الجمعة، 03 يناير 2025 02:55 م

دراسة ترصد أكبر 10 كوارث مناخية فى 2024.. تكلفة إعصار ميلتون فى أمريكا 60 مليون دولار والفيضانات فى الصين 15.6 مليون وانخفاض نهر الأمازون بنسبة 90%.. وتحذر: الفيضانات تهدد 8 ملايين عقار فى إنجلترا 2025

دراسة ترصد أكبر 10 كوارث مناخية فى 2024.. تكلفة إعصار ميلتون فى أمريكا 60 مليون دولار والفيضانات فى الصين 15.6 مليون وانخفاض نهر الأمازون بنسبة 90%.. وتحذر: الفيضانات تهدد 8 ملايين عقار فى إنجلترا 2025
الثلاثاء، 31 ديسمبر 2024 04:00 م
كتبت: هند المغربي
 
 
 
كشفت دراسة جديدة نشرها موقع مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية " أوتشا" أكبر 10 أحداث مناخية متطرفة هى الأكثر تكلفة هذا العام والتى تأثرت بأزمة المناخ حيث تسبب كل منها فى أضرار تجاوزت قيمتها مليارات الدولارات
 
كما تناول التقرير أيضا 10 أحداث متطرفة أخرى تسببت فى أضرار بشرية وبيئية هائلة، معظمها فى أفقر البلدان وكشف التقرير أنه تجاوزت الخسائر المالية التى تكبدتها العشرة أحداث الأكثر تكلفة أربعة مليارات دولار، لافتا إلى أنه تستند أغلب هذه التقديرات إلى الخسائر المؤمن عليها فقط، وهذا يعنى أن التكاليف المالية الحقيقية من المرجح أن تكون أعلى من ذلك، فى حين أن التكاليف البشرية غالباً ما تكون غير محسوبة.
 
وسلط التقرير الضوء على عشر أحداث مناخية متطرفة لم تتسبب فى خسائر كبيرة بما يكفى للتأمين عليها لتحتل المركز العاشر، ولكنها كانت مدمرة بنفس القدر وكثيراً ما أثرت على ملايين الأشخاص وشملت هذه الأحداث عدة أحداث فى بلدان أفقر حيث لا يتمتع كثير من الناس بالتأمين وحيث البيانات المتاحة أقل.
 
من حيث الأحداث التى تسببت فى أكبر تكلفة مالية فى عام 2024، تحملت الولايات المتحدة العبء الأكبر، حيث تصدر إعصار ميلتون فى أكتوبر القائمة باعتباره الحدث الوحيد الأكبر الذى تسبب فى أضرار بلغت 60 مليون دولار وقتل 25 شخصًا جاء إعصار هيلين الذى ضرب الولايات المتحدة وكوبا والمكسيك فى سبتمبر فى المرتبة التالية بتكلفة 55 مليون دولار وقتل 232 شخصًا.
 
ولن ينجو أى جزء من العالم من الكوارث المناخية المدمرة فى عام 2024، حيث كلفت الفيضانات فى الصين 15.6 مليون دولار وأدت إلى مقتل 315 شخصًا، والإعصار ياجى الذى ضرب جنوب غرب آسيا وأودى بحياة أكثر من 800 شخص. وضرب الإعصار ياجى الفلبين فى الثانى من سبتمبر، قبل أن ينتقل إلى وميانمار وفيتنام وتايلاند، حيث تسبب فى حدوث انهيارات أرضية وفيضانات مفاجئة وألحق أضرارًا بمئات الآلاف من المنازل والأراضى الزراعية.
 
كانت أوروبا مسؤولة عن ثلاث من أكبر 10 كوارث من حيث التكلفة مع العاصفة بوريس فى وسط أوروبا والفيضانات فى إسبانيا وألمانيا والتى كلفت 13.87 مليون دولار، وقتلت 258 شخصًا، منهم 226 فى فيضانات فالنسيا فى أكتوبر
 
ووفق التقرير لم تظهر المملكة المتحدة فى القائمة هذا العام ولكن فى ديسمبر حذرت وكالة البيئة من أن ربع العقارات فى إنجلترا، أى ثمانية ملايين، قد تكون معرضة لخطر الفيضانات بحلول عام 2050 بسبب تغير المناخ.
 
وركز التقرير على التكاليف المالية، والتى عادة ما تكون أعلى فى البلدان الأكثر ثراءً لأن لديها قيم ممتلكات أعلى ويمكنها تحمل تكاليف التأمين، فإن بعض الأحداث الجوية المتطرفة الأكثر تدميراً فى عام 2024 ضربت الدول الأكثر فقراً، والتى لم تساهم إلا قليلاً فى التسبب فى أزمة المناخ ولديها أقل الموارد للاستجابة.
 
وقد شملت هذه الكوارث إعصار تشيدو الذى دمر جزر مايوت فى ديسمبر وقتل أكثر من ألف شخص كما أدى الجفاف الرهيب فى كولومبيا إلى انخفاض منسوب نهر الأمازون هناك بنسبة 90%، مما يهدد سبل عيش السكان الأصليين الذين يعتمدون عليه فى الغذاء والنقل.
 
وأثرت موجات الحر على 33 مليون شخص فى بنجلاديش، كما أدت إلى تفاقم الأزمة الإنسانية فى غزة. وتعرضت منطقة غرب أفريقيا لفيضانات مروعة أثرت على أكثر من 6.6 مليون شخص فى نيجيريا وتشاد والنيجر وفى جنوب أفريقيا، أثرت أسوأ موجة جفاف على أكثر من 14 مليون شخص فى زامبيا وملاوى وناميبيا وزيمبابوى.
 
ومن جانبها قالت جوانا هايج، أستاذ الفيزياء الجويه فى جامعة كوليدج بلندن:يعد هذا التقرير بمثابة تذكير صادم بأن تغير المناخ لا يمكن تجاهله، بل إنه فى الواقع سوف يزداد سوءًا إلى أن نفعل شيئًا لوقفه لافته إلى أن الذين يقللون من أهمية أزمة المناخ لا يفعلون سوى الإضرار بشعوبهم والتسبب فى معاناة لا توصف فى جميع أنحاء العالم.
 
وقالت الدكتورة مريم زكريا، الباحثة فى قسم الطقس العالمى فى جامعة كوليدج بلندن: أن هذا التقرير ما هو إلا صورة خاطفة للدمار المناخى فى عام 2024. وهناك العديد من موجات الجفاف وموجات الحر وحرائق الغابات والفيضانات الأخرى غير المضمنة فى التقرير، والتى أصبحت أكثر تواترا وشدة.
وأضافت " أن أغلب هذه الكوارث تحمل بصمات واضحة لتغير المناخ. ومن الواضح أن الطقس المتطرف يتسبب فى معاناة لا تصدق فى كل أنحاء العالم. وخلف هذه الأرقام التى تقدر بمليارات الدولارات هناك أرواح وأرزاق مفقودة.
 
وأشارت إلى إننا بحاجة إلى مواصلة الاستثمار فى السبل الكفيلة بمساعدة الناس على تجنب الأذى. وتقليص استخدامنا للفحم والنفط والغاز، وهى نفس أنواع الوقود الأحفورى التى تعمل على تكثيف هذه الأحداث، يشكل خطوة مهمة فى هذا الاتجاه. وهناك خطوة أخرى تتلخص فى تهيئة الظروف المناسبة للتعامل بشكل أفضل مع الطقس المتطرف. وما لم نعمل على الجبهتين، فإن تكاليف تغير المناخ سوف تستمر فى الارتفاع".
 
 

 


print