كان عثور الجيش الإسرائيلي على جثث 6 من الأسرى لدى حركة حماس فى رفح هو القشة التى أججت الغضب الشعبى والرسمى ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث تحولت الشوارع إلى طوفان بشرى أغلق كامل إسرائيل، فيما تعطلت كافة المرافق الحيوية وشهد الاقتصاد حالة من الشلل التام، غضبا من فشل حكومة نتنياهو في استعادة الأسرى من قطاع غزة، واتهم أهالى الأسرى رئيس حكومتهم بأنه يحمى مصالحه السياسية بدلا من استعادة أبنائهم.
ومنذ صباح الأثنين بدأ سريان الإضراب الذي دعت إليه النقابات العمالية لإجبار الحكومة الإسرائيلية على قبول وقف إطلاق النار في غزة وتحرير الرهائن، ما تسبب في تعطل عدة خدمات عامة بما فيها مطار بن جوريون الرئيسي وخدمات الحافلات والقطارات في عدة مناطق وحتى في ميناء حيفا، فيما يشمل الإضراب المدارس والجامعات وقطاعات اقتصادية واسعة، وكان أرنون بار ديفيد، رئيس الاتحاد الذي يعد أبرز نقابة عمالية إسرائيلية، قال في مؤتمر صحافي الأحد: "علينا أن نوقف هذا التخلي عن الرهائن، وتوصلت إلى استنتاج مفاده أن تدخلنا فقط هو الذي يمكن أن يحرك أولئك الذين يحتاجون لذلك، والإضراب سيشل الاقتصاد الإسرائيلي بكامله".
وأعلن اتحاد النقابات العمالية في إسرائيل أنه يدرس تمديد الإضراب العام إلى يوم غد الثلاثاء وتوسيعه ليشمل قطاعات أكبر، وجاء ذلك بعد أن تضامنت المعارضة الإسرائيلية مع دعوات الاضراب لحين سقوط حكومة نتنياهو، وقال يائير لابيد، رئيس المعارضة:" أبناؤنا وبناتنا جرى التخلي عنهم وهم يموتون في الأسر ونتنياهو منشغل بالتلفيقات. إنّه لا يهتم بمحور فيلادلفيا ولقاح شلل الأطفال، ولا يهتم إلا بالتحالف والحفاظ على سموتريتش وبن غفير. إنه يتخذ خطوات لسحق وتفكيك عائلات شعبنا "المخطوف" وشعب إسرائيل".
ومن جهته، دعا زعيم معسكر الدولة بيني غانتس من وصفهم بالجمهور للخروج إلى الشارع "فالوقت حان لاستبدال حكومة الفشل المطلق"، في إشارة لحكومة نتنياهو، وقال غانتس إن نتنياهو "خائف ومتردد ويلعب على الوقت لاعتبارات سياسية بدلا من إنقاذ الاسرى".
وجاء الإضراب بعد انتشال الجيش الإسرائيلي في وقت سابق جثث ست رهائن من نفق في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة، وقالت تل أبيب إنها عثرت على جثث الرهائن كرمل غات، وعيدن يروشالمي، وهيرش غولدبرغ بولين الذي يحمل أيضا الجنسية الأمريكية، وألكسندر لوبانوف الذي يحمل أيضا الجنسية الروسية، وألموغ ساروسي، وأوري دانينو، في نفق بمنطقة رفح جنوب قطاع غزة، ما أثار صدمة وغضبا.
وقالت نيرا سيروسي في تأبينها ابنها ألموغ: "لقد تم التخلي عنك، كل يوم، كل ساعة، 331 يوما تمت التضحية بك من أجل تدمير حماس"، في إشارة إلى تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو المتكررة بأنه سيواصل الحرب حتى القضاء على الحركة.
واعتبرت عائلات الأسرى أن هناك تعمد من قبل رئيس حكومة الاحتلال لتخريب صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، وطالبت "هيئة عائلات المختطفين" باستمرار شلّ الحركة في إسرائيل وقرأ المتظاهرون أسماء الاسرى الـ 101 الذين ما زالوا في أيدي حماس.
وكتب صحيفة إيديعوت أحرونوت أن عائلات الأسرى والمعتقلين الإسرائيليين قد صرّحت سابقا أنّ "نتنياهو وأعضاء حكومته السياسيّة والأمنيّة حوّلوا محور فيلادلفيا إلى مقبرة مختطفينا، وقرارهم بالبقاء في محور فيلادلفيا ليس له مصداقية موضوعية، ونتنياهو ليس حامي الأمن، بل سيد الموت الذي يعرقل الاتفاق فقط، إنه يريد إعدام الخاطفين، ولذلك من أجل منع قتل الأسرى وإنقاذ حياتهم، هناك شيء واحد فقط يجب القيام به، وهو الإطاحة بنتنياهو واستبداله فورا حتى يتمكن أسرانا من العودة... على نتنياهو أن يرحل الآن".
وفي ظل ضغوط متزايدة في إسرائيل للتوصل إلى اتفاق لإطلاق الرهائن، بعد أشهر من الجمود في المفاوضات، توعد نتانياهو حماس بـ"تصفية الحساب" معها. وقال موجها حديثه لحماس: "من يقتل الرهائن لا يريد اتفاقا" على هدنة في غزة، مضيفا: "سنطاردكم ونقبض عليكم". وأكد وزير الدفاع يوآف غالانت أن الرهائن "قتلوا بدم بارد بأيدي حماس قبل وصولنا إليهم".
في المقابل، حمّل عضو المكتب السياسي لحماس عزت الرشق اسرائيل مسؤولية مقتل الرهائن، وقال في بيان: "من يتحمّل مسؤولية موت الأسرى لدى المقاومة هو الاحتلال الذي يصرّ على مواصلة حرب الإبادة الجماعية والتهرّب من الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار"، مشيرا إلى أن الستة "لم يتم قتلهم إلا بالقصف الاسرائيلى".
وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه تم العثور في قطاع غزة على جثث ست رهائن بما في ذلك جثة الإسرائيلي الأمريكي هيرش غولدبرغ بولين.وقال بايدن في بيان: "في وقت سابق، عثرت القوات الإسرائيلية في نفق تحت مدينة رفح، على جثث ست رهائن كانت حماس تحتجزهم"، مضيفا "لقد تأكّدنا الآن أنّ أحد الرهائن.. كان المواطن الأمريكي هيرش غولدبيرغ بولين".
وأضاف بايدن: "لا يُخطئنّ أحد. قادة حماس سيدفعون ثمن هذه الجرائم. وسنواصل العمل على مدار الساعة للتوصل إلى اتفاق يضمن إطلاق سراح الرهائن المتبقين".