بهدف نشر الوعي بين الأفراد والمجتمعات حول ضرورة رعاية كبار السن والحفاظ على حقوقهم وتسليط الضوء على الإسهامات الكبيرة التي يقدمها المسنون في التنمية الشاملة داخل المجتمع، قررت منظمة الأمم المتحدة منذ عام 1990 تخصيص يوم الأول من أكتوبر كل عام للاحتفال بكبار السن وجعله يومًا عالميًا لهم، وذلك لإتاحة الفرصة لإبراز المساهمات المهمة التي يقدمها كبار السن للمجتمع، بجانب زيادة الوعي بفرص وتحديات الشيخوخة والتعرف على أهم القضايا التى تتعلق باحتياجاتهم والخدمات المقدمة.
ومن المعروف أن الشيخوخة هي حقيقة بيولوجية تحدث خارج نطاق التحكم البشري وبالطبع يختلف تعريفها من مجتمع لآخر، وعلى الرغم من أن مفهوم الشيخوخة مفهوم نسبي، إلا أن معظم الدول تعتبر التقدم في العمر وبلوغ سن التقاعد مؤشرًا على الشيخوخة، ويتراوح هذا السن في معظم الأحيان من 60-65 عامًا، كما أن في عدة مناطق أخرى لا يؤخذ العمر بعين الاعتبار لتحديد شيخوخة الشخص، فهناك عوامل أخرى تحدد سن التقاعد مثل: القدرة على أداء الأعمال أي أن الشيخوخة تبدأ عند عدم قدرة الشخص على المشاركة بشكل فعال في المجتمع.
وفى هذا الإطار، وفى اليوم العالمى للمسنين، والذى يُحتفل به هذا العام تحت شعار "تسليط الضوء على كبار السن فى حالات الطوارئ"، أصدر الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء تقريرًا رسميًا يتضمن عدد من الحقائق حول أوضاع المسنين في مصر، جاء في مقدمتها، وجود نحو 1.3 مليون مسن في سوق العمل بنسبة 14.6% من إجمالي عدد المسنين، والذى يبلغ حوالى 9.3 مليون مسن بنسبة 8.8% من إجمالي عدد السكان فى 2024.
وأكد الجهاز في تقريره، حرص الدولة دائمًا على رعاية المسنين والحفاظ على حقوقهم، مشددًا على تجلي ذلك من خلال نص المادة 83 من الدستور المصري 2014، حيث تنص المادة على أن: "تلتزم الدولة بضمان حقوق المسنين صحيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا وترفيهيًا وتوفير معاش مناسب يكفل لهم حياة كريمة وتمكينهم من المشاركة في الحياة العامة، وتراعي الدولة في تخطيطها للمرافق العامة احتياجات المسنين، كما تشجع منظمات المجتمع المدني على المشاركة في رعاية المسنين".
كما أشار جهاز الإحصاء، إلى اعتبار عمر 60 عاما فأكثر، هو عمر المسنين في مصر وذلك أخذًا في الاعتبار أن سن التقاعد عن العمل الحالي في مصر هو 60 سنة، لافتًا إلى عدد المسنين الذكور والذى بلغ 4.6 مليون بنسبة 8.5% من إجمالي السكان الذكور، بينما بلغ عدد المسنات الإناث 4.7 مليون بنسبة 9.2% من إجمالي السكان الإناث.
ومن الحقائق التى ذكرها التقرير الإحصائى حول كبار السن، نسبة الأمية بين المسنين، والتي بلغت 51.5% خلال عام 2023، بواقع 37.7% من إجمالي ذكور المسنين، و 65.8% من إجمالي الإناث المسنات، وفى المقابل بلغت نسبة لحاصليـن على مـؤهل جامعي فـأعلى بين المسنين 10.5%، بواقع 14% من إجمالي الذكور المسنين، و6.8% من إجمالي الإناث المسنات، خلال عام 2023.
وذكر التقرير الصادر عن جهاز الإحصاء حول أوضاع كبار السن في مصر بمناسبة اليوم العالمى للمسنين الذى يُحتفل به اليوم، توقع البقاء على قيد الحياة بالنسبة للذكور والإناث خلال 2024، والذى سجل 69.1 سنة للذكور، وارتفع لدى الإناث ليسجل 74.1 سنة، وذلك خلال العام الحالي "2024".
وتضمنت الحقائق حول أوضاع المسنين في مصر، الإشارة إلى نسب الوفيات بين المسنين، والتي سجلت في آخر إحصائية لها 44.9% من إجمالي وفيات عام 2022، بواقع 46.3% من إجمالي وفيات الذكور في هذا العام، مقابل 43.4% من إجمالي وفيات الإناث.
وفى الإطار ذاته، ذكر التقرير الصادر عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء بمناسبة اليوم العالمى للمسنين، عدد من الحقائق والمعلومات عن المسنين حول العالم، والتي استند فيها على الإحصاءات الواردة في التقرير الاجتماعي العالمي لعام 2023، والذي أصدرته إدارة الأمم المتحدة للشئون الاقتصادية والاجتماعية، حيث أشارت تلك الإحصاءات إلى إنه من المتوقع أن يتضاعف عدد الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا فأكثر في جميع أنحاء العالم من 761 مليون شخص عام 2021 إلى 1.6 مليار شخص عام 2050، كما إنه من المتوقع أن تشهد مناطق شمال أفريقيا وغرب آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء أسرع نمو في عدد الأشخاص كبار السن على مدى العقود الثلاثة المقبلة، بينما تتمتع قارتا أوروبا وأمريكا الشمالية مجتمعتين بأعلى نسبة من الأشخاص كبار السن في الوقت الحالي.
كما أوضحت الإحصاءات العالمية، تزايد أعداد كبار السن حول العالم بشكل مستمر، حيث أن هناك شخص 1 من كل 10 أشخاص يبلغ من العمر 65 عامًا أو أكثر، وبحلول عام 2050 من المتوقع أن تمثل هذه الفئة العمرية شخصًا واحدًا من كل 6 أشخاص، هذا بالإضافة إلى إنه من المتوقع أن يرتفع عدد الأفراد المصنفين على أنهم في سن العمل الأكبر سنًا "55 - 64 عامًا" من 723 مليونًا في عام 2021 إلى 1075 مليونًا في عام 2050، و إلى 1218 مليونًا بحلول عام 2100.