يحتدم الصراع بين الزوجين ويصبح كل شيء مباحا بين الطرفين من سب وقذف على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى، ونشر صور وأسرار والإصرار على انتهاك خصوصية الطرف الآخر، والطلاق اونلاين، حتى الرؤية أصبحت تتم عن طريق -الواقع الافتراصي- بعد تعنت الزوجات ورفضها التنفيذ والحضور بمراكز الرؤية المنصوص عليها - قانونا- ليدخل الطرفان فى صراع على أمل الفوز وتصفية الحسابات والانتقام بعد فشل الزواج.
وأصبحت معارك الواقع الافتراضى تعصف بالحياة الزوجية وترتب عليه دخول الطرفين إلى أروقة محاكم الأسرة، فلا شيء أسوء من تجربة الوقوع ضحية للخلافات الزوجية-سواء للزوج أو الزوجة- فعندما يبدأ كابوس الانفصال والتناحر الأسرى يتدهور كل شيء، وذلك بعد تراكم الضغوط والتدخلات من قبل المحيطين، والخلافات الزوجية الطاحنة التى تدور رحاها أثر غياب التفاهم بين الأزواج والزوجات.. وخلال السطور التالية نرصد أغرب الدعاوى التى مثلت داخل أروقة محاكم الأسرة.
خلع بسبب السوشيال ميديا.. لزوجة رفضت انشغال زوجها بمواقع التواصل الاجتماعي
"رفض تحمل مسئولية رعاية ابنه بسبب اعتياده الانشغال بمواقع التواصل الاجتماعى فى الوقت الذى يقضيه بالمنزل بعد العودة من العمل، وأدمن الحديث غير الأخلاقى، وإرسال محدثات لصديقاته-الافتراضيات- واكتشفت مؤخرا زواجه عرفيا من أحدى الفتيات التى تعرف عليهم من خلال تلك المواقع، وعندها طلبت منه أن يراجع نفسه أو يطلقنى رفض، وتركنى معلقة طوال عام ونصف"..بهذه الكلمات وقفت زوجة تشكو بدعوى طلاق -خلعا-، ضد زوجها، أمام محكمة الأسرة بأكتوبر، طالبت فيها التفريق بينهما بسبب الضرر الواقع عليها، واتهمته بالتقصير فى حقوقها الشرعية.
وأكدت الزوجة: "زوجى دمر حياتى بعد 5 سنوات من زواجى، واعتاد على الإساءة لى، لأضطر للبحث عن أى وسيلة لإنهاء زواجى، بعد أن تحولت حياتى لجحيم، بسبب الأفعال الغريبة لزوجى وتعدد علاقاته، ومواعدته فتيات عبر مواقع الإنترنت".
حتى تنفيذ الرؤية بقى أونلاين
"زوجتى انقطعت عن تنفيذ أحكام الرؤية، وتعمدت حرمانى من طفلى، واستغلت حبى لأطفالى وابتزتنى للحصول على نفقات مبالغ فيه، ورفضت أن أتواصل مع الأطفال مؤخراً، والحل الوحيد أمامى التواصل معهم هاتفياً -اونلاين- وعندما امتنعت عن تمكينه منه لجئت لطلب الاستضافة من المحكمة".. بتلك الكلمات وقف أحد الأزواج المتضررين يشكو تخلف زوجته عن تنفيذ حكم الرؤية أمام محكمة الأسرة بالجيزة.
وطالب الزوج بإسقاط حقها فى الحضانة ونقلها لوالدته، وصرح بأنه لجأ لإقامة دعوى تعويض ضدها، بعد تهديدها له بقطع الوسيلة الوحيدة لتمكينه من التواصل مع أطفاله، بحيث أنه لجئ إلى محكمة الأسرة 4 مرات خلال الثلاثة شهور الماضية.
مواقع التواصل الاجتماعى تتسبب فى إجهاض زوجة
ووفقا لكثير من الدراسات فإن الاستخدام السيئ للتكنولوجيا و"السوشيال ميديا"، تسبب فى زيادة الخيانة الزوجية ونسبة الطلاق وكذلك الغيرة، وهو ما عانت من أحد الزوجات التى فقدت حملها بسبب عنف زوجها بعد إدمانه مواقع التواصل الاجتماعى وإهماله وعنفه، وإدمانه طوال الوقت على مواقع التواصل وخيانته لها، وتبديد أموالهما على تلك التصرفات الجنونية.
وأكدت الزوجة أن زوجها أصبح عالة عليها، ويطلب منها المال بعد أن يبدد راتبه وأمواله على علاقاته غير الشرعية، وانتهى زواجها منه بسبب إهماله ورفضه تحمل المسئولية.
طلاق أونلاين.. يضع الزوجة فى مأزق محاولة إثباته
رسالة الطلاق -أونلاين- كفيل بإن يدمر حياة زوجية دامت لسنوات، لتجد الزوجة نفسها أمام خيارين -التغاضى أو الذهاب لمحكمة الأسرة لإثبات الواقعة - بعد تنكر الزوج، لتروى زوجة بمحكمة الأسرة بمصر الجديدة مأساتها، فى محاولة إثبات تطليقها بعد تعرضها للضرر، أثر إرسال زوجها رسالة نصية عن طريق الواتساب، ألقى فيها يمين الطلاق.
