ويجتمع القادة الأوروبيون لإظهار دعمهم لزيلينسكى، بعد خلافه مع ترامب، مع مواجهة تحديات حاسمة لأن الخلاف جعلهم الداعم الرئيسى لأوكرانيا.
وأكد رئيس حكومة إسبانيا، بيدرو سانشيز، دعمه القوى لرئيس أوكرانيا وسيشارك فى القمة بشأن أوكرانيا التى دعا إليها رئيس الوزراء البريطانى كير ستارمر، والتى سيحضرها اثنا عشر زعيما أوروبيا آخرين، والذين سينضم إليهم رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيس المجلس أنطونيو كوستا والأمين العام لحلف شمال الأطلسى مارك روته، وفقا لصحيفة 20 مينوتوس الإسبانية.
ومن المتوقع أن يعبر المشاركون فى القمة عن الدعم الكامل لزيلينسكى بعد الموقف الذى شهده الجمعة فى البيت الأبيض خلال لقائه مع ترامب، حيث اتهمه الأخير بعدم الاحترام و"اللعب بالحرب العالمية الثالثة"، واعتبر أنه غير مستعد للسلام.
وأشارت الصحيفة إلى أن سانشيز، مثل الغالبية العظمى من الزعماء الأوروبيين، خرج لدعم الرئيس الأوكرانى، وكتب فى منشور له على حسابه على موقع X "أوكرانيا.. إسبانيا معك".
وبحسب مصادر حكومية، فإن هذا هو ما سيعبر عنه مرة أخرى شخصيا لزيلينسكى يوم الأحد فى لندن بعد أن أوضح التزام إسبانيا المستمر تجاه أوكرانيا خلال زيارته إلى كييف يوم الاثنين الماضى للمشاركة فى اجتماع لحلفاء ذلك البلد تزامنا مع الذكرى الثالثة لبدء حرب أوكرانيا وروسيا.
وأكد وزير الخارجية خوسيه مانويل ألباريس بعد المواجهة بين ترامب وزيلينسكى أن الشعب الأوكرانى ليس وحيدا ورفض فكرة أن حربا مثل التى يعانون منها لها مكافأة لأنها ستكون هزيمة للمشروع الأوروبى.
وصرحت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى فى منشور على منصة X: "اليوم، أصبح من الواضح أن العالم الحر يحتاج إلى قائد جديد، والأمر متروك لنا، نحن الأوروبيين، لقبول هذا التحدى".
وفقا لصحيفة لاراثون الإسبانية، فإن الأزمة حول الضمانات الأمنية المستقبلية لأوكرانيا هى أيضا أزمة حول مستقبل الأمن فى أوروبا، وسيحتاج القادة الأوروبيون الذين يجتمعون الأحد فى لندن إلى إيجاد مخرج من هذه الأزمة من خلال جذب الولايات المتحدة نحو اتفاق ناجح. ستحتاج أوروبا إلى القيادة للقيام بذلك، ولكنها بالتأكيد ستحتاجها أيضا إذا لم تنجح فى ذلك.
وأشارت كالاس إلى أن العالم الحر بحاجة إلى قائد جديد، ولكن التدخل كراعٍ مهيمن للدفاع عن أوكرانيا – فى وقت تسحب فيه واشنطن دعمها على نطاق أوسع، سيكون جد مكلف، ولن تذهب بعيدًا بما فيه الكفاية تلك التحسينات فى الميزانية العمومية المدرجة على جدول أعمال مجلس الاتحاد الأوروبى الأسبوع المقبل.
وكما قال عضو البرلمان الأوروبى الاشتراكى رافاييل جلوكسمان : "سنحتاج إلى أفعال من الآن فصاعدًا، وإيماءات قوية، وليس مجرد كلمات قوية".
وحث النائب الفرنسى الأصل الاتحاد الأوروبى على مصادرة أكثر من 200 مليار يورو من الأصول الروسية المجمدة لتمويل الدفاع عن أوكرانيا، قد تعود هذه القضية إلى جدول الأعمال فى ظل الظروف الحالية الملحة.
وسيكون مشهد المكتب البيضاوى هو المشهد الذى يهيمن على قمة الأحد، حيث يسعى ستارمر إلى تعزيز العمل الأوروبى المشترك لضمان سلام عادل ودائم بعد اجتماعه الخميس فى واشنطن مع الرئيس الأمريكى، الذى لم يرغب فى الالتزام بتقديم ضمانات أمنية لمهمة حفظ سلام أوروبية محتملة فى أوكرانيا.
ويتفق سانشيز مع هذا السلام العادل بالنسبة لأوكرانيا، ويؤكد على أنه لا يمكن تحقيق السلام بدون هذا البلد، كما أنه من غير الممكن معالجة الأمن الأوروبى بدون أوروبا.
وسوف يناقش زعماء الدول الأعضاء السبعة والعشرين كل هذا مرة أخرى الخميس المقبل فى بروكسل فى قمة استثنائية دعا إليها رئيس المجلس الأوروبى أنطونيو كوستا.
وقالت صحيفة لاراثون الإسبانية فى تقرير أن الولايات المتحدة قدمت لأوكرانيا أكثر من 64 مليار يورو كمساعدات عسكرية منذ بدء الحرب الأوكرانية، قبل ثلاث سنوات، ونحو 114 مليار يورو كمساعدات مالية وإنسانية وعسكرية بين عام 2022 ونهاية عام 2024. وبالتالى فإن انسحابها سيكون بمثابة ضربة قوية للجانب الأوكرانى، الذى لا يزال يتعرض لضربات من القوات الروسية.
وأطلقت موسكو، السبت، أكثر من 100 طائرة بدون طيار فوق الأراضى الأوكرانية، وفى اليوم السابق، ادعت روسيا أنها استعادت السيطرة على كورسك، حيث سيطرت كييف على جزء من المنطقة قبل بضعة أشهر بعد توغل عسكرى.
وأشارت قناة ار تى فى الإسبانية على موقعها الإلكترونى، إلى أنه بالإضافة إلى السلام والمساعدات العسكرية، هناك قضية أخرى لا تزال عالقة وهى الصراع حول رواية الحرب، والتى كانت حتى الآن تهيمن عليها زيلينسكى إلى حد كبير، وأراد الرئيس الأوكرانى تحذير البيت الأبيض من أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين انتهك معاهدات عدم الاعتداء الأخرى فى السنوات الأخيرة دون عواقب تذكر، وكان يدعو إلى مشاركة الولايات المتحدة. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين: "سنواصل العمل معكم من أجل تحقيق سلام عادل ودائم".