شجعت إسبانيا دولا أوروبية أخرى على الاعتراف بدولة فلسطين، حيث أعلنت أيرلندا ومالطا وسلوفينيا بالاتفاق مع إسبانيا على الاعتراف بدولة فلسطين عند توفر الظروف المناسبة، ووصفتها صحيفة "لابانجورديا" الإسبانية أنها خطوة "تاريخية".
وذكر بيان مشترك عن البلدان الأربعة، أن قادتها التقوا فى بروكسل على هامش اجتماع قادة دول الاتحاد الأوروبى على مدار يومين،وأضاف أن القادة أكدوا الحاجة الملحة إلى وقف فورى لإطلاق النار، والإفراج غير المشروط عن الرهائن، والزيادة السريعة والضخمة والمستدامة للمساعدات الإنسانية إلى غزة.
كما اتفقوا، بحسب البيان، على أن السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار الدائمين فى المنطقة يمر من خلال تنفيذ حل الدولتين.
وسبق أن أعلنت بلجيكا أنها قررت الاعتراف بالدولة الفلسطينية من حيث المبدأ، وأنها ستفعل ذلك عندما يحين الوقت المناسب، وقال رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، أن قرار البلدان الأربعة بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية حينما تتوفر الظروف المناسبة يعد قرارا عادلا، ويمكن أن يساعد على حل الصراعات بين إسرائيل وفلسطين.
وجدد رئيس الوزراء الإسبانى دعوته إلى وقف إطلاق النار، ووقف إسرائيل هجماتها على قطاع غزة، لافتا إلى إعلان مدريد رغبتها فى الاعتراف بدولة فلسطين خلال الدورة التشريعية الحالية للبرلمان الإسبانى، وأشار إلى مشاركة دول أوروبية الرغبة نفسها مع إسبانيا فى هذا الإطار، كما أنه أشار إلى أن فلسطين تحظى باعتراف أكثر من 130 دولة.
أما رئيس مجلس الاتحاد الأوروبى شارل ميشيل، فوصف القرار المشترك بين البلدان الأربعة بأنه يمكن اعتباره بمثابة وسيلة ضغط لاتخاذ خطوات ودعم الجهود الرامية إلى استئناف محادثات السلام.
وفى فرنسا، أكدت وزارة الخارجية الفرنسية، انفتاحها على الاعتراف بدولة فلسطينية "شريطة أن يكون ذلك ثمرة لمفاوضات"، وقالت أن "الدولة الفلسطينية التى يجب إنشاؤها لا بد أن تكون قابلة للحياة، ويجب أن تقوم على أرض متصلة، مع وجود سلطة فلسطينية يجب إعادة تنشيطها".
خريطة الدول التى تعترف بدولة فلسطين
وتتكون قائمة الدول التى تعترف بفلسطين من معظم دول أمريكا اللاتينية وإفريقيا. وكذلك الحال بالنسبة لأغلب دول المشرق العربى، ودول شمال غرب أوروبا، مثل تلك التى سبق أن سميت بأنها تابعة للاتحاد الأوروبي. كما أنها تحظى بالاعتراف بإمكانات عالمية كبيرة مثل روسيا والصين؛ لكن الأمر ليس كذلك من جانب الولايات المتحدة، الشريك الاستراتيجى لإسرائيل.
وبالفعل، صوتت الولايات المتحدة ضد القرار رقم 67/19 قبل عقد من الزمن، والذى سعى إلى الاعتراف بفلسطين كدولة مراقبة فى الأمم المتحدة. بينما عارض الأمريكيون والإسرائيليون سبع دول أخرى هي: كندا وجزر مارشال وميكرونيزيا وناورو وبالاو وبنما وجمهورية التشيك. وتغيبت خمس دول أخرى عن الجلسة - غينيا الاستوائية وكيريباتى وليبيريا ومدغشقر وأوكرانيا - وامتنع ما يصل إلى 41 دولة عن التصويت، مع حوالى 138 صوتًا مؤيدًا، بما فى ذلك البرتغال وإسبانيا.
مظاهرات تستمر لدعم غزة
ومن ناحية آخرى، يتظاهر الآلاف فى مدن وعواصم القارة الأوروبية للأسبوع الـ24، تنديدًا بتواصل مجازر الإبادة الجماعية فى قطاع غزة، وانطلقت المظاهرات وأقيمت الاعتصامات فى أكثر من 40 مدينة وعاصمة فى مختلف دول القارة العجوز ودول أخرى فى العالم.
وفى ألمانيا، خرجت نحو 20 مظاهرة منها 3 فى العاصمة برلين، و2 فى فرانكفورت وأيضًا 2 فى مدينة (بريمن وكيل وايسن وبون وساربروكن وماينز ودارمشتاد وشتوتغارت وبيلفيلد فولفسبورج ولايبزج).
وندد متظاهرون أمام السفارة الأمريكية فى "برلين" بالدعم العسكرى والسياسى والاقتصادى الأميركى، مطالبين بوقف شحنات الأسلحة المرسلة من الولايات المتحدة إلى الاحتلال الإسرائيلى.
كما خرجت 6 مظاهرات حاشدة فى العاصمة السويدية استوكهولم ومدن (مالمو وأوبسالا ومالمو ويوتبورى والينجسوس) وفى العاصمة الدنماركية "كوبنهاجن" ومدينة "أورهوس".
وطالب المتظاهرون بوقف فورى لـ الإبادة الجماعية على غزة، وبوقف لإطلاق النار، وبإدخال المساعدات الغذائية والطبية إلى غزة، ووقف استهداف الاحتلال للأطفال والنساء.
أما فى مظاهرة العاصمة النمساوية "فيينا" ردد المشاركون شعارات تندد بموقف الحكومة الداعم للإبادة الجماعية فى القطاع من خلال التصويت لعدة مرات ضد قرارات وقف إطلاق النار بالجمعية العامة للأمم المتحدة.
ودعا حكومة النمسا إلى اتخاذ مواقف حاسمة ورافضة للإبادة الحاصلة فى غزة، وإنهاء مواقف دعم الاحتلال الإسرائيلى الذى قتل المصابين والجرحى فى مشفى الشفاء خلال الأيام الماضية.