوم.

 

لا شك أن عدم النوم له تأثيرات كبيرة على جسم الإنسان ومن ضمن تلك التأثيرات هو التأثير على الصحة العقلية ومنها زيادة في مشاكل القلق والاكتئاب، وتقليل التركيز والانتباه، مما يؤثر على أداء الوظائف اليومية، ويضاف إلى ذلك تأثيرات على الصحة الجسدية ومنها زيادة في مخاطر الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكري، ومنها أيضاً تقليل نظام المناعة، مما يجعل الجسم أكثر عرضة للأمراض - وفي نفس المقام - فإن هناك تأثيرات على الأداء العملي والتعلم، ومنها تقليل الإنتاجية والأداء الذهني، وهذا يعني تأثيرا على القدرة على اكتساب المعرفة والتعلم الفعّال. 

 

download

 

ولابد من التأكيد على أنها لها تأثيرات اجتماعية ومنها زيادة في التوتر والتصاعد في العلاقات الاجتماعية، مما تؤدي إلى تقليل القدرة على فهم ومواكبة الآخرين، وأخيراً تأثيرات على السلوك الإجرامي فقد يؤدي عدم النوم إلى زيادة في ميول الفرد نحو السلوكيات العدائية والمخالفة للقانون، لذلك يجب أن يراعي الأفراد أهمية الحفاظ على نوم جيد للحفاظ على صحتهم الشاملة وتجنب تلك التأثيرات السلبية.

 

المطلب الثالث: الحلول القانونية للحد من عدم جودة النوم وتأثيرها على السلوك الإجرامي.

 

تحتاج الحلول القانونية لتأثير النوم على السلوك الإجرامي إلى مجموعة من الإجراءات، وذلك يتضمن عدة أمور، ويتم ذلك من خلال تشديد ساعات العمل حيث فرض قوانين تقييدية لساعات العمل لضمان حصول الأفراد على نوم كافٍ، مما يقلل من احتمالية الإرهاق وتأثيره على السلوك، إضافة إلى ذلك حقوق الموظفين ويأتي ذلك من  وضع قوانين لحماية حقوق الموظفين فيما يتعلق بساعات العمل والراحة، مما يعزز فرص الحصول على نوم جيد. 

 

ظظظي

 

وفي نفس المقام - ضرورة التوعية في المدارس حول إدماج التوعية حول أهمية النوم الصحي في المناهج المدرسية لتشجيع الشباب على الحفاظ على أنماط نوم منتظمة، وفيما يتعلق بقوانين القيادة حيث إن فرض قيود على ساعات القيادة للسائقين لتجنب حوادث السير نتيجة للنوم غير الكافي، ولعل من المهم التشجيع على أنماط حياة صحية ويأتي ذلك من خلال تعزيز السياسات التي تشجع على أسلوب حياة صحي، بما في ذلك روتين منتظم للنوم والتغذية الجيدة، بالإضافة إلى ما ذكر فأننا نرى أنه من الأهمية بمكان أن تكون هناك تشريعات خاصة بالنوم الصحي، وذلك من خلال وضع قوانين تعزز أهمية النوم الصحي وتشدد على أهمية توفير بيئة مناسبة للراحة، سواء في المدارس أو أماكن العمل.

 

ضرورة وضع برامج إصلاحية في السجون

 

ومن ناحية أخرى - ضرورة وضع برامج إصلاحية في السجون، حيث تساهم هذه البرامج الإصلاحية داخل السجون على تحسين جودة النوم للسجناء، مما قد يؤثر إيجابياً على سلوكهم بعد الإفراج، ولعل من المهم أن نؤكد على أهمية دعم الأبحاث وتشجيع التشريعات التي تدعم الأبحاث حول تأثير النوم على السلوك الإجرامي، لتوفير أسس علمية قوية لاتخاذ القرارات القانونية، ومن الجدير بالملاحظة ضرورة التشجيع على برامج إدارة التوتر وذلك من خلال تبني قوانين تشجع على توفير برامج إدارة التوتر في مؤسسات العمل والمدارس، حيث يمكن أن يكون التوتر عاملًا رئيسيًا يؤثر على جودة النوم. 

 

خخخخخخ

 

ومن هذا المنطلق - فإن التفاعل مع مشكلات النوم في النظام القضائي إدماج تفاعل أفضل مع قضايا الأفراد الذين قد يعانون من مشاكل في النوم، مع اتخاذ إجراءات قانونية تأخذ في اعتبارها تأثير ذلك على السلوك، ومن الضروري تطوير نظام فعّال لرصد البيانات والإحصاءات المتعلقة بتأثير النوم على السلوك الإجرامي، مما يساعد في تحديد اتجاهات وتكوين سياسات فعّالة - وفي المقام نفسه - فإن العمل مع القطاع الصحي، لتحسين التعاون بين القطاعين القانوني والصحي مهم جداً وذلك لتقديم الدعم اللازم للأفراد الذين قد يعانون من اضطرابات النوم وتأثيراتها على السلوك.

 

ضرورة سن قوانين تحدد شروط العمل الليلي مع مراعاة تأثيرها على النوم

 

وتماشياً مع ما تم ذكره فإن التحقق من ساعات العمل للمهن ذات الخدمة العامة، وتطبيق سياسات تحدد وتراقب ساعات العمل للمهن ذات الخدمة العامة لضمان أداء مهامها بشكل فعّال وتقليل مخاطر التعب والنوم غير الكافي، وأخيراً ضرورة الأخذ بالحسبان مسألة التحقق من شروط العمل الليلي، ووضع قوانين تحدد شروط العمل الليلي مع مراعاة تأثيرها على النوم، وضمان توفير ظروف ملائمة للعاملين في هذه الفترات. 

 

ططيي

 

خلاصة القول:

 

في نهاية المطاف، ومن خلال هذه الدراسات، نجد أن جودة النوم تلعب دورًا حاسمًا في تشكيل السلوك الإجرامي، ويشير فهم هذه العلاقة إلى أهمية تكامل سياسات صحية واجتماعية تستهدف تحسين نوعية النوم وبالتالي تقليل التصرفات الإجرامية في المجتمع، لذلك فإن تأثير النوم على السلوك الإجرامي يمكن أن يتم التصدي له بفعالية من خلال مجموعة من الحلول القانونية.

 

وقد تشمل تلك تشديد القوانين المتعلقة بساعات العمل وحقوق الموظفين، وتعزيز البرامج الإصلاحية داخل السجون، وتطوير التوعية في المدارس والمجتمع، بالإضافة إلى تشجيع التعاون بين القطاعين القانوني والصحي، هذه الجهود المتكاملة يمكن أن تسهم في تقليل التأثيرات السلبية لنقص النوم على السلوك الإجرامي، كل ذلك يمكن أن يساهم في تعزيز بيئة صحية ومستقرة في المجتمع.

 
82662
 
ططي
 

أستاذ القانون الجنائى والخبير القانوني الدولى محمد أسعد العزاوي


الأكثر قراءة



print