وقصت الزوجة:" 12 عاما طلقنى فيها زوجى ثلاث مرات، الأولى طلاق موثق عن طريق المأذون، وأجبرنى أهلى على الرجوع مرة أخرى له، والثانية بدعوى خلع، والثالثة بإرساله يمين الطلاق على تطبيق واتس آب قائلا- أنتى طالق بالثلاثة -، فلم أظن أن الزواج من الممكن أن يكون بتلك البشاعة، ولكن السنوات التى قضيتها برفقة زوجى جعلونى أدرك أن نهايتى معه ستكون مأساوية".
وبتداول جلسات القضية، تم توجيه اليمين الحاسمة للزوج، فأنكر تطليقه لها، وقدم أدلة على سرقة حساباته على مواقع التواصل الاجتماعى، فى حين عجزت الزوجة عن تقديم الأدلة والمستندات اللازمة، أو الشهود.
مفيش خصوصية فى عصر الفيس بوك بعد نشر زوج صور زوجته
التناحر الأسرى يحتدم بين زوجين بسبب تبادل الاتهامات لتتطور الخلافات بينهما لنشر الزوج صور فاضحة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى لزوجته بسبب رفضها خيانتها دون أن يعبأ بتأثير ذلك على حالتها النفسية، لدرجة دفعتها للهروب من جحيم الحياة الزوجية بعد تدهور حالتها الصحية وطلبها الطلاق.
وتؤكد الزوجة أمام محكمة الأسرة بزنانيرى:"16 شهر مدة زواجى كانت كفيلة بأن تدمر حياتى، بسبب زوجى وتطاوله على بيديه ولسانه، بعد أن داوم على الإساءة، ليواجهنى بوابل من الاتهامات، وأننى لا أصلح للزواج وتأسيس منزل، وبعد نشوب خلافات زوجية بيننا، سرق حسابى على الفيس بوك، ونشر صور فاضحة لى على صفحات إباحية، انتقاما منى".
نفقات الأونلاين.. دعوى حبس بسبب فاتورة الإنترنت
"زوجى هجرنى منذ 11 شهرا، امتنع عن سداد نفقات أولاده من مأكل وملبس ومصروفات تعليمية، وعندما لاحقته بدعاوى قضائية للمطالبة بحقوق أولادى امتنع عن سداد أجر المسكن، لأعيش خلال الشهور الماضية فى صراع معه بسبب عجزى عن تحمل تلك النفقات".. كلمات جاءت على لسان زوجة فى دعوى حبس بـ متجمد نفقة فاتورة الإنترنت -مرافق- مسكن الزوجية، وقدرت الفاتورة بـ 3300 جنيه وطالبته أيضا بنفقة زوجية.
وأشارت الزوجة بدعواها: "الدروس الخصوصية لأولادى كلها عن طريق الأون لاين، أدفع لهم شهرياً ما يزيد عن 10 آلاف جنيه حصص خاصة، وزوجى رغم يساره يمتنع عن السداد ليضطر مؤخراً بدفع تلك المبالغ عن مدة 11 شهرا بعد صدور حكم بحبسه، وأثبت بكل الدعاوى يسار حالته المادية وتقاضيه شهرياً دخل شهرى كبير وبالرغم ذلك تركنى أعيش فى شقة إيجار".
القانون قال إيه؟
مواقع التواصل الاجتماعى أصبحت تشكل -معضلة بالنسبة لكثير من الزوجات والأزواج-، فمثلا فى بعض حالات -الطلاق- يقوم الزوج بإعلانها بالطلاق بشكل يقتصر عليهم -فى رسالة- أو مكالمة بتلك المواقع لتجد نفسها أمام مازق برفضه الاعتراف حتى لا يترتب على الطلاق حقوق والتزامات يدفعها ويتركها معلقة.
وهنا يجب أن نشدد على أن القانون أكد أن من شروط وقوع الطلاق أن يكون فى المواجهة أو يكون أمام شاهدين أو يتم توثيقة أمام بقرار محكمة تجنبا للإضرار التى ممكن أن تقع.
وفى تلك الظروف تقوم الزوجة بإقامة دعوى إثبات طلاق بحسب المادة 60 من قانون الإثبات أحوال شخصية، وتدعى تطليقه لها وخشيتها أن لا تقيم حدود الله وتوجه للزوج يمين حاسمه بإن تقول له "هل صدر هذا الطلاق" بسبب أن مواقع التواصل الاجتماعى ليست قاصرة على الشخص بمفرده ومن الممكن أن تخترق لذا على الزوج أن يقسم وهو فقط من عليه إثبات الواقعة، وتكون جلسة واحدة فقط.
كما حدد القانون أيضا أن وسائل إثبات جريمة الخيانة الزوجية تشمل (تبادل الرسائل بين الرجل والمرأة بعبارات تحتوى على وجود علاقة محرمة- وجود مكالمات تليفونية - حالة التلبس - وجود مكاتبات)، و"فيس بوك وواتس آب والفايبر" أصبحت قرائن لإثبات نسب أطفال الزواج العرفى، والنفقات الحديثة بسبب الدروس الاونلاين والروية عبر طريق مواقع التواصل الاجتماعى أصبحت حاضرة الان بقوة فى كثير من الدعاوى بمحكمة الأسرة